قال بنك يو.بي.إس (UBS) السويسري اليوم الخميس، إن الثروة التي يمتلكها مليارديرات العالم قفزت بنحو 17% خلال العام الماضي، إذ عوضت المكاسب الكبيرة بين كبار الأثرياء في الولايات المتحدة الانخفاض في الصين. وتمكن أكبر 10 أثرياء في العالم من زيادة صافي ثرواتهم بنسبة كبيرة منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وذكر تقرير “طموحات المليارديرات” الصادر عن يو.بي.إس لعام 2024 أن العدد الإجمالي للمليارديرات ارتفع إلى 2682 من 2544 قبل عام، ووصلت قيمة ثرواتهم إلى 14 تريليون دولار من 12 تريليون دولار. وفي عام 2015، بلغ إجمالي ثروتهم 6.3 تريليونات دولار.
ووفقا للبنك الدولي، فقد كان عدد سكان العالم أكثر من ثمانية مليارات العام الماضي، وبلغ الناتج المحلي الإجمالي حوالي 105.4 تريليونات دولار، مما يؤكد مدى تركيز الثروة في شريحة صغيرة من البشرية. وأظهر تقرير يو.بي.إس أن معظم مليارديرات العالم الجدد في 2024 من صنع أنفسهم. فيما كان تقرير عام 2023 قد كشف أن المليارديرات الجدد اكتسبوا ثروة أكبر من خلال الميراث أكثر من ريادة الأعمال.
وفي الولايات المتحدة، قفز عدد المليارديرات إلى 835 من 751، بقيادة أقطاب الصناعة والتكنولوجيا، حيث ارتفعت ثروتهم الإجمالية إلى 5.8 تريليونات دولار من 4.6 تريليونات دولار. وفي الصين، انخفض عدد المليارديرات إلى 427 من 520، وثروتهم إلى 1.4 تريليون دولار من 1.8 تريليون دولار. وفي عام 2021، كان هناك 626 مليارديرا في الصين، بلغت ثرواتهم مجتمعة أكثر من 2.5 تريليون دولار، وفقا لبيانات سابقة ليو.بي.إس.
وجاء في التقرير أن “ثروة المليارديرات في مجال التكنولوجيا نمت بأسرع وتيرة خلال عشرة أعوام”، حيث ارتفعت بواقع ثلاثة أضعاف إلى 2.4 تريليون دولار على خلفية التكنولوجيات الجديدة وتشمل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتكنولوجيا المالية والطباعة ثلاثية الأبعاد والروبوتات.
وفي استطلاع شمل 82 مليارديرا، أجراه بنك يو بي أس بين يونيو/ حزيران وسبتمبر/أيلول الماضيين، قال 40% منهم إنهم يريدون استثمار المزيد في العقارات والأسهم من الدول الصناعية خلال الـ12 شهرا المقبلة. وقال 40% إنهم يريدون زيادة مدخراتهم في الملاذات الآمنة مثل الذهب والمعادن النفيسة الأخرى، فيما قال 31% إنهم يريدون زيادة مدخراتهم النقدية. وأضاف التقرير أن “هذا يعكس مخاوف مليارديرات العالم من المخاطر الجيو سياسية المتصاعدة وتقلبات سوق الأسهم”.
كما أظهر التقرير تزايد وتيرة انتقال المليارديرات، حيث انتقل واحد من بين كل 15 للإقامة في مكان آخر منذ جائحة كورونا بحثا عن الاستقرار السياسي والرعاية الصحية الجيدة والمدارس الناجحة. وقد شهدت سويسرا وسنغافورة والإمارات والولايات المتحدة تدفقا للمليارديرات، حيث اجتذبت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أكبر حصة من رأس المال البالغ 400 مليار دولار الذي أحضروه معهم منذ عام 2020.
ووجد التقرير أنه مع تقدم مليارديرات العالم في السن ونمو أسرهم، فإنهم يشعرون بقلق متزايد بشأن قضايا جودة الحياة، كما يبحثون عن ولايات قضائية تدعم الهياكل القانونية فيها نقل الثروة.
ووفق الإحصاء الذي أعدته “اندبندنت عربية”، فقد شهدت ثرواتهم زيادة 42 في المئة بمكاسب تقترب من 530 مليار دولار، بعدما قفزت القيمة الإجمالية لثرواتهم المجمعة من 1225.7 مليار دولار في بداية عام 2024، إلى نحو 1755 مليار دولار بنهاية تعاملات الشهر الماضي.
وباستثناء الملياردير برنارد أرنو الذي شهد خسائر في صافي ثروته، فقد شهدت قائمة أكبر 10 أثرياء في العالم تغيرات كبيرة، أهمها مزاحمة مالك منصة “فيسبوك” ماركز زوكربيرغ على ترتيب متقدم منذ منتصف العام الحالي، ليصبح في الترتيب الثالث على قائمة أكبر أثرياء العالم بثروة تبلغ نحو 231 مليار دولار.
وخلال الفترة الماضية، شهدت البورصات وأسواق المال العالمية خسائر ثقيلة، إذ تعرضت لهزة عنيفة بضغط بيانات أميركية سلبية قلصت آمال التعافي وعززت من استمرار التضخم عن مستويات مرتفعة، لكن منذ الربع الثالث من العام الحالي، بدأت البنوك المركزية بقيادة مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، خفض أسعار الفائدة، مما أتاح فرصة قوية لأن تلتقط الأسواق أنفاسها وتبدأ الأسهم في الانتعاش، وهو ما أضاف مزيداً من المكاسب إلى جيوب أثرياء العالم.
وفي صدارة قائمة الأثرياء الرابحين، جاء مؤسس عملاق السيارات الكهربائية “تيسلا” إيلون ماسك الذي صعدت ثروته 52.8 في المئة، رابحاً نحو 122 مليار دولار، بعدما قفزت صافي ثروته من 231 مليار دولار في بداية عام 2024، إلى نحو 353 مليار دولار بنهاية أغسطس (آب) الماضي.
وربما كانت المكاسب الكبيرة التي حققها الثري الأميركي منذ إعلان فوز دونالد ترمب في الانتخابات الأميركية، هي الأكبر على مدار العام الحالي.
وفيما حل الملياردير جيف بيزوس في المركز الثاني، فقد صعدت ثروته 38.3 في المئة رابحاً نحو 64 مليار دولار، بعدما صعدت ثروته من 167 مليار دولار في بداية العام الحالي، إلى نحو 231 مليار دولار بنهاية الشهر الماضي.
وخلال الفترة الماضية كان مؤسس منصة “فيسبوك” هو المفاجأة الأكبر بين أثرياء العالم، إذ قفز مراكز عدة، ليحتل أخيراً الترتيب الثالث بين أكبر 10 أثرياء في العالم.
وخلال الفترة من بداية العام الحالي وحتى نهاية أغسطس الماضي، قفزت ثروته 85.8 في المئة بمكاسب بلغت نحو 97 مليار دولار، إذ صعدت ثروته من 113 مليار دولار في بداية عام 2024 إلى نحو 210 مليارات دولار بنهاية الشهر الماضي.
وفي المركز الرابع، جاء لاري إليسون أرنو الذي زادت ثروته 52.3 في المئة بعد تحقيق مكاسب تقدر بنحو 68 مليار دولار، إذ صعدت ثروته من 130 مليار دولار في بداية عام 2024، إلى نحو 198 مليار دولار في الوقت الحالي.
في المركز الخامس، جاء الملياردير برنارد أرنو الذي يعد الاستثناء الوحيد في القائمة بتسجيل خسائر منذ بداية العام، انخفضت صافي ثروته 11.4 في المئة بخسائر بلغت نحو 22 مليار دولار، بعدما نزلت ثروته من 193 مليار دولار في بداية العام إلى نحو 171 مليار دولار في الوقت الحالي.
وفق البيانات، فقد تراجع ترتيب الملياردير الأميركي بيل غيتس إلى المركز السادس، وسجلت ثروته ارتفاعاً 22.4 في المئة رابحاً نحو 30 مليار دولار بعدما زادت ثروته من 134 مليار دولار في بداية عام 2024 إلى نحو 164 مليار دولار في الوقت الحالي.
في المركز السابع جاء الملياردير الأميركي لاري بيغ الذي قفزت ثروته 30.2 في المئة رابحاً نحو 36 مليار دولار، بعدما ارتفعت ثروته من 119 مليار دولار في بداية عام 2024 إلى نحو 155 مليار دولار في نهاية نوفمبر الماضي.
وجاء الملياردير ستيف بالمر في المركز الثامن، وسجلت ثروته ارتفاعاً 30.7 في المئة، بعدما حقق مكاسب بقيمة 35 مليار دولار، إذ ارتفعت ثروته من 114 مليار دولار في بداية العام، إلى نحو 149 مليار دولار بنهاية تعاملات الشهر الماضي.
وحل الملياردير وارن بافيت في المركز التاسع بين قائمة أكبر أثرياء العالم، وسجلت ثروته ارتفاعاً 22 في المئة رابحاً نحو 27 مليار دولار، بعدما زادت ثروته من 122 مليار دولار في بداية عام 2024، إلى نحو 149 مليار دولار.
وفي المركز الـ10 جاء الثري الأميركي سيرغي برين، بعدما سجلت ثروته ارتفاعاً 52.5 في المئة بمكاسب بلغت نحو 50.3 مليار دولار، إذ قفزت ثروته من 95.7 مليار دولار في بداية عام 2024 إلى نحو 146 مليار دولار في نهاية تعاملات نوفمبر الماضي.