الوفد الأمريكي في تل أبيب: واشنطن تبدأ إعادة تشكيل الشرق الأوسط


يشهد الشرق الأوسط هذه الأيام نشاطًا دبلوماسيًا أمريكيًا غير مسبوق منذ عقود، يتمثل في تواجد ثلاثة مبعوثين للرئيس الأمريكي بشكل شبه دائم في المنطقة، إلى جانب متابعة مباشرة من نائبة الرئيس، وزيارة جديدة لوزير الخارجية الأمريكي إلى تل أبيب.

تحركات أمريكية مكثفة

يرى مراقبون أن هذا الحضور المكثف يعكس رغبة واشنطن في قيادة المرحلة المقبلة من الصراع، وضبط مسار التهدئة بما يتماشى مع رؤيتها لمستقبل الإقليم.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فإن جدول لقاءات الوفد الأمريكي يشمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار قادة المؤسسة العسكرية، حيث تتركز النقاشات حول تثبيت الهدوء الميداني والانتقال إلى ما يُعرف بـ”المرحلة الثانية” من العملية، التي تهدف إلى تحقيق توازن بين الأمن الإسرائيلي والضغوط الدولية المتزايدة لوقف الحرب.

رؤية أمريكية جديدة للمنطقة

وتشير مصادر دبلوماسية إسرائيلية إلى أن الولايات المتحدة تحمل “عصا سياسية” واضحة، تسعى من خلالها إلى فرض تصور جديد للمنطقة، يقوم على تهدئة شاملة، وتقليص النفوذ الإيراني، وقبول دور تركي محوري في مرحلة ما بعد الحرب، إلى جانب تمكين مشاركة خليجية فاعلة بقيادة السعودية في مشاريع الإعمار والتسوية السياسية.

وتنقل القناة 13 العبرية أن هذه الرؤية تعتمد على صيغة “الهدوء مقابل إعادة الإعمار”، مع إشراك أطراف إقليمية لضمان استقرار طويل الأمد دون المساس بالمصالح الأمريكية.

إعادة هندسة المشهد الإقليمي

وفي ظل استمرار التحركات الأمريكية المكثفة، يبدو أن واشنطن تمضي قدمًا في مسار تثبيت التهدئة، بينما تسعى إسرائيل إلى التكيّف مع الضغوط الدولية وتخفيف تداعيات الحرب السياسية والإنسانية.
وتخلص تقديرات دبلوماسية إلى أن الولايات المتحدة لا تكتفي بالسعي لوقف إطلاق النار، بل تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد الإقليمي برمّته وفق أسس جديدة تضمن استمرار نفوذها وتوازناتها في الشرق الأوسط.


Exit mobile version