الأخبار المحلية
أخر الأخبار

القيادي علي الصراري: الحوثيون لم يسيطروا على عمران وصنعاء ولكن الذي أسقط صنعاء هو المؤتمر الشعبي العام

في نهاية السلسلة الوثائقية التي استعرض من خلالها برنامج الشاهد في موسمه الرابع؛ شهادة عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني، علي الصراري، حول العنف اليساري، تحدث في الحلقة التاسعة والأخيرة، عن دور حزب المؤتمر في سقوط صنعاء، وكيف سلمت قوات الحرس الجمهوري اليمني لمليشيا الحوثي، ودور علي صالح في عودة الإمامة من جديد.

في عام 2010، كان هناك مشروع قدمه المؤتمر الشعبي العام يتعلق بإجراء تعديلات دستورية تمنح الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح، تخص نظام الحكم المحلي إن كان واسعًا أو كامل الصلاحيات، عقبها تصريح للبرلماني والقيادي في حزب المؤتمر سلطان البركاني، بقوله، سنقلع العداد من جديد، الأمر الذي يدعو للتساؤل، ما سر هذه الغطرسة والغرور الذي وصل إليه المؤتمر الشعبي العام وقياداته، حتى يتم التهديد بتلغيم الحياة السياسية؟

غطرسة وغرور المؤتمر

يقول علي الصراري، إن شعور قيادات المؤتمر الشعبي العام، بالأزمة، كان عميقًا جدًا، وشعورهم بأن المعارضة صار موقفها أكثر تماسكًا، وصارت مطالبها تلقى رواجًا واسعًا في الأوساط الشعبية المختلفة، جعلتهم يعتقدون على ما اعتادوا، بأن التهديدات، ربما تثمر في هذه الحالة، طالما وأن المغريات في تلك الفترة، والخيارات التي عرضت على المعارضة من ضمنها تشكيل حكومة، لم تكن مقبولة، ولم يكن أمامهم سوى الاقتناع بأن الوقت حان لرحيلهم.

وأضاف: إذا كانت المعارضة قبلت بالمغريات وتشكيل حكومة، كانت ستكون حكومة معارضة بمضمون السلطة القائمة، أي أنها ستعرض أوراقها للاحتراق، فبدلًا من أن تكون هي البديل، كانت ستصبح جزءًا من الوضع القائم، وتتحمل مسؤولية أخطاء النظام وإخفاقاته.

وتابع: عندما بدأت الحركة الشبابية في الساحات كان شعارها “إرحل”، وأنا أعتقد أنه لم يكن هناك إمكانية لطرح شعار آخر غير إرحل.

وأردف: خروج الشباب إلى الساحات دل على طريق إخراج اليمن من المأزق الذي هو فيه، فالمعارضة كان لديها تصور بديل، لكن لم يكن لديها طريق الخروج من هذا الوضع إلى الوضع البديل.

وزاد: ربما إذا كانت المعارضة قامت بالعمل لنفسها، قد لا تؤمن ظروف أو شروط التوافق حتى النهاية، ولهذا جاءت هذه الحركة الشبابية السلمية، لتدل على طريق الخروج من هذا المأزق، وجعلت العقل السياسي اليمني حينها يفكر بالمخارج، وأهم مخرج تم التوصل إليه هو الحوار الوطني، أي أنه لا يوجد إمكانية لتغيير الوضع والانتقال إلى وضع أفضل إلا من خلال حوار وطني تشارك فيه كافة الأطراف، ويتم الاتفاق في هذا الحوار على كافة المسائل التي تعد محل الاختلاف.

وقال: هذه المسائل هي لا تتعلق فقط في السياسة الاقتصادية أو محاربة الفساد، إنما تتعلق أيضًا بتغيير بنية النظام السياسي، وتتعلق بحل الأزمات التي كانت قائمة، سواء كان في الجنوب أو في صعدة، والاحتقانات الشعبية المختلفة.

وأضاف: المعارضة كان لديها برنامج ثوري لتغيير النظام، لكنه لم يكن مكتمل التفاصيل، وعندما جئنا إلى الحوار الوطني تكشف أن هناك لا زالت خلافات كثيرة، فيما يتعلق بهذه التفاصيل، ولهذا عندما دخلنا إلى الحوار وجدنا أن هذا الحوار يأخذنا في اتجاهات مختلفة، لا أقول بأننا عدنا إلى ماضي الخلاف، ولكن هناك قضايا لم نحسمها في الفترة السابقة، وبرزت أمامنا في المرحلة الجديدة.

وتابع: كنا قد وصلنا إلى صيغة أن ما يصلح لليمن هو نظام فيدرالي، بحيث أن هذا النظام يأخذ بعين الاعتبار مصالح واحتياجات المناطق المختلفة، ولكن لم يكن لدينا رؤية مشتركة بشأن تفاصيل هذا الحل، ولهذا وجدنا أنفسنا نطرح أكثر من رأي، وهنا استطاع المؤتمر الشعبي العام أن ينفذ إلى قضايا خلافية مهمة في قضية تقسيم اليمن.

وأردف: على سبيل المثال نحن كان مقترحنا في الحزب الاشتراكي أن تنقسم اليمن إلى إقليمين، لأن وضع اليمن لا يحتمل تعدد أكبر من هذا، ثم أن الإقليمين، سيستوعب الانقسام السياسي الذي حصل في اليمن سنة 1994، وسيظل الباب مفتوحًا أمام أن تنشأ أقاليم أخرى، ولكن نظر إلى هذا المقترح بأنه دعوة للانفصال، وهكذا فكر الإصلاح وفكر المؤتمر، لكن التفكير الحقيقي كان لدى المؤتمر والإصلاح ولدى الحوثيين هو رفض مشروع الدولة الفيدرالية، وإبقائها دولة مركزية بسيطة يتم التحكم فيها من مركز جغرافي واحد.

وزاد: مع أن هذه الرؤية التي تأخذ بعين الاعتبار حاجات المناطق وحقها في المشاركة في إدارة الدولة، إلا أنهم ما زالوا مرة أخرى، يفكرون بإعادة فرض نوع من المركزية والسيطرة والجهوية، وبالتالي دخلنا في الإشكال الجديد.

وقال: الرئيس هادي للأسف الشديد كان يراهن على الدعم الخارجي، وكان يعتقد أنه طالما هناك دعم أوروبي ومن جانب الولايات المتحدة، بدرجة رئيسية، ودعم من المملكة العربية السعودية، فإنه يستطيع أن يقفز على كل حقائق الوضع الداخلي، وهذا كان خطأ.

وأضاف: كان على الرئيس هادي أن يتفهم بأن الحوار الوطني، أنتج شركاء، وهؤلاء الشركاء لم يعودوا مستعدين للتخلي عن رؤاهم، وأنهم مستعدين أن يتحاوروا حول هذه الرؤى، وأن يعدلوا توجهاتهم، إذا تطلب الأمر، وأن يقوموا بتعديلها.

الانقلاب الحوثي بدعم علي صالح

يقول علي الصراري، إن الحوثيين كان ممكن أن يسيروا مع الرؤى التي طرحوها في مؤتمر الحوار الوطني، لكنهم وجدوا نوعًا من الدعم والتبني من قبل قوات الحرس الجمهوري، ومن قبل الرئيس علي عبد الله صالح، ولهذا مضوا قدمًا في مشروع السيطرة.

وأضاف: الحوثيون لم يسيطروا على عمران وصنعاء، لأنهم كانوا يمتلكون القوة، بالعكس كانت قدراتهم أقل من هذا بكثير، ولكن الذي أسقط صنعاء، هو المؤتمر الشعبي العام.

وتابع: ذلك الحشد الجماهيري حول صنعاء، المشائخ وأعضاء مجلس النواب، المنتمين للمؤتمر الشعبي، والحوثيين، كانوا بالواجهة، وكان المؤتمر بمثابة حصان طروادة.

وأردف: نحن في الحزب الاشتراكي حينها كان هناك رأي يرى في أنه عمران كانت عبارة عن قطاع لبيت الأحمر والفرقة الأولى مدرع، ولم تكن جزءًا من دولة القانون التي نحن ننشدها، ونعمل من أجل تحقيقها، وكذلك الحوثيون، لم يكونوا دولة قانون، ولم يكونوا هم القوة التي ستفرض القانون، ولكنهم كانوا الضد لهذه الإقطاعية التي كانت مسيطرة على عمران، وكان الاعتقاد أن الأمور ستتوقف هناك في عمران طالما أن هناك مبعوث أممي وهناك أطراف دولية متواجدة وتستطيع أن تمارس ضغوط على الجميع.

وزاد: ظل عبد ربه منصور هادي، رئيسًا شكليًا، والقرار كان لا زال ليس بيده، القوات المسلحة لم تكن بيد وزير الدفاع، كان لا زال هناك مراكز لعلي محسن، وأيضًا الحرس الجمهوري التابع لأحمد علي، أزيح أحمد علي وأزيح حتى طارق صالح، لكن ظلت هذه الوحدات تعطي ولاءها لعلي عبد الله صالح، ولأبنائه.

وقال: صحيح أنه جاءت عناصر بعضها قريبة من علي محسن، لكن ظل الانقسام داخل القوات المسلحة قائمًا، وظل الجزء الأكبر من هذه القوات هي الحرس الجمهوري، بما لديه من إمكانيات، وهو يميل لعلي عبد الله صالح، وهو وقف في هذا الصراع العنيف، إلى جانب الحوثيين عندما دخلوا صنعاء.

وأكد أن الحوثيين كانوا قوة مسلحة، لكن ليسوا في مستوى أن يحتلوا العاصمة، وأن يسيطروا على البلاد بكاملها.

وأشار إلى أن علي عبدالله صالح، كان يعتقد بأنها مرحلة مؤقتة، سيستخدم الحوثيين فيها، لضرب خصومه الذين خرجوا ضده في 2011، وبعدها سيكون أمرهم هين، على أساس أنهم جماعة ممكن فرزها، باعتبار أنهم جاءوا من الجبال والكهوف

زر الذهاب إلى الأعلى