المكلا تشتعل غضبًا بسبب انقطاع الكهرباء.. محتجون يقتحمون مبنى السلطة المحلية

اقتحم عشرات المحتجين مبنى إدارة السلطة المحلية في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت مساء اليوم، في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، تعبيرًا عن غضبهم من الانهيار الكامل في خدمة الكهرباء وتدهور الأوضاع المعيشية والخدمات العامة.
وشهدت شوارع رئيسية في المكلا تظاهرات غاضبة، حيث قطع المحتجون الطرقات وأشعلوا النيران في بعض الإطارات، وسط هتافات تطالب برحيل المسؤولين المحليين ومحاسبة المتسببين في الأزمة.
وأكد شهود عيان أن المحتجين توجّهوا لاحقًا إلى مقر السلطة المحلية واقتحموا المبنى.
وشهدت مدينة المكلا وعدد من مدن ساحل حضرموت، فجر اليوم الاثنين، احتجاجات شعبية واسعة عقب انقطاع التيار الكهربائي لليوم الثاني على التوالي، في ظل موجة حر شديدة وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة والرطوبة.
حيث يعاني السكان من انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي تصل إلى أكثر من ثلثي ساعات اليوم، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتدهور الخدمات الأخرى.
السلطة المحلية في حضرموت عزت أسباب الانقطاعات إلى نفاد الوقود نتيجة ما وصفته بـ “التقاطعات القبلية” التي تعيق مرور ناقلات الوقود إلى محطات التوليد.
في المقابل اتهمت اللجنة الشبابية لمعالجة أزمة التيار الكهربائي مؤسسة الكهرباء، وشركة النفط في ساحل حضرموت بالتقاعس عن أداء مهامهما، مشيرةً إلى أنه لم يتم طلب الكميات اليومية المعتادة من وقود الكهرباء منذ الخميس 24 يوليو الجاري.
وتتواصل معاناة المواطنين وسط غياب أي حلول عملية، وتبادل للاتهامات بين الجهات المعنية، ما يزيد من حالة الاحتقان الشعبي في المحافظة.
حلف قبائل حضرموت يوضح موقفه أكد حلف قبائل حضرموت أن الأزمة الأخيرة في كهرباء الساحل ليست من مسؤوليته، موضحًا أن آلية تزويد محطات الكهرباء بالمازوت والديزل تسير بسلاسة ودون عراقيل.
وقال الكعش سعيد السعيدي، الناطق باسم الحلف، إن الجهات المعنية – السلطة المحلية، مؤسسة الكهرباء، وشركة النفط – ترسل يوميًا كشوفات بالكميات المستحقة من المازوت والديزل إلى شركة بترومسيلة للتزويد والتعبئة، مع نسخة من تلك الكشوفات إلى الحلف لتسهيل مرورها اليومي، مؤكدًا أن العملية تتم بانسيابية تامة.
وأشار السعيدي إلى أن النشرات اليومية التفصيلية تثبت التزام الحلف بدوره، لافتًا إلى أن أي أزمة في كهرباء الساحل لا يتحمل الحلف مسؤوليتها، بخلاف ما يجري في وادي حضرموت.
وفي بيان منفصل للجنة المجتمعية الشبابية بالمكلا، أكدت أن الخدمات العامة حق مجتمعي ومسؤولية على مؤسسات الدولة، مشددة على رفض استخدامها كورقة للمكايدات السياسية.
وختم السعيدي تصريحه بالقول: “المسؤولية أمانة، وإن عجز القائمون عليها عن أدائها، فالاعتذار عنها شرف، وترك المجال لغيرهم ممن يمتلكون القدرة على تحمّلها واجب.”
هذا وقد حذرت السلطات المحلية في حضرموت يوم أمس من توقف كلي لخدمة الكهرباء خلال الساعات القادمة بسبب عدم وصول الوقود منذ يومين من شركة بترومسيلة، في وقت تشهد الخدمة تدهورا وانقطاعات طويلة.
ولم تحدد السلطات الجهات التي تقف وراء منع وصول الوقود، إلا أن حلف القبائل ينصب نقاطا في محيط الشركات النفطية ويتبادل الاتهامات منذ أشهر حول عرقلة وصول المشتقات النفطية لمحطات التوليد.