شهدت اليمن، السب، موجة أمطار غزيرة وسيول جارفة خلّفت آثارًا كارثية في كل من العاصمة المؤقتة عدن والعاصمة التاريخية صنعاء، وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع الإنسانية وتدهور البنية التحتية.
في عدن، تحولت مديرية البريقة إلى منطقة منكوبة بعد أن اجتاحتها السيول القادمة من محافظة لحج، ما أدى إلى انهيار عشرات المنازل كليًا وتضرر مئات أخرى جزئيًا، إضافة إلى غرق مخيمات للنازحين، وجرف سيارات وممتلكات، وقطع الطرق الرئيسية. السلطة المحلية أعلنت حالة الطوارئ ووجهت نداء استغاثة عاجل للجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية، مؤكدة أن حجم الكارثة يفوق قدراتها الذاتية، وأن الوضع “كارثي وخارج عن السيطرة”، بحسب مدير المديرية صلاح الشوبجي.
كما تضررت شبكة المياه والصرف الصحي، وتوقفت إمدادات المياه عن مناطق واسعة نتيجة تدمير الخط الرئيسي الناقل من حقل بئر أحمد. هيئة المساحة الجيولوجية حذّرت من أن السيول تمثل إنذارًا مبكرًا لكوارث أكبر، خاصة في ظل البناء العشوائي الذي يعيق مجاري السيول الطبيعية.
وفي صنعاء القديمة، أدت الأمطار الغزيرة إلى انهيار منزلين أثريين، أحدهما مأهول بأربع أسر، وسط غياب واضح لدور الجهات المعنية في ترميم المباني التاريخية المدرجة على قائمة التراث العالمي. السكان والناشطون اتهموا سلطات الحوثيين بتجاهل الكارثة والانشغال بفعاليات طائفية، ما فاقم من معاناة الأسر التي تعيش في منازل مهددة بالانهيار.
وتأتي هذه الكوارث في ظل تغيرات مناخية غير مسبوقة تضرب اليمن، وتكشف هشاشة البنية التحتية، وتفاقم المخاطر على السكان والموروث الثقافي، في وقت تتصاعد فيه المطالب بتدخل عاجل ومنسق لإنقاذ الأرواح وحماية التراث.
