Blogالأخبارسوشيال ميديامقالات

المعلم

وصفت الأستاذة علا يحيى في صفحتها على فيسبوك حال المعلم في مناطق سيطرة الحوثيين والذي يعاني من انقطاع راتبه منذ سنوات

تكررت علينا كثيرًا عبارات مثل “المعلمون مكرمون في جميع بلدان العالم إلا عندنا!”
مهنة التعليم لدينا أصحبت مهنة تثير الشفقة أكثر من كونها محطًا للفخر… أصبح المعلمون كالحمير الكادحة التي لا تُطعم ولا يحق لها أن تطالب بأجرها…
منذ نعومة أظافري وأنا أعايش غياب والديّ لكونهما مُعلمين رغم أنني كنت في أكثر مراحلي احتياجًا إليهما، كان كسب العيش عُذرًا لغياب كليهما وهما يعِداننا بما لذ وطاب محاولين إبعاد الضجر عنا لفكرة رحيلهما…
لقد كبُرت الآن وأصبح بإمكاني أن أغطي جُزءًا من الفراغ الذي يصنعانه في وجود إخوتي، ولكن بماذا سيعداننا الآن وليس لديهما ما يعودان به إلينا ليسليانا بعد غياب طويل… أصبحت مهنتهما تطوعية بحتة لا تفي بأقل احتياجات عائلة مكونة من ستة أشخاص فصار من الواجب البحث عن مصدر عيش آخر يسد احتياجاتنا الأساسية، ورغم ذلك فتلك المهنة التي أفنى أحدهما ٢٩ والآخر ٢٢ عامًا في سبيلها خادمين مخلصين تأبى أن تتركهما للبحث عن سبيل آخر بحجة ضياع الدرجة الوظيفية و ‘مسؤولية الطلاب الأبرياء!’ التي يقهرهما بها من لا يحمل في ضميره ذرة حياء أو تفهُّم!
يبقى السؤال ‘إلى متى؟’ إلى متى سيستمر هذا الوضع وإلى متى سنستطيع التحمل! وهل سيكون هناك عِوَض – ولو بسيط – لما سار أدراج الرياح من جهود حثيثة؟

أفديكما بروحي يا والداي، إن أقصى أمنياتي – وأعمل عليها – في هذه الحياة أن أمحو الهموم عن قلبيكما وأجعلكما تعيشان مُنَعّمين حيث لا تُظلمان ولا يعكر صفوكما أتفه أسباب العيش لما تبقى من عُمرِكما الطويل بإذن الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى