بعد 12 ألف عام..البركان النائم يعود للنشاط في إثيوبيا وتحذيرات من تأثيراته على الجهاز التنفسي

حذّرت الشبكة الدولية لمخاطر الصحة البركانية من التداعيات الصحية المحتملة لانفجار بركان أثيوبيا، حيث تواصل موجات الأتربة والرماد البركاني الكثيف تغطية مناطق واسعة من الأراضي اليمنية، وسط تحذيرات طبية وبيئية متزايدة من خطورة تأثيراتها على الأطفال ومرضى الربو والجهاز التنفسي.

وتشهد عدة محافظات يمنية منذ ساعات انفجاره، موجة غير مسبوقة من الغبار والرماد البركاني، قادمة من إثيوبيا، وبحسب مراكز الأرصاد الجوية اليمنية، فقد ساهمت الرياح النشطة في نقل الرماد وغاز ثاني أكسيد الكبريت عبر البحر الأحمر، ما أدى إلى تأثر محافظات الحديدة، وإب، وذمار، وصنعاء، إضافة إلى المناطق الساحلية والوسطى، قبل أن يمتد تأثيرها لاحقًا نحو محافظة حضرموت شرقي البلاد.

وتُظهر مشاهد جوية وصور أقمار صناعية انتشار السحب الرمادية على نطاق واسع، فيما تُشير التقارير إلى أن غبار البركان وصل كذلك إلى سلطنة عُمان، والهند، وشمال باكستان، في واحدة من أكبر الموجات البركانية المؤثرة إقليميًا منذ عقود.

وأكدت مصادر جيولوجية يمنية أن البراكين في إثيوبيا تُعد من مصادر التهديد المباشر لليمن نظرًا للقرب الجغرافي، مشيرة إلى تحذيرات صادرة عن هيئة المساحة الجيولوجية اليمنية بشأن بوادر نشاط بركاني جديد في بركان “دوفين” الخامد، بعد رصد انبعاثات غازية وأعمدة دخانية قد تتطور إلى ثوران جديد.

واندلع بركان “هايلي غوبي” في إثيوبيا للمرة الأولى منذ نحو 12 ألف عام، مثيراً مخاوف واسعة بعد تصاعد أعمدة الرماد إلى ارتفاع وصل إلى 15 كيلومتراً وانتقالها عبر البحر الأحمر نحو اليمن وعُمان وغرب المملكة.

فيما أكد علماء جيولوجيا مصريون أن الثوران المفاجئ جاء نتيجة عوامل تكتونية نشطة داخل وادي الصدع الأفريقي العظيم، حيث تتباعد الصفيحة الأفريقية عن الصفيحة العربية، كما سبقت الثوران سلسلة زلازل أبرزها هزة بقوة 5.7 درجة، ما شكّل مؤشراً على نشاط عميق تحت السطح.

وحذّرت الشبكة الدولية لمخاطر الصحة البركانية من التداعيات الصحية المحتملة، فيما أكد علماء جيولوجيا مصريون أن الثوران المفاجئ جاء نتيجة عوامل تكتونية نشطة داخل وادي الصدع الأفريقي، حيث تتباعد الصفيحة الأفريقية عن الصفيحة العربية، كما سبقت الثوران سلسلة زلازل أبرزها هزة بقوة 5.7 درجة، ما شكّل مؤشراً على نشاط عميق تحت السطح.

ووفقاً لموقع “صدى تبوك” أكد الدكتور عماد كمال، أستاذ الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فإن الضغط المتراكم في الغرفة الصهارية عبر آلاف السنين والنشاط التكتوني المتزايد كانا وراء الانفجار المفاجئ.

كما غطى الرماد قرية أفديرا القريبة وتسبب بآثار بيئية واقتصادية على السكان، فيما دفعت سحب الرماد وغاز ثاني أكسيد الكبريت شركات الطيران لتغيير مسارات عدد من الرحلات.

وفيما يتعلق بالتداعيات الصحية، أكد أطباء مصريون أن جزيئات الرماد البركاني الدقيقة يمكن أن تخترق الجهاز التنفسي بسهولة، مسببة تهيجاً حاداً أو نوبات ضيق تنفس، خصوصاً لدى المصابين بأمراض مزمنة وكبار السن والأطفال.

وشدد الدكتور مصطفى أبو بكر، استشاري أمراض الصدر، على ضرورة ارتداء الكمامات عالية الكفاءة وتجنب التواجد في الأماكن المكشوفة وإحكام إغلاق النوافذ لمنع دخول الغبار البركاني. كما نصح بالتوجه الفوري للمستشفيات عند ظهور أعراض مثل السعال الحاد أو صعوبة التنفس.

وأشار الدكتور حاتم عبد الحق، اختصاصي الباطنة والطوارئ، إلى أن الرماد قد يسبب أيضاً تهيجاً في العين والجلد، إضافة إلى مخاطر متزايدة على مرضى القلب والرئة، داعياً إلى تعزيز الجاهزية الطبية في المناطق التي تأثرت بالسحب البركانية.

ويُعد ثوران “هايلي غوبي” حدثاً جيولوجياً نادراً وغير مسبوق، حيث يقع البركان في منطقة تُعد من أكثر البقاع النشطة تكتونياً في القارة الأفريقية، ضمن وادي الصدع الذي يشهد اضطرابات مستمرة ناجمة عن حركة الصفائح الأرضية.

المشهد اليمني+ صدى تبوك

Exit mobile version