احتجزت سلطات الهجرة الأميركية طالباً ثانياً من جامعة كولومبيا بسبب مشاركته في الاحتجاجات المناهضة للحرب على غزة، لدى وصوله لإجراء مقابلة تتعلق بطلبه للحصول على الجنسية الأميركية في ولاية فيرمونت.
وأمر قاضي المحكمة الجزئية وليام سيشنز الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومسؤولين كبار آخرين بعدم ترحيل محسن مهداوي من الولايات المتحدة أو إخراجه من ولاية فيرمونت.
وقالت محامية الطالب محسن مهداوي، الذي وُلد ونشأ في مخيم للاجئين في الضفة الغربية ويحمل إقامة دائمة في الولايات المتحدة، إنه تم توقيف موكلها، خلال مقابلة خاصة بعملية التجنيس، في ولاية فيرمونت، الاثنين. وانتقل مهداوي إلى الولايات المتحدة في عام 2014، والتحق مؤخراً بجامعة كولومبيا، وكان يخطط للعودة في الخريف لمتابعة درجة الماجستير، وفقاً لما ورد في الأوراق القانونية.
وقالت شبكة NBC NEWS إن احتجاز مهدواي يأتي في خضم “حملة قمع غير مسبوقة ومتصاعدة”، تستهدف الطلاب الأجانب.
وأظهر مقطع فيديو لعملية الاعتقال، 3 ضباط بينهم 2 ملثمين، وهم يرافقون مهداوي وهو مكبّل بالأصفاد إلى سيارة دفع رباعي، ورفضوا الإفصاح عن أي معلومات.
وقال أندرو ديلاني، أحد محامي مهداوي، إن موكله محتجز في ولاية فيرمونت، وذكر محاموه في أوراق قانونية للطعن في عملية احتجازه، إن هدف اعتقاله هو الترحيل.
بيرني ساندرز: غير أخلاقي
وفي بيان مشترك، وصف السيناتور بيرني ساندرز عن فيرمونت، والعضوة الديمقراطية عن الولاية بمجلس النواب بيكا بالينت احتجاز مهداوي بأنه “غير أخلاقي وغير إنساني وغير قانوني”.
وقالا: “في وقت سابق من اليوم، دخل محسن مهداوي، من وايت ريفر في فيرمونت، إلى مكتب الهجرة لإجراء ما كان من المفترض أن يكون الخطوة الأخيرة في عملية حصوله على الجنسية الأميركية. بدلاً من ذلك، تم اعتقاله واقتياده بالأصفاد من قبل أفراد مسلحين بملابس مدنية ووجوههم مغطاة. وقد رفض هؤلاء الأفراد تقديم أي معلومات عن وجهته أو مصيره”.
وأضاف البيان: “مهدواي، مقيم قانوني في الولايات المتحدة، ويجب أن يُمنح حق الإجراءات القانونية الواجبة بموجب القانون، ويجب إطلاق سراحه فوراً من الاحتجاز.”
ولم ترد إدارة الهجرة والجمارك على طلب للتعليق على الفور. كما أحالت وزارة الأمن الداخلي استفسارات شبكة NBC إلى وزارة الخارجية، التي لم ترد أيضاً على الفور على طلب للتعليق.
ورفض ناطق باسم جامعة كولومبيا الإدلاء بتصريحات، مستشهداً بقوانين الخصوصية الفيدرالية.
قضية محمود خليل
وجاء احتجاز مهدواي بعد أيام من إصدار قاضٍ للهجرة في ولاية لويزيانا حكماً يقضي بإمكانية ترحيل محمود خليل، الطالب بجامعة كولومبيا، رغم أن قاضياً فيدرالياً في ولاية نيوجيرسي منع ترحيله مؤقتاً ريثما يتم النظر في الطعن المقدم ضد احتجازه.
واتهمت السلطات الفيدرالية خليل، الذي قاد احتجاجات طلابية في جامعة كولومبيا، بـ”دعم الإرهاب ومضايقة أشخاص على أساس دينهم”، وفق زعمها.
واستند البيت الأبيض والسلطات الفيدرالية إلى بند نادر الاستخدام في قانون الهجرة يتيح ترحيل “الأجانب الذين يشكّلون تهديداً خطيراً على السياسة الخارجية للولايات المتحدة”.
كما احتجز عملاء بملابس مدنية الطالبة بجامعة تافتس روميساء أوزتورك، بعد أن نشرت مقال رأي في صحيفة الجامعة، تنتقد فيه رد فعل الجامعة تجاه الحرب في غزة، بحسب محاميها.
وأعلن مسؤولون فيدراليون ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إلغاء مئات من تأشيرات الطلاب. وأظهر تحليل أجرته شبكة NBC أن الطلاب المتضررين، وكثير منهم من أصول شرق أوسطية، ينتمون إلى ما لا يقل عن 29 ولاية.