توعدت مليشيا الحوثي المصنفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة بنقض اتفاق وقعته مع الولايات المتحدة مطلع الشهر الماضي يقضي بوقف الهجمات والقصف المتبادل بين المليشيا والولايات المتحدة ردا على أي مشاركة أمريكية بضربات ضد إيران.
وقالت مليشيا الحوثي في سلسلة بيانات صدرت قبيل وبعد الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية إنها ستشن هجمات ضد السفن والبوارج البحرية الأمريكية في البحر الأحمر ردا على أي مشاركة أمريكية بضربات أمريكية بجانب إسرائيل ضد إيران.
وتشن إسرائيل منذ 13 يونيو الجاري غارات مكثفة على إيران استهدفت نظامها الصاروخي والنووي والأمني، وشاركت الولايات المتحدة فجر الثاني والعشرين من يونيو بقصف منشآت النووي الإيراني في أصفهان ونطنز وفوردو ألحقت به أضرارا كبيرة.
وقالت حكومة الحوثي بعد الغارات إنها على التزامها بنقض اتفاق وقف النار بينها وبين واشنطن المبرم مطلع مايو الماضي وستشن هجمات نصرة لإيران.
وكانت الولايات المتحدة قد شنت غارات على مليشيا الحوثي منذ منتصف مارس لاستهدافه الملاحة البحرية وهجماته الصاروخية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وانتهى في مطلع مايو باتفاق مع واشنطن برعاية عمانية على وقف الهجمات ضد البحرية الأمريكية وسفنها التجارية مقابل وقف الغارات الأمريكية على المليشيا في الداخل اليمني.
التهديد الحوثي احتد أيضا بتصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” في نسختها الصادرة عن ميليشيا الحوثيين، على لسان ما يسمى بـرئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للميليشيا الحوثية، مهدي المشاط أشار من خلاله إلى أنه “سيوجه وزارة الخارجية، بإرسال مذكرة لإشعار الأمم المتحدة برصد تجهيزات واستعدادات بعض الدول الأعضاء لمشاركة الكيان الإسرائيلي عدوانه على إيران… موكدا أنه سيوجه مركز العمليات الإنساني باتخاذ اللازم وفق القانون اليمني”.
مركز العمليات الإنساني أنشأه الحوثي مطلع 2024 للتواصل مع السفن والشركات الملاحية ما يعني أن الحوثي سيكون تركيزه بالدرجة الأولى على الهجمات البحرية أكثر من الهجمات الأخرى على القواعد الأمريكية في المنطقة.
كما أدان المكتب السياسي للحوثيين الهجوم الأميركي على إيران ومنشآتها النووية، واصفًا إياه بـ”العدوان الغاشم والجبان” وانتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية. وأكدت المليشيا وقوفها إلى جانب إيران في مواجهة العدوانين الأميركي والصهيوني.
القصف الأمريكي على إيران
اشتركت الولايات المتحدة بقصف إيران بجانب الاحتلال الإسرائيلي وزعمت أنها دمرت المنشآت النووية الإيرانية الثلاث بأسلحة القاذفات الشبحية الأمريكية المخترقة للتحصينات والغواصات الأمريكية وغيرها من الأسلحة.
أكثر من ذلك حذرت واشنطن إيران من أي رد وزعمت أنها ستنتحر إن أقدمت إيران على محاولة إغلاق مضيق هرمز. وتعهدت طهران بالرد على لسان كثير من مسؤوليها.
القصف الأمريكي على إيران حقق الشرط الحوثي للتنصل من الهدنة بين الطرفين الأمريكي والحوثي في مايو الماضي، ولم تعلق الولايات المتحدة على تهديدات الحوثيين باستهداف سفنها بعد، لكن لا يتوقع أنها ستصمت على أي هجوم حوثي.
لكن الملاحظ أن الحوثي كان قد كثف هجماته الصاروخية على الاحتلال الإسرائيلي منذ السادس من مايو الماضي حين دخلت هدنة مفاجئة طارئة بين وانشطن والحوثي وحتى الثالث عشر من يونيو موعد انطلاق الغارات الإسرائيلية على إيران والرد الإيراني بالقصف الصاروخي على الاحتلال، غير أن هجمات الحوثي توقفت منذ ذلك الوقت باستثناء هجوم واحد أعلنه متحدث الحوثي العسكري يحيى سريع.
تفسير الموقف الحوثي:
يقول مأرب الورد الكاتب الصحفي ليمن شباب نت : مشاركة الحوثي عسكريًا إلى جانب إيران، في حين تجنبت بقية أذرعها الانخراط المباشر لإداركها كلفة الثمن المتوقع على بلدانها رغم ولائها لطهران، تكشف عن ذراع منفلتة من أي التزام سيادي، مستعدة للتضحية باليمن لإثبات ولائها لطهران”.
ويشير الورد في تغريدة على منصة إكس: “تصريحات الحوثيين اليوم تؤكد أن هجماتهم في البحر الأحمر لا ترتبط فعليا بغزة، بل تُدار ضمن أجندة إيران ومصالحها في الإقليم. شعار “نصرة فلسطين” ليس إلا غطاءً لمهام جيوسياسية إيرانية، وتهديد الملاحة سيستمر طالما يحكمون صنعاء، لا مجرد سيطرتهم على الحديدة”.
خيارات الحوثي:
وهدد الحوثي باستهداف السفن البحرية الأمريكية العسكرية والتجارية في البحر الأحمر والمصالح الأمريكية في المنطقة التي يزعم أنها شاركت بالإعداد أو هيأت للغارات الأمريكية على إيران في إشارة واضحة للقواعد العسكرية الأمريكية في الخليج العربي خاصة السعودية الخصم اللدود لإيران سابقا لكنها تواجه أيضا بتحديات الاتفاق السعودي الإيراني والعلاقات المتنامية بين الطرفين.
كما أن قدراتها الصاروخية والمسيرة تواجه تحديات حقيقية بعد الغارات الأمريكية المكثفة على الحوثيين خلال الفترة منتصف مارس حتى السادس من مايو الماضي التي استهدفت مخازن حوثية ومعسكرات وأنظمة ردار وقيادة وسيطرة وقيادات حوثية.
تداعيات كارثية:
ويضيف الورد ليمن شباب نت “هذه الخطوة تؤكد أن الحوثي لا يتمتع بالحد الأدنى من المسؤولية تجاه بلدة على الأقل مقارنة بوكلاء إيران الآخرين في المنطقة. التداعيات على اليمن كارثية: استدعاء المزيد من التدخلات العسكرية الخارجية، وقد يكون الثمن أكبر مما تم دفعه في الفترة الماضية من أرواح وبنية تحتية وعقوبات عليه تطال تداعياتها الاقتصاد ومزيد من العزلة. في النهاية، يدفع اليمنيون الثمن، بينما يستثمر الحوثي ولاءه لتعزيز موقعه في محور لا يأبه لمصيرهم”.
وكانت الولايات المتحدة قد قصفت في منتصف أبريل الماضي ميناء رأس عيسى للوقود في الحديدة، ثم جدد الاحتلال قصف موانئ الحديدة ومطار صنعاء ومصانع الاسمنت في عمران والحديدة ومنشآت كهربائية في محافظات عدة بينها صنعاء كبد اليمن خسائر فادحة ويتوقع أن تتعاظم تلك الخسائر في ظل المغامرة الحوثية وتقديمه اليمن قربانا لإيران بعد 20 شهرا من مزاعمه فعل ذلك نصرة لغزة.
المصدر: يمن شباب نت