القسام تسلم 3 أسرى إسرائيليين مقابل الإفراج عن 183 فلسطينيًا ضمن الدفعة الخامسة من اتفاق غزة
سلمت كتائب القسام، صباح السبت، 3 من الأسرى الإسرائيليين، من بينهم واحد يرتدي الزي العسكري، إلى الصليب الأحمر في دير البلح وسط قطاع غزة، ضمن الدفعة الخامسة لصفقة التبادل.
وذكرت قناة الأقصى التابعة لحماس أن عملية التسليم جاءت بعد وصول موكب وحدة الظل وقوات التأمين في كتائب القسام وطواقم الصليب الأحمر إلى نقطة التسليم بوسط القطاع لاستلام الأسرى الإسرائيليين إلياهو داتسون يوسف شرابي، وأور أبراهام ليشها ليفي، وأوهاد بن عامي.
وعلى غير ما جرت عليه صفقات التبادل السابقة، بدأت مراسم تسليم الأسرى الإسرائيليين بعد بيان تلاه أحد عناصر القسام قال فيه إنه يتم البدء “بتنفيذ مراسم الإفراج عن (3) أسرى إسرائيليين معتقلين لديهم في معركة طوفان الأقصى”.
ولأول مرة تصف القسام الأسرى الإسرائيليين لديها بـ”المعتقلين”.
وظهر الأسرى الثلاثة بأوضاع مختلفة، حيث ارتدى اثنان منهم وهما كبيران في السن زيا موحدا (بني اللون) وضع على قميصه صورة للأسير مكتوب بالعبرية أسفلها “أسير لدى كتائب القسام”، بينما خرج الثالث وهو يرتدي الزي العسكري الإسرائيلي.
وأرجع مراقبون حالة الأسرى الصحية إلى سياسة التجويع التي اتبعتها إسرائيل في قطاع غزة على مدار أشهر الإبادة.
وسبق عملية التسليم، توقيع طاقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي على محضر تسليم الأسرى جهزته كتائب “القسام”.
وغادر “الصليب الأحمر” موقع التسليم في دير البلح بعد تسلمه الأسرى الإسرائيليين الثلاثة من “القسام”.
وجرت عملية التسليم وسط حضور مئات الفلسطينيين وفي ظل انتشار مكثف لعناصر “القسام” في موقع تسليم الأسرى وهم يحملون أسلحة متنوعة.
وفي موقع التسليم، رفعت “القسام” على المنصة الرئيسية لافتة كبيرة كتبت عليها باللغات الثلاث العربية والعبرية والإنكليزية عبارة “نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي”.
وقال أحد الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم إن المفاوضات هي السبيل الوحيد للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وأكدت إسرائيل استلامها المحتجزين الثلاثة من الصليب الأحمر، ووصولهم إلى إسرائيل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لن تتجاهل مشهد المحتجزين الثلاثة وهم في حالة ضعف وهزال أثناء اقتيادهم إلى المنصة في غزة، قبل إطلاق سراحهم اليوم السبت.
وأضاف في بيان “لن نتجاهل المشاهد الصادمة التي رأيناها اليوم”.
في المقابل، قالت حركة “حماس”، السبت، إن “المقاومة الفلسطينية” بذلت جهدا كبيرا للحفاظ على حياة الأسرى الإسرائيليين لديها رغم القصف الإسرائيلي على مدار أكثر من 15 شهرا من الإبادة الجماعية، ومحاولات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استهدافهم وتصفيتهم.
جاء ذلك في بيان صدر عن الحركة تعقيبا على مشاهد الإفراج عن 3 أسرى إسرائيليين في مدينة دير البلح.
وقالت الحركة: “التزمت مقاومتنا بالقيم الإنسانية وأحكام القانون الدولي الإنساني في تعاملها مع الأسرى، وبذلت جهدا كبيرا للحفاظ على حياتهم رغم القصف الصهيوني ومحاولات مجرم الحرب نتنياهو استهدافهم وتصفيتهم”.
وقالت حماس في ذات البيان: “يؤكد شعبنا الفلسطيني بالتفافه العظيم حول المقاومة وتحدي الاحتلال، رفضه لكل مشاريع ترامب بالتهجير والاحتلال، وعزمه الراسخ على إفشالها”.
وأوضحت أن “رسائل المقاومة حول اليوم التالي -خلال عملية التسليم- تؤكد أن يد شعبنا ومقاومته ستبقى العليا، وأن اليوم التالي هو فلسطينيّ بامتياز، يقربنا أكثر من العودة والحرية وتقرير المصير”.
وختمت: “النصر المطلق الذي بحث عنه المجرم نتنياهو وجيشه طيلة 471 يوماً أوهامٌ تحَطَّمت على أرض غزَّة العزَّة للأبد”.
الإفراج عن 183 أسيرًا فلسطينيًا
كما أفرجت سلطات الاحتلال، عن 183 أسيرا فلسطينيا ضمن الدفعة الخامسة من صفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل.
ومن بين المفرج عنهم 7 أسرى تم إبعادهم خارج الأراضي الفلسطينية ووصلوا إلى معبر رفح، إضافة إلى 42 أسيرا من الضفة الغربية، وثلاثة من مدينة القدس، و27 من قطاع غزة ممن يقضون أحكاما بالسجن المؤبد أو أحكاما عالية المدة، إضافة إلى 111 أسيرا ممن جرى اعتقالهم في قطاع غزة بعد 7 أكتوبر 2023.
ووصل عشرات من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم من سجون إسرائيل إلى قطاع غزة، عبر معبر كرم أبو سالم شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وتم نقل الأسرى إلى مستشفى غزة الأوروبي في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، لإجراء الفحوص الطبية اللازمة.
من جهته، قال مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس في بيان: “وصول حافلتين تقلان محررين إلى المستشفى الأوروبي جنوب قطاع غزة ضمن الدفعة الخامسة من المرحلة الأولى في صفقة طوفان الأحرار”.
وأكد أن الأسرى المفرج عنهم “يعانون من آثار تعذيب”.
وأوضح المكتب في البيان: “المحررون الذين وصلوا إلى المستشفى الأوروبي جنوب قطاع غزة يعانون من آثار التعذيب في السجون، ويخضعون لفحوصات طبية عاجلة”.
وكان في استقبال الأسرى الآلاف من الفلسطينيين الذين استقبلوهم بحرارة وزغاريد، وفور وصول الحافلات إلى القطاع، عمت أجواء الفرح والاحتفالات بين الحشود التي رحبت بالمحررين.
وقبل ذلك، وصلت حافلة تقل فلسطينيين من الأسرى المفرج عنهم من سجن عوفر الإسرائيلي إلى مدينة رام الله الضفة الغربية المحتلة.
وكانت الحافلة غادرت سجن عوفر الإسرائيلي القريب من بلدة بيتونيا. ونزل الأسرى واحدا تلو الآخر وهم يلوحون بأيديهم للحشود التي كانت في استقبالهم وسط انتشار لعناصر الشرطة الفلسطينية.
ووصل الأسرى إلى قصر رام الله الثقافي، حيث كان مئات الفلسطينيين في انتظارهم، وسط رفع الأعلام، والهتاف لغزة والمقاومة.
واحتشد الفلسطينيون بالمئات، رغم كل التحذيرات التي وجهها الجيش الإسرائيلي لأهاليهم، ودهم منازل عدد منهم فجر السبت.
ورفع الأسرى المحررون إشارة النصر ولوحوا بأيديهم وسط حضور جماهيري حاشد.
وبدا الأسرى بهيئة صحية متردية وأجساد نحيلة، وظهر بعضهم عاجزا عن المشي، وتم حمل البعض على الأيدي.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نقل 7 أسرى محررين إلى المستشفى لتلقي العلاج “بسبب وضعهم الصحي الصعب”، عرف من بينهم القيادي في حماس جمال الطويل.
وقالت الجمعية في بيان، إنها نقلت 7 أسرى فلسطينيين من داخل حافلات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بعد الإفراج عنهم مباشرة، إلى المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، “لتلقي العلاج، بسبب وضعهم الصحي الصعب”.
ولم تذكر الجمعية المزيد من التفاصيل حول الوضع الصحي عن هؤلاء الأسرى.
وفي وقت سابق السبت، بدأت مصلحة السجون الإسرائيلية في إطلاق سراح 183 أسيرا فلسطينيا ضمن الدفعة الخامسة للمرحلة الأولى لصفقة التبادل.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية: “بدأت مصلحة السجون الإسرائيلية، اليوم، بالإفراج عن معتقلين فلسطينيين من سجني عوفر وكتسيعوت (النقب الصحراوي)”.
وأضافت أن الأسرى بدأوا في الصعود إلى الحافلات استعدادا لنقلهم من قبل قوات الأمن الإسرائيلية.