الأخبار
أخر الأخبار

انتقادات تطال قناة فرنسية بسبب استخدامها مصطلح “رهائن” للإشارة لفلسطينيين

قدّمت قناة فرانس إنفو اعتذاراً للمشاهدين بعد عرضها شريطاً إخباريّاً، السبت الماضي، أشارت فيه إلى “استعادة 200 رهينة فلسطينية حريتهم”، في سياق تغطيتها تحرير الأسرى الفلسطينيين ضمن عملية التبادل مع رهائن إسرائيليين، مما أثار غضب مؤيدي الاحتلال في فرنسا.

وانتشرت مقاطع الفيديو ولقطات الشاشة سريعاً على وسائل التواصل الاجتماعي بين مهلّلين لتغيّر الخطاب الإعلامي الفرنسي حول القضية الفلسطينية والفلسطينيين، وبين آخرين استنكروا استخدام مصطلح الرهائن للفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. لكن القناة لم تفسح المجال طويلاً للاعتقاد بأنّ تغييراً ما طرأ على السردية الإعلامية الفرنسية.

احتدم الجدل وتوالت المنشورات لسياسيين وناشطين على منصة إكس، وكانت صحيفة الأحد الفرنسية، المعروفة بميولها اليمينية المتطرّفة، من أوائل المعلّقين على “موجة الاستنكار” حول المصطلح المستخدم من قبل القناة.

وسارعت النائبة الفرنسية، كارولين يادان (وهي نائبة عن الفرنسيين في الاغتراب، لا سيما في إسرائيل)، إلى التعليق على “إكس” بأنّ الخبر الذي ظهر على شاشة القناة “غير لائق بل هو إهانة للإنسانية”، مضيفةً بأنه فعل “حقير وغير مقبول”. وأكّدت أنها ستُحيل الأمر إلى هيئة تنظيم الإعلام المرئي والمسموع والرقمي، متأمّلةً أن تقوم الأخيرة باتخاذ العقوبات المناسبة بحق القناة.

على أثر هذه الضجة، اعتذرت القناة بسرعة للمشاهدين عبر منصة إكس، “على الخطأ غير المقبول”، وأعلنت توقيف الموظف المسؤول عن كتابة الخبر عن العمل، ولاحقاً طالبت يادان باتخاذ أقصى العقوبات بحقّ الموظف.

على الضفة المقابلة، اعترض نواب من حزب فرنسا الأبية اليساري، الذي يترأسه جان لوك ميلانشون، على عقاب القناة للموظف وخضوعها للضغوط السياسية. وكتبت النائبة إيرسيليا سودي تعليقاً على اعتذار القناة: “العار عليكم لمنعكم أحد الصحافيين من القيام بعمله! هل خضعتم لضغط النائبة يادان؟ أليس الجدير بكم ممارسة دوركم كسلطة مضادة؟”. بدورها، استنكرت النائبة الأوروبية ريما حسن، قرار تعليق الصحافي عن عمله، وكذلك “الخضوع لضغط اللوبي الإسرائيلي في فرنسا”.

وعلى الرغم من مطالبة كثيرين بفصل الموظف المسؤول عن كتابة الخبر، أكدت القناة في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن الصحافي معلّق عن العمل بانتظار نتائج التحقيق الداخلي، مشيرةً إلى أنّ “جميع المعطيات تشير إلى أنّ ما حصل مجرد خطأ بشريّ في الكتابة، وليس فعلاً سياسياً أو فعلاً خبيثاً”.

وأثار قرار القناة غضب الكثير من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين أطلقوا وسماً لمقاطعة “فرانس إنفو”، وجرى استخدامه على نطاق واسع.

مع العلم بأن قناة فرانس إنفو لم تكن الوحيدة التي استعملت مصطلح “الرهائن”، ففي اليوم نفسه استخدمت قناة بي إف أم الفرنسية (المملوكة من رجل الأعمال رودولف سعادة ومعروفة بميلها لليمين الفرنسي) على موقعها الإلكتروني مصطلح “الرهائن” في سياق الحديث عن القضية نفسها. لكن القناة عادت وتداركت الموقف سريعاً، وسحبت الخبر واعتذرت لقراء موقعها على استخدامها مصطلحاً “غير مناسب ولا يصف الواقع”.

ولم تتعرّض “بي إف أم” لردة الفعل نفسها التي واجهتها “فرانس إنفو”، وهذا يعود ربما إلى وضوح خطابها القريب من السردية الإسرائيلية. بينما تلاحق “فرانس إنفو”، منذ سنوات اتهامات بتبنّيها خطاباً يسارياً، لا يتناسب وكونها قناة فرنسية رسمية محكوم عليها بالموضوعية الدائمة، حسب المنتقدين.

زر الذهاب إلى الأعلى