الأخبار
أخر الأخبار

“بطل قومي”.. لاجئ سوري أنقذ أرواحاً وأصيب بالرصاص خلال هجوم سيدني

تداولت وسائل الإعلام العالمية والعربية، الأسبوع الماضي، قصة إنسانية وبطولية للمواطن السوري اللاجئ أحمد طحان، الذي لفت الأنظار بتضحيته بعدما تدخَّل بشجاعة لإنقاذ أرواح خلال الهجوم الذي استهدف احتفالاً دينياً يهودياً على شاطئ بوندي في سيدني.

وقع الحادث المأساوي يوم الأربعاء الماضي، والذي وصفته السلطات الأسترالية بأنه عمل إرهابي، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات.

وفي خضم الفوضى والذعر، قرر طحان، وهو أب لثلاثة أطفال كان يقضي وقتاً عائلياً في المنطقة، ألا يقف مكتوف الأيدي. فقد شاهد أحد المنفذين يطلق النار بشكل عشوائي، وعندما اقترب المهاجم من تجمع عائلي، تحرَّك طحان على الفور.

تشير التقارير إلى أن أحمد طحان قام بمحاولة يائسة للتشويش على المهاجم وصرف انتباهه عن المدنيين الأبرياء. وقد استخدم جسده كدرع بشري لتغطية انسحاب إحدى العائلات اليهودية المحاصرة في مكان قريب.

في هذه اللحظة، تعرَّض طحان لإصابة بعيار ناري في كتفه الأيمن، سقط على إثرها أرضاً، إلا أن تدخُّله أتاح وقتاً حاسماً للعديد من الأشخاص للهروب والنجاة بحياتهم.

قصة طحان لم تتوقف عند هذا الحد، فبعد إصابته، لم ينتظر وصول الإسعاف، بل قام بطلب سيارة أجرة (تاكسي) لنقله إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج، في دليل على رباطة جأشه وإصراره على تحمل الألم بعيداً عن إثارة مزيد من الذعر.

أثارت بطولته استجابة قوية ومؤثرة من المجتمع الأسترالي والأوساط الدولية. فقد سارعت الجالية اليهودية في سيدني إلى التعبير عن عميق امتنانها للبطولة التي أظهرها طحان.

كما أطلقت بعض الجهات حملة تبرعات شعبية لدعمه، في محاولة للمساعدة في تغطية نفقاته الطبية ودعم أسرته، وقد لقيت الحملة استجابة واسعة النطاق من مختلف فئات المجتمع الأسترالي.

كما أن رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، أشاد به علناً، ووصفه بـ”البطل الحقيقي”، مؤكداً أن تصرفه يمثل أرقى القيم الإنسانية التي يتشاركها المجتمع الأسترالي، بغض النظر عن الأصل أو المعتقد.

تأتي قصة أحمد طحان لتسلط الضوء مجدداً على دور اللاجئين والمهاجرين الإيجابي في المجتمعات التي تستضيفهم. فهو سوري الأصل، وصل إلى أستراليا قبل سنوات طالباً للأمان، ليجد نفسه يواجه تهديداً إرهابياً ويتصرف كبطل قومي.

وقد ذكرت زوجته في مقابلة مع وسائل إعلام أسترالية أن زوجها لا يعتبر ما فعله بطولة، بل “واجباً إنسانياً” تجاه أي شخص يتعرض للخطر، مؤكدة أنه كان يخشى أن يتسبب هذا الحادث في مضاعفات إدارية تتعلق بوضع إقامته.

وقد تم التأكيد من مصادر رسمية على أن الحكومة الأسترالية تعتزم تسوية وضع طحان القانوني بالكامل، ومنحه الجنسية تقديراً لخدمته للبلاد ولبطولته، مع وعد بتقديم كافة التسهيلات والدعم اللازم له ولأسرته.

زر الذهاب إلى الأعلى