الأخبار المحلية
أخر الأخبار

تصعيد حوثي واسع قبيل ذكرى ثورة سبتمبر.. اختطافات وتحريض واستعراضات عسكرية

تشهد مناطق سيطرة جماعة الحوثيين منذ نحو شهرين حالة من التوتر الأمني والاجتماعي المتصاعد، تجلت في حملات اختطاف ممنهجة طالت مئات المواطنين، بينهم شخصيات اجتماعية، أئمة مساجد، معلمون، ونشطاء في محافظات إب وتعز ومناطق أخرى، وذلك قبيل حلول الذكرى الثالثة والستين لثورة 26 سبتمبر.

وبحسب الصحفي فارس الحميري، فإن هذه الحملة تهدف إلى قمع أي مظاهر احتفائية بالثورة اليمنية، التي باتت تحظى بزخم شعبي متزايد في السنوات الأخيرة، ما أثار قلق الجماعة التي تعتبر هذه المناسبة تهديداً رمزياً لنموذجها السياسي.

الصحفي المختص في شؤون الجماعة، عدنان الجبرني، أفاد بأن محافظة إب وحدها شهدت الشهر الماضي اختطاف نحو خمسين مواطناً، بينهم أطباء وأكاديميون وطلبة، معظمهم من المنتمين لحزب الإصلاح، في مؤشر على استهداف ممنهج للتيارات السياسية والاجتماعية المناوئة.

وتزامنت هذه الحملة مع موجة تحريض حوثية ضد رموز قبلية وحزبية، أبرزها حزب المؤتمر الشعبي العام، حيث اقتحمت عناصر مسلحة اجتماعاً للجنة الدائمة للحزب في صنعاء، بعد أيام من إصدار محكمة حوثية حكماً بالإعدام بحق أحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس الأسبق والقيادي في الحزب، بتهم تتعلق بـ”الخيانة والتخابر”.

وفي تطور لافت، نفذت الميليشيا عرضاً عسكرياً أمام منزل الشيخ حمير بن عبدالله الأحمر، شيخ مشايخ قبائل حاشد، في حي الحصبة بصنعاء، في خطوة اعتبرها مراقبون رسالة مباشرة إلى رموز قبلية بارزة، بينهم الشيخ ناجي الشايف، شيخ مشايخ بكيل.

وقد أثار هذا الاستعراض ردود فعل داخل الجماعة نفسها، إذ وصف عضو المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، سلطان السامعي، ما جرى بأنه “تصرف استفزازي مرفوض”، مؤكداً أن “ما هكذا تُورد الإبل”، في تعبير عن انقسام داخلي بشأن أساليب التعامل مع القوى الاجتماعية.

ويرى الصحفي الجبرني أن الجماعة باتت تنظر إلى أي نشاط اجتماعي تقليدي، كالعزاء أو الأفراح أو حتى رفع العلم الوطني، على أنه “خروج عن موجهات السيد” و”خيانة لفلسطين”، في إطار خطاب تعبوي يربط الداخل اليمني بصراعات إقليمية ودولية.

ويضيف الجبرني أن الحوثيين يعيشون حالة من “الهوس والعزلة”، تدفعهم إلى تصنيف أي تحرك اجتماعي أو سياسي بأنه جزء من “مخطط أمريكي إسرائيلي”، ما يفسر تصاعد الإجراءات الأمنية قبيل المناسبات الوطنية، ومنها ذكرى ثورة سبتمبر، التي غالباً ما تشهد حملات اختطاف تطال حتى الأطفال الذين يرفعون العلم أو يستمعون لأغانٍ وطنية.

هذا التصعيد يأتي في ظل توتر متزايد بين الحوثيين وحلفائهم السابقين في حزب المؤتمر الشعبي العام، حيث تشير تقارير إلى فرض قيود على قيادات الحزب، ومصادرة أموال مخصصة لإحياء ذكرى تأسيسه، وسط مخاوف من تحركات داخلية قد تعيد تشكيل المشهد السياسي في صنعاء.

زر الذهاب إلى الأعلى