النظام السوري يهدد مدينة درعا بمصير مشابه لما يحدث في غزة

هدّد العميد لؤي العلي رئيس فرع الأمن العسكري التابع للنظام السوري في محافظة درعا، قبل أيام، أهالي إحدى بلدات المحافظة الواقعة في جنوب سوريا بسيناريو مشابه لما يحصل في غزة.

وجاء تهديد العلي خلال لقائه بوجهاء بلدة محجة بريف درعا الشمالي، بعد يومين من اندلاع اشتباكات بين مسلحين محليين من أبناء البلدة ومجموعة مسلحة تعمل لصالح فرع الأمن العسكري.

وطالب العلي وجهاء البلدة بتسليم المقاتلين الذين هاجموا المجموعة العسكرية إلى جانب سلاحهم خلال 48 ساعة، وإلا ستواجه البلدة مصيرا مشابه لما تواجهه غزة في فلسطين من هجوم إسرائيلي مدمر، بعد أن يتم حصارها وقصفها بالمدفعية.

ورفض المقاتلون مطالب العلي، خلال اجتماعهم مع وجهاء البلدة، وأكدوا أنهم مستعدون لمواجهة عناصر النظام في حال تم تنفيذ التهديد بإطلاق عملية عسكرية.

وأسفرت الاشتباكات عن قتلى وجرحى من الطرفين، حيث سمح النظام لعناصر المجموعة التابعة لفرع الأمن العسكري باستخدام نقاط تابعة لهُ لاستهداف العناصر المحليين، فضلاً عن إسعاف جرحى المجموعة إلى المشافي القريبة.

وجاء الهجوم بعد تجاوزات عدة نُسبت لعناصر المجموعة وأبرزها: الخطف بهدف الحصول على فدية مقابل إطلاق سراح المختطف، وفرض مبالغ مالية على أصحاب المحال التجارية في البلدة، إلى جانب التهديدات المستمرة للمطلوبين من أبناء البلدة بالاعتقال.

رفض الوساطة
وتواصل قادة اللواء الثامن التابع لشعبة المخابرات العسكرية مع الطرفين، وطالب بالتدخل كطرف ثالث للوصول إلى حل يجنب البلدة أي عملية عسكرية قد تؤدي إلى قتل العشرات.

ووافق أبناء بلدة محجة على اقتراح اللواء الثامن، بينما رفض النظام مقترحه وطلب بعدم تدخل أحد، ما دفع قادة اللواء الثامن إعلان وقوفه إلى جانب أبناء بلدة محجة وتأييد أي قرار يتم اتخاذه من قبلهم.

واللواء الثامن هو أحد أبرز التشكيلات في الجنوب السوري، وتم تشكيله بدعم روسي بعد اتفاق التسوية في عام 2018. وضم المئات من عناصر المعارضة سابقاً، ولكن نقلت تبعيته إلى شعبة المخابرات العسكرية بعد التراجع الملحوظ للدور الروسي في المنطقة.

وقال (ي.خ) الناشط الصحفي في محافظة درعا للجزيرة نت إن التهديدات لن يكون لها أثر على أرض الواقع في الأيام القادمة، “وما هي إلا تهديدات فقط”.

وأضاف أن رئيس فرع الأمن العسكري لؤي العلي لن يعمل على شن عملية عسكرية في بلدة محجة من أجل عناصر يعملون لصالح الفرع الذي يترأسه، وهم من أبناء البلدة ويعتبرهم أداة لتنفيذ أوامره من قتل وخطف وخلق بيئة غير آمنة في المنطقة.

وأشار إلى أن العلي كان حريصا على ضم مجموعات من المقاتلين السابقين في صفوف الفصائل المعارضة في كل منطقة من مناطق محافظة درعا، والعمل لصالح فرع الأمن العسكري بصلاحيات غير محدودة، لكن لم يصل الأمر من قبل إلى حد شن عملية عسكرية مقابل الدفاع عن أي من هذه المجموعات.

واعتبر أن التهديد ما هو إلا رسالة لجميع هذه المجموعات التي تعمل تحت إمرته بأنه سيعمل على حصار وقصف أي منطقة يتعرضون فيها للمضايقات أو الهجمات المسلحة كالتي حصلت في بلدة محجة بريف درعا الشمالي.

وتخوف (أ.م)، أحد الناشطين في محافظة درعا، من تحول التهديدات إلى حقيقة، وما يعنيه ذلك من خسائر في صفوف المدنيين وحالة من النزوح.

وأكد على أن تهديدات العلي حتى اللحظة لم تترجم على أرض الواقع بالرغم من أن المهلة التي أعطيت للمقاتلين لتسليم أنفسهم وسلاحهم انتهت، بينما يوجد في محيط بلدة محجة العديد من النقاط العسكرية أبرزها “تل المقداد”، والتي تحتوي على آليات ثقيلة والعشرات من العناصر.

وأضاف الناشط أنه إذا قرر العلي شن عملية عسكرية على البلدة، فسيكون من السهل استقدام تعزيزات إلى محيطها وحصارها خلال ساعات.

المصدر : الجزيرة

Exit mobile version