بدأ عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين، صباح الإثنين، بالعودة إلى شمال قطاع غزة بعد أن هجرهم الجيش الإسرائيلي قسرا من منازلهم جراء الإبادة الجماعية التي ارتكبتها تل أبيب أكثر من 15 شهرا.
وفي مشاهد ملحمية، بدأ آلاف الفلسطينيين بالعودة عبر “شارع الرشيد” في تمام الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي، وذلك سيرا على الأقدام، بناء على اتفاق وقف إطلاق النار
كما بدأ آلاف النازحين المرور بمركباتهم من جنوب قطاع غزة عبر محور نتساريم إلى مناطق سكنهم في محافظتي غزة والشمال.
وقال شهود عيان إن مركبات تحمل نازحين وأغراضهم بدأت بالمرور من محور نتساريم وسط القطاع عبر شارع صلاح الدين، بعد خضوعها لتفتيش أمني.
ومنذ ساعات الصباح، اصطفت مئات المركبات على شارع صلاح الدين بانتظار مرورها إلى الشمال، حيث كان مقررا بدء عبورها في الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي (07:00 ت.غ).
وأفادت مصادر بأن بدء المرور تأخر بسبب تأخر وصول الفريق الفني المختص بالتفتيش.
وتخضع المركبات التي تمر عبر المحور من شارع صلاح الدين لتفتيش أمني بجهاز (X-RAY)، وفق اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وسادت حالة من الفرحة في صفوف النازحين العائدين إلى منازلهم، والذين انتظروا بدء هذه اللحظة في شارع الرشيد الساحلي منذ السبت الماضي.
وردد العائدون الفلسطينيون أهازيج وطنية في طريق عودتهم من محافظات جنوب القطاع والوسطى إلى محافظتي غزة والشمال، كما رددوا التكبيرات.
وعلى مدار أكثر من 15 شهرا من الإبادة الجماعية، أجبرت إسرائيل نحو 2 مليون فلسطيني على النزوح من مناطق سكنهم ومنازلهم والتوجه إلى محافظات جنوب القطاع والوسطى، من بينهم مئات الآلاف نزحوا من غزة والشمال.
والسبت الماضي، حزم عشرات الآلاف من النازحين أمتعتهم وخيامهم وتوجهوا إلى شارع الرشيد الساحلي بالتزامن مع تسليم كتائب القسام المجندات الإسرائيلية الأربع.
ومنعت إسرائيل عودة النازحين إلى غزة والشمال، حيث ربط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عودتهم بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود، وفق بيان صادر عن مكتبه السبت.
الفصائل ترحب
في السياق، أكدت الفصائل الفلسطينية أن عودة النازحين من مناطق جنوب القطاع إلى الشمال، أفشلت كل مخططات التهجير القسري للسكان، خارج قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم حركة فتح منذر الحايك في تصريح صحافي “مشهد عودة النازحين إلى غزة والشمال، على الرغم من الدمار وعدم وجود مساكن تؤوي العائدين، هو بمثابة رسالة واضحة أن الشعب الفلسطيني يرفض التهجير الطوعي والقسري وسيبقى متمسكا بأرضه”.
في السياق قالت حركة حماس في بيان أصدرته، إن عودة النازحين “انتصار لشعبنا، وإعلان فشل وهزيمة الاحتلال ومخططات التهجير”، لافتة إلى أن مشاهد عودة الحشود الجماهيرية إلى مناطقهم التي أجبروا على النزوح منها رغم بيوتهم المدمّرة “تؤكّد عظمة شعبنا ورسوخه في أرضه، رغم عمق الألم والمأساة”.
وتعليقا على المشهد، كتب القيادي في حماس عزت الرشق: “هنيئاً لشعبنا في غزة هذه العودة الميمونة”.
وأضاف: “هذا يوم عظيم، ومشهد عودة النازحين إلى الشمال تتحطم أمامه كل أحلام وأوهام الاحتلال في تهجير شعبنا الفلسطيني”.
كما أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن عودة مئات آلاف النازحين إلى شمال قطاع غزة، الذي دمره الاحتلال، في “مشهد أسطوري”، “رد على كل الحالمين بتهجير الشعب الفلسطيني”.
وأوضحت أن مشكلة الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود التي جرى تجاوزها “تم افتعالها بهدف قتل فرحة أهل غزة”.
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “إن مشهد عودة جماهير شعبنا إلى منازلهم في غزة والشمال، هو صفعة مدوية لمخططات الاحتلال، وبداية فشل مشروع التهجير القسري، الذي سعى العدو إلى فرضه بالنار والدمار والمجازر وحرب الإبادة”، وأشارت إلى أن الشعب الفلسطيني يثبت مرة أخرى بإرادته الصلبة ودماء شهدائه ومقاومته الباسلة أن “كل محاولات الاقتلاع والإبادة ستتحطم أمام صموده الأسطوري”.
من جهتها قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين “إن عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، تمثل فشلا إضافيا لحكومة الاحتلال الإسرائيلي وخطة الجنرالات، لتهجير أبناء شعبنا”.