المبعوث الأمريكي: الحوثيون لم يتمكنوا من السيطرة على آخر معقل للقوات الحكومية.. ولا يمكن تجاهل قوتهم العسكرية
قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينج، إن الوضع في اليمن لا يزال “هشاً”، مشيراً إلى أن الهدنة المعلنة قبل عامين في البلاد تعد “إنجازاً عظيماً”، خاصة في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط.
وذكر ليندركينج أنه على الرغم من وقف القتال مؤقتاً، إلا أن الحرب لم تنتهِ تماماً، حيث لا يزال العنف مستمراً في بعض المناطق، مضيفاً أنه “لا يمكن تجاهل قوة الحوثيين العسكرية”.
واستدرك بالقول: “لكنهم (الحوثيين) أظهروا أيضا حدود قدراتهم. لم يتمكنوا من السيطرة على مأرب قبل عامين، وهي آخر معقل للقوات الحكومية في الشمال، ولم يتمكنوا من السيطرة على مصادر الطاقة، وأهدروا الكثير من الموارد وقتلوا الكثيرين وجندوا أعدادا كبيرة من الشباب ودفعوهم إلى جبهات القتال، وحدثت معارك مدمرة”.
وأضاف ليندركينج في مقابلة مع برنامج “من واشنطن” على قناة الجزيرة أن الحوثيين “أبعدوا المجتمع الدولي” بممارساتهم العنيفة، مثل الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، مما أثر سلباً على الاقتصاد الإقليمي وحرّك غضب الدول الكبرى، مثل مصر التي قالت اقتصادها خسر نحو ستة مليارات دولار بسبب تلك الهجمات.
وحول تأثير العدوان الإسرائيلي في غزة على عملية السلام في اليمن، أشار ليندركينج إلى أن الحوثيين استغلوا الوضع الإقليمي لمصلحتهم، وهو ما أدى إلى تعقيد جهود السلام. وقال: “يجب أن تكون اليمن أولويّة للحوثيين، وإذا توقفوا عن هجماتهم في البحر الأحمر، سنتمكن من العودة إلى عملية السلام”.
فيما يتعلق بالوضع الإنساني في اليمن، أشار ليندركينج إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر صرفت اهتمام المانحين عن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن.
وحسب ما ذكره المبعوث الأمريكية فإن بلاده تسعى إلى تحسين الوضع الإنساني في البلاد، رغم التحديات التي تفرضها تصرفات الحوثيين، بما في ذلك احتجاز العاملين في المجال الإنساني.
وفي اللقاء قال المبعوث ليندركينج أعتقد أن الرئيسين (ترامب، بايدن) سيبقيان على الاهتمام باليمن، ولا أعلم ماذا سيفعل الرئيس ترامب، لكن إذا نظرت إلى رئاسته السابقة، فإن اليمن كانت من بين أولوياته، ووضع الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية وقد يفعل ذلك مرة أخرى”.