أعلنت سلسلة متاجر القهوة الأميركية ستاربكس انخفاض مبيعاتها العالمية بنسبة 7 بالمئة خلال الفترة الممتدة من يوليو/ تموز إلى سبتمبر/ أيلول 2024، لتسجل التراجع الثالث على التوالي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري.
جاء ذلك بحسب اللائحة المالية الأولية المعلنة، الثلاثاء، قبل نشر ميزانية الشركة العمومية الأسبوع المقبل، في ظل حملات مقاطعة استهدفت الشركات الدولية الداعمة لإسرائيل بسبب حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة.
وبحسب اللائحة، فقد تراجع ربح السهم الواحد للشركة بنسبة 25 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ليصل إلى 80 سنتاً.
وفي هذا السياق، قالت راشيل روجيري، المديرة المالية في ستاربكس في بيان، إنه على الرغم من زيادة الاستثمارات، لم يكن بالإمكان تغيير اتجاه انخفاض حركة العملاء. وأوضحت أن “جهود تحسين الكفاءة مستمرة، لكنها لم تكن كافية للتغلب على تأثير التراجع في حركة العملاء”. وأشارت روجيري إلى أن الشركة تعمل على خطة لاستعادة نشاطها، وأن تنفيذ هذه الخطة سيستغرق بعض الوقت.
يذكر أن سلسلة متاجر ستاربكس تأثرت سلباً في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي نتيجة الاحتجاجات وحملات المقاطعة التي استهدفت الشركات الدولية الداعمة لإسرائيل بسبب هجماتها على غزة.
ستاربكس وأثر المقاطعة
وكانت الشركة قد خفضت توقعاتها للمبيعات السنوية جزئياً بسبب التأثير السلبي في مبيعات متاجرها في الشرق الأوسط. كذلك انخفضت إيرادات الشركة بنسبة 2 بالمئة خلال الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى مارس/ آذار الماضيين، و3 بالمئة خلال الفترة من إبريل/ نيسان إلى يونيو/ حزيران الماضيين.
وفي 6 ديسمبر 2023 شهدت أسهم شركة ستاربكس سلسلة قياسية من الخسائر مع تزايد المخاوف من تراجع اتجاهات المبيعات في شركة القهوة العملاقة في الأسابيع الأخيرة، وذلك بالتزامن مع المقاطعة العالمية بسبب دعمها للاحتلال الإسرائيلي.
وانخفض السهم بنسبة 1.6% حينها، متراجعًا للجلسة الحادية عشرة على التوالي في أطول تراجع منذ ظهور ستاربكس لأول مرة في عام 1992. في المجمل، محا الانخفاض 9.4% من القيمة السوقية لستاربكس، 12 مليار دولار تقريبًا من أرباحها، بحسب وكالة بلومبيرغ الأميركية. وفي أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي رفعت ستاربكس دعوى قضائية ضد نقابة العاملين بها، التي تحمل اسم “اتحاد عمال ستاربكس”، متعللة باستخدامهم غير السليم للعلامة التجارية للشركة، في أعقاب نشر النقابة منشوراً مؤيداً لفلسطين.
وفي أعقاب عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر، نشر اتحاد عمال ستاربكس منشورًا، حُذِف، على موقع إكس “تويتر سابقاً”، جاء فيه “التضامن مع فلسطين!”. واقتبس هذا المنشور صورة تظهر جرافة تابعة للمقاومة الفلسطينية تقتحم السياج الأمني الذي يحيط بقطاع غزة، حيث اخترقت المقاومة الفلسطينية السياج، في جزء من عملها البري والبحري والجوي، إلى الأراضي المحتلة، في طريقها لتنفيذ عملية “طوفان الأقصى”، ردًا على اعتداءات المستوطنين في القدس على المسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال.
وعارضت شركة ستاربكس منشور النقابة، الذي قالت الشركة إنه أدى إلى ربط بعض الأفراد أسماء الشركة بالآراء التي تتبناها النقابة. وتمثل نقابة عمال ستاربكس أكثر من 10 آلاف موظف في سلسلة القهوة، وفي مارس الماضي، أعلنت شركة الامتياز التي تدير ستاربكس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الثلاثاء أنها ستسرّح ألفي عامل وسط دعوات إلى مقاطعة شركة القهوة الأميركية العملاقة، بسبب دعمها الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
