أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت نظيره الأميركي لويد أوستن بأن بلاده سترد بقوة على حزب الله بعد أن استهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية ما أسفر عن مقتل أربعة جنود، فيما توعدت الجماعة المدعومة إيرانيا بمزيد من الهجمات إذا واصلت الدولة العبرية الاعتداء على لبنان.
وقال مكتب الوزير في بيان إن غالانت تحدث إلى أوستن خلال الليل و”شدد على خطورة الهجوم والرد القوي الذي سيتم القيام به ضد حزب الله”.
ووصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الملازم أول هرتسي هاليفي، الاثنين، هجوم طائرة بدون طيار لحزب الله بأنه “صعب ومؤلم”.
وقال هاليفي للجنود خلال زيارة لقاعدة تدريب لواء غولاني التي تعرضت للقصف مساء الأحد في منطقة بنيامينا جنوب مدينة حيفا “نحن في حالة حرب، والهجوم على قاعدة تدريب على الجبهة الداخلية أمر صعب والنتائج مؤلمة”.
وهدد حزب الله إسرائيل بشن المزيد من الهجمات إذا استمرت هجومها على لبنان.
وقال الحزب إنّ المقاومة “تعد العدو بأن ما شهده اليوم في جنوب حيفا ما هو إلا اليسير أمام ما ينتظره إذا قرر الاستمرار في الاعتداء على شعبنا”.
واعتبر الحزب المدعوم من إيران الهجوم على حيفا الأحد “عمليّة نوعية ومركّبة”.
وأوضح أنّ مقاتليه أطلقوا “عشرات الصواريخ باتجاه أهداف متنوعة في مناطق نهاريا وعكا بهدف إشغال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، وبالتزامن أطلقت القوة الجوية في المقاومة الإسلامية أسرابا من مسيّرات متنوعة، بعضها يُستَخدم للمرة الأولى، باتجاه مناطق مختلفة في عكا وحيفا”.
وتابع الحزب أنّ “المسيّرات النوعية… وصلت إلى هدفها” و”انفجرت في الغرف التي يوجد فيها عشرات من ضباط وجنود العدو الإسرائيلي الذين يتحضرون للمشاركة في الاعتداء على لبنان”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان مقتل أربعة من جنوده وإصابة سبعة آخرين بجروح خطرة، في الهجوم الأكثر دموية الذي يستهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية منذ 23 سبتمبر، حين كثفت الدولة العبرية هجماتها على حزب الله في لبنان.
من جهته قال جهاز إسعاف إسرائيلي إن أكثر من 60 شخصا أصيبوا جنوب حيفا، حيث قال حزب الله إنه استهدف معسكر تدريب للجيش بمسيّرات.
وجاء في بيان للجهاز “بمساعدة فرق الإسعاف التابعة لمنظمة يونايتد هاتسالا، قدمنا المساعدة لأكثر من 60 مصابا بجروح”.
ونظرا لأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتقدمة، من النادر أن يصاب هذا العدد الكبير من الأشخاص جراء هجمات بطائرات مسيرة أو صواريخ.
وكان الحزب أعلن أنّ الهجوم بمسيّرات يأتي “ردا على الاعتداءات الصهيونية وخصوصا على أحياء النويري والبسطة” في قلب بيروت الخميس وعلى “باقي المناطق اللبنانية”، حيث قتل 1.300 شخص على الأقل منذ بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل في 23 سبتمبر.
وقبيل هذا الإعلان، أفاد حزب الله بأن مقاتليه استهدفوا بقذائف المدفعية قوات إسرائيلية أثناء محاولة “تسلل” إلى جنوب لبنان، فجر الإثنين، وقاموا بإطلاق صواريخ نحو تحركات عسكرية أخرى.
وقال الحزب إنه “أثناء محاولة تسلل قوة مشاة للعدو إلى الأراضي اللبنانية من جهة بلدة مركبا استهدفها مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 03:15 (00:15 ت غ)” فجر الإثنين، مشيرا في بيانات أخرى الى أن عناصره شنّوا هجمات صاروخية على تحركات عسكرية إسرائيلية منها في منطقة اللبونة الجنوبية.
من جانبها، قامت إسرائيل باستهداف منطقة اللبونة وبلدة علما الشعب وأطراف بلدة الناقورة جنوبي لبنان بقصف مدفعي عنيف.
كما شنت إسرائيل فجر الإثنين سلسلة غارات على بلدة يحمر الشقيف جنوبي لبنان أدت لتدمير 5 منازل، فيما قام حزب الله بقصف شمال إسرائيل برشقة صاروخية.
وقتل 18 شخصا على الأقل الإثنين، وفق حصيلة للصليب الأحمر اللبناني، جراء غارة اسرائيلية استهدفت لأول مرة بلدة في قضاء زغرتا في شمال لبنان، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام.
وأحصى الصليب الأحمر “18 شهيدا وأربعة جرحى”، بعد حصيلة أولية لوزارة الصحة أفادت عن مقتل تسعة أشخاص، جراء الغارة التي طالت وفق الوكالة “شقة سكنية في بلدة ايطو” الواقعة في قضاء زغرتا ذات الغالبية المسيحية.
وبُعيد الهجوم بالمسيّرات في بنيامينا، أعلن الحزب أنّه استهدف بـ”صواريخ نوعية” مركز التأهيل والصيانة (7200) جنوب حيفا أيضا.
وفي وقت سابق، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن عدد الجرحى إثر انفجار طائرة بدون طيار في حيفا ارتفع إلى 67، بينهم 4 في حالة قاتلة (حرجة جدًا).
وأضافت أن الجيش فتح تحقيقًا بشأن عدم تفعيل صفارات الإنذار حين اقتحمت المسيّرة منطقة شمالي إسرائيل.
وبحسب موقع “واللا” الإخباري العبري فإن التحقيق يهدف إلى معرفة ما إذا كان سلاح الجو فشل في تحديد ورصد المسيّرة.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية الأحد مقتل 51 شخصا وإصابة 174 جراء غارات إسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة من لبنان السبت.
وعصر الأحد، أفاد الحزب بأن مقاتليه اشتبكوا مجددا “من المسافة صفر” مع قوة إسرائيلية في بلدة لبنانية حدودية، على وقع مواصلة إسرائيل محاولاتها منذ نهاية الشهر الماضي التوغل برا في المنطقة.
وكان الحزب أعلن في وقت سابق أن مقاتليه خاضوا معارك “بأسلحة رشاشة وصاروخية وقذائف مدفعية” مع القوات الإسرائيلية في ما لا يقل عن أربع بلدات حدودية.
وأكد الجيش الإسرائيلي خوض “معارك مباشرة”، معلنا أسر مقاتل من حزب الله في نفق في جنوب لبنان حيث يشن هجوما بريا منذ 30 سبتمبر.
بعدما أضعفت إسرائيل حركة حماس في غزة، نقلت جبهة الحرب إلى لبنان، وتقول إن هدفها إبعاد حزب الله عن الحدود.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد إن بلاده لن تسمح لحزب الله بالعودة إلى المناطق الحدودية.
من جهته، أعلن الصليب الأحمر اللبناني إصابة مسعفين تابعين له في غارة إسرائيلية على منزل بجنوب لبنان، كان قد أرسلهم “بعد إجراء الاتصالات اللازمة” مع اليونيفيل.
وبعد ظهر الأحد، دعا الجيش سكان 21 قرية في جنوب لبنان إلى إخلائها.
وسجلت الأمم المتحدة نحو 700 ألف نازح منذ أن بدأت إسرائيل في 23 أيلول/سبتمبر قصف معاقل لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان وشرقه خصوصا.