كشفت مصادر غربية أن المحادثات السعودية – الحوثية بشأن وقف شامل لإطلاق النار، التي أظهرت مؤخرا نتائج واعدة، توقفت فجأة بعد بدء الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة.
وذكر موقع المونيتور الأمريكي أن الرياض يبدو أنها تعاني من تداعيات الحرب بين الكيان الصهيوني وحماس في مواجهة الحوثيين.
وأشارت المصادر إلى أنه، وبالرغم من أن الصواريخ الحوثية والطائرات بدون طيار، التي أسقطتها واشنطن الشهر الجاري، تسببت في إغلاق السعوديين المجال الجوي فوق جنوب نجران وأبها لمدة ثلاث ساعات، إلا أن رد فعل المملكة كان صامتا إلى حد ما.
وأوضحت أنه من المرجّح أن القيادة السعودية، التي ترغب في إبقاء الباب مفتوحاّ أمام الحوثيين للعودة إلى طاولة المفاوضات، أعطت الأولوية للحفاظ على علاقات، ودية مع الجماعة المسلحة على أي مخاوف من مهاجمة الاحتلال الإسرائيلي.
إلى ذلك، قالت مجلة أمريكية إن الجهود المبذولة لتوسيع نطاق الهدنة باليمن إلى وقف رسمي لإطلاق النار، وبدء محادثات السلام، لا تزال بعيدة المنال.
وأشارت مجلة “وورلد بوليتيكس ريفيو” إلى أنه حتى لو وافقت السعودية والحوثيون على وقف رسمي لإطلاق النار في الأشهر المقبلة، فإن البلاد ستظل عالقة في حالة “اللا الحرب واللا سلام” لبعض الوقت في المستقبل.
وبيّنت أن الوضع الراهن نتاج مأزق الطرفين والتوقّعات غير المنطقية لكل منهما، إضافة إلى تغيّر الأولويات الإقليمية، متوقّعة أن تدخل الأزمة اليمنية طي النسيان.
ورجّحت المجلة أن الاهتمام الدولي سيركّز على أماكن أخرى في المستقبل المنظور بعد الحرب في غزة، لافتة إلى أنه في حال تمكُّن الحوثيين والسعوديين من التوصل إلى حل وسط، فمن الصّعب أن تؤدي هذه الانفراجة إلى مفاوضات سياسية أوسع نطاقاً حول نهاية دائمة للحرب.
وكانت صحيفة أمريكية أيضا أكدت أن السعودية تتعامل مع ملف الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة بطريقة تؤكد خشيتها من عودة هجمات الحوثيين على أراضيها.
وقالت صحيفة “فورين بوليسي” إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لا يريد التصرف في صراع غزة بطريقة تثير غضب الإيرانيين.
وأضافت أن بن سلمان يخشى وكيل إيران في اليمن، مليشيا الحوثيين، في استهداف المراكز السكانية السعودية مرة أخرى بالطائرات بدون طيار والصواريخ.
وأوضحت الصحيفة في عمود رأي، كتبه ستيفن كوك، إنه لكي يكون دور بن سلمان بناء أكثر في صراع غزة، يعني ذلك التعامل أكثر مع كل من واشنطن وإسرائيل.
وتابع الكاتب القول إن السعودية غير قادرة أو غير راغبة في المساعدة هذه المرة على وقف الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقارن بين جهود قطر ومصر لتحرير بعض الرهائن في غزة، في نفس اليوم الذي جمع الأمير بن سلمان مع اللاعب رونالدو.
وقال إن أمام السعودية لا يزال طريق طويل لإثبات أنها الدولة الأكثر أهمية وتأثيرا في الشرق الأوسط.
موقع بلقيس نت