الهاتف المحمول قبل النوم يهدد حياتك.. كيف ذلك؟

بات استخدام الهاتف المحمول ظاهرة شائعة في حياتنا اليومية، لدرجة أصبحنا لا نستطيع الاستغناء عنه حتى قبل النوم.
يُعدّ ذلك سلوكًا خطيرًا يُهدد صحتنا الجسدية والنفسية، خاصة مع انتشار الهواتف الذكية التي تُتيح تصفح الإنترنت وممارسة الألعاب والتواصل مع الآخرين على مدار الساعة.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على أضرار استخدام الهاتف قبل النوم ونقدم بعض النصائح لتجنب هذه الأضرار.

أضرار استخدام الهاتف المحمول 

ينتج عن استخدام الهاتف المحمول قبل النوم، أضرار كثيرة، ومن أبرزها إجهاد عضلات الرقبة بصورة كبيرة، بسبب النظر لفترات طويلة إلى الهاتف المحمول، مما يعرض المستخدم للإصابة بمتلازمة النصف العنقي.

كما يؤثر أيضًا استخدام الهاتف قبل النوم لفترات طويلة على صحة الأعصاب المسئولة عن الاستغراق في النوم العميق، فضلًا عن الشعور بالأرق، كما أن قرنية العين تتأثر بشكل كبير بسبب التعرض الدائم للهاتف.

وهناك علاقة متشابكة بين شاشات الهواتف والنوم. فالضوء الأزرق المنبعث من هاتفك، لون اصطناعي يحاكي ضوء النهار. وقد يكون هذا رائعًا أثناء النهار، لأنه قد يجعلك تشعر بمزيد من اليقظة، ولكنه على العكس تمامًا مما تحتاجه في الليل عندما تكون في مرحلة الاسترخاء والاستعداد للنوم.

الهاتف الذكي يؤثر على الساعة البيولوجية 

كما أظهرت الدراسات أن الضوء الأزرق المنبعث من هاتفك الذكي يضر ببصرك وأيضا قد يضر بنومك أيضًا. إذ يمكن أن يؤثر التعرض للضوء الأزرق على الساعة البيولوجية الداخلية للجسم ويخل بإيقاعك اليومي.

ويتناغم هذا الإيقاع مع الضوء والظلام. وهذا سبب الشعور بالتعب أكثر في الليل عندما تبدأ الشمس في الغروب ولماذا تشعر بمزيد من النشاط في الصباح عندما يكون الجو مشمسًا.

كما توصلت الأبحاث إلى وجود علاقة بين انخفاض مستويات الميلاتونين والتعرض للضوء الأزرق. والميلاتونين هو هرمون مسؤول عن التحكم في دورة النوم والاستيقاظ. وعندما ينخفض ​​مستوى الميلاتونين في جسمك، فقد تعاني من الأرق والتعب أثناء النهار والانفعال.

بينما لا تقتصر أضرار استخدام الهاتف قبل النوم عند هذا الحد، إذ يصيب بالأرق، فالكثير حين يذهب أخيرًا إلى سريره بعد يوم طويل، يشعر أنك في حاجة لتصفح الرسائل التي وصلته أو يتصفح آخر الأخبار على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي، أو المواقع الإخبارية.

لكن هذه العادة لها أضرار ربما لم تخطر على البال، إذ تشتت الذهن بما يتصفحه على هاتفكه قبل النوم مباشرة مما يؤدي إلى عدم قدرته التمتع بنوم هادئ ومريح. كما أن الضوء الذي تصدره شاشة الهاتف لا يؤثر فقط على رؤيته، بل هو أيضا يفسد الترتيب الطبيعي لمراحل النوم.

الشعور آلام الرقبة 

ويؤدي الاستخدام المفرط للهاتف قبل النوم ايضا إلى آلام الرقبة. حين تميل برأسك إلى الأمام لتنظر في شاشة هاتفك. فهذا يعتبر مجهودا إضافيًا على عضلات رقبتك. مما يسبب الألم، لذا فعليك أن تحرص على تجنب هذا.

بينما لا توجد قاعدة ثابتة بشأن متى يجب عليك وضع هاتفك جانبًا قبل النوم. يقول الدكتور دريروب: “هذه النصيحة متشابهة فيما يتعلق بما نوصي به. يقول بعض الناس، “لا يجب عليك استخدامه قبل ساعة أو ساعتين من وقت النوم”.

كما أضاف أن معظم الأبحاث حول هذه القضية أجريت بالفعل على الأطفال. لدينا أدلة قوية في هذه المجموعة على أن استخدام الوسائط والتكنولوجيا قبل النوم يمكن أن يؤدي إلى قلة النوم”.

بشكل عام، فإن إبعاد أجهزتك عنك ليلًا لمدة ساعة أو ساعتين قبل النوم يعد قاعدة جيدة. وهذا لا يشمل الهواتف فحسب، بل يشمل أيضًا الأجهزة الإلكترونية الأخرى. في حين أن الهواتف الذكية هي السبب الرئيسي عادةً، إلا أن الأجهزة اللوحية وأجهزة التلفزيون يمكن أن تساهم أيضًا في قلة النوم.

المصدر

clevelandclinic