بسبب القصف الكثيف.. تأجيل المرحلة الأخيرة من التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة

أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، تأجيل المرحلة الأخيرة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة التي كان من المفترض أن تبدأ الأربعاء بسبب القصف الكثيف والنزوح الجماعي وصعوبة الوصول إلى شمال قطاع غزة، وكان من المقرر أن يستهدف التطعيم أكثر من 119 ألف طفل في شمال القطاع.

وقالت المنظمة في بيان إن “الظروف الحالية.. تجعل اصطحاب العائلات أطفالها لتلقي اللقاح ومهمة العاملين في المجال الصحي أمرا مستحيلا”.

وعزت منظمة الصحة العالمية هذا التأجيل إلى “تصاعد العنف والقصف المكثف وأوامر الانتقال الجماعي وغياب الهدن الإنسانية في غالب مناطق شمال قطاع غزة”.

وبدأت الحملة الثانية من التلقيح في 14 تشرين الأول/ أكتوبر في وسط غزة، لتطعيم نحو 590 ألف طفل دون سن العاشرة في جميع أنحاء القطاع.

وبعد يومين طالبت منظمة الصحة العالمية “إسرائيل” بتمكينها من استكمال حملة التلقيح الثانية ضد شلل الأطفال بشكل آمن في غزة، خصوصا في شمال القطاع.

وسبق أن عبّرت وكالات إغاثية عن مخاوفها إزاء إمكانية تنظيم حملة التطعيم في شمال غزة الذي يتعرض لهجوم إسرائيلي. ونفّذت جماعات الإغاثة الجولة الأولى من التطعيم الشهر الماضي بعد إصابة رضيع بشلل جزئي بسبب فيروس من النمط 2 في أغسطس/آب، في أول حالة من هذا القبيل في المنطقة منذ 25 عاماً.

وفي 5 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة في شمال القطاع، قبل أن يعلن في اليوم التالي عن بدء اجتياح لهذه المناطق، بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.

وبعد اكتشاف أول إصابة بشلل الأطفال، وهي الوحيدة حتى الآن، في قطاع غزة منذ 25 عاما، فقد بدأت منظمة الصحة العالمية حملة واسعة النطاق في الأول من أيلول/ سبتمبر لمنع تفشي الوباء.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش، في مؤتمر صحافي في جنيف، الثلاثاء الماضي، إنّ أكثر من 92 ألف طفل، أو نحو نصف الأطفال المستهدفين بالتطعيم ضد شلل الأطفال في المنطقة الوسطى، تلقوا التطعيم، الاثنين.

من جهة أخرى كشف المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه، أن “إسرائيل” رفضت جميع المحاولات لإدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة في الفترة بين 2 و15 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري ولم تسمح بدخول أي مساعدات غذائية إلى المنطقة، بحسب وكالة الأناضول.

وتفاقمت حالة المجاعة وأزمة العطش بشكل كبير جدا في شمال القطاع، مع رفض جيش الاحتلال الإسرائيلي إدخال أي شاحنات تحمل مواد غذائية أو مساعدات، بحسب مصادر عدة ومواطنين محاصرين.

وبدعم أمريكي، تشن “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت 143 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

Exit mobile version