بوتين: لم نهزم في سوريا وحققنا هدفنا في المجمل

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، إن بلاده لم تُهزم في سوريا، وإن موسكو قدمت اقتراحات للحكام الجدد داخل دمشق في شأن إبقاء القاعدتين العسكريتين هناك.

ورأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الأحداث الأخيرة في سورية وسقوط نظام حليفه بشار الأسد لا تدل على تكبد روسيا هزيمة في هذا البلد، مقراً بأن تغييرات طرأت على فصائل المعارضة المسلحة تدفع بالأطراف الدولية إلى إقامة اتصالات معها، وقال مضيفًا: مضيفاً: “ليست صدفة أن الدول الأوروبية والولايات المتحدة تريد تنظيم العلاقات معها. إذا كانت هذه المنظمات إرهابية، فلماذا تذهبون إلى هناك؟ هذا يعني أنها تغيرت وأنه تم تحقيق الهدف إلى حد ما”.

وقال بوتين خلال فعالية “الخط المباشر” مع المواطنين ومؤتمره الصحافي السنوي الكبير: “حضرنا إلى سورية قبل عشر سنوات لمنع إقامة جيب إرهابي على غرار ما نشهده في بعض الدول الأخرى مثل أفغانستان. وحققنا هدفنا بشكل عام”.

وذكّر بوتين بأن روسيا لم ترسل قوات برية إلى سورية، بل نشرت فقط قاعدتين بحرية وأخرى جوية في طرطوس وحميميم على التوالي، لافتاً إلى أن القوات البرية المقاتلة على الأرض كانت مكونة من الجيش السوري والمجموعات الموالية لإيران، مؤكداً أن روسيا نظمت عملية إجلاء أربعة آلاف مقاتل إيراني من سورية بناء على طلبهم.

وأقر بإجراء روسيا اتصالات مع كافة الفصائل التي تسيطر على الوضع في سورية وجميع دول المنطقة، قائلاً: “علينا أن نحسم كيف ستكون علاقاتنا مع تلك القوى التي تسيطر وستسيطر على الوضع في هذا البلد في المستقبل”، وشدد على ضرورة تطابق المصالح في حال استمرار الوجود العسكري الروسي في سورية، مستطرداً: “إذا كنا سنبقى هناك، فعلينا أن نخدم مصالح البلد الذي نحن موجودون فيه”، وأكد أن روسيا قد اقترحت على “الشركاء” في سورية ودول الجوار استخدام قاعدتي حميميم وطرطوس لإيصال مساعدات إنسانية إلى سورية.

ودعا بوتين إسرائيل إلى سحب قوّاتها من “أراضي سورية”، حيث نشرت دولة الاحتلال جنوداً في منطقة عازلة بين البلدين تحت إشراف الأمم المتحدة في هضبة الجولان. وأضاف: “نأمل أن تنسحب إسرائيل من أراضي سورية في مرحلة ما”، مشيراً إلى أن “المستفيد الأكبر من الأحداث في سورية هو إسرائيل”.

وفي أول تصريح علني منه عن هذه المسألة، قال بوتين إنه لم يلتق بعد الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد لكنه يعتزم مقابلته، واضطر الأسد للفرار إلى موسكو الشهر الجاري بعد تقدم قوات من المعارضة المسلحة وسيطرتها على دمشق.

ورداً على سؤال عن مصير الصحافي الأميركي أوستن تايس المفقود في سوريا، قال بوتين إنه سيسأل الأسد عن مصيره ومستعد أيضاً لسؤال حكام سوريا الجدد عن مكانه.

وأضاف “سأقول لكم بصراحة، لم أر الأسد بعد منذ مجيئه إلى موسكو لكنني أعتزم القيام بذلك، وسأتحدث معه بالتأكيد”.

وأعرب بوتين عن استعداده للقاء الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب “في أيّ وقت”، في ظلّ تكهّنات كثيرة عن مفاوضات محتملة للسلام في أوكرانيا. وأضاف: “لا أعلم متى سأراه. فهو لم يقل شيئاً في هذا الخصوص. ولم أكالمه منذ أكثر من أربع سنوات. وأنا مستعدّ لذلك، في أيّ وقت”.

وتابع قائلاً إن معظم من تواصلت معهم روسيا داخل سوريا في شأن مستقبل قاعدتيها العسكريتين الرئيستين هناك يدعمون بقاءهما، لكن المحادثات جارية.

وذكر أن روسيا التي تدخلت في سوريا عام 2015 وحولت دفة الحرب الأهلية هناك لمصلحة الأسد، أبلغت دولاً أخرى أيضاً بأنها تستطيع استخدام قاعدتيها الجوية والبحرية لإيصال مساعدات إنسانية إلى سوريا.

وقال “تريدون تصوير كل ما يحدث في سوريا على أنه نوع من الفشل أو الهزيمة لروسيا، أؤكد لكم أنه ليس كذلك وسأخبركم لماذا، أتينا إلى سوريا قبل 10 أعوام لمنع تكون جيب إرهابي هناك”.

وتابع قائلاً “حققنا هدفنا في المجمل، وليس نابعاً من فراغ أن عديداً من الدول الأوروبية والولايات المتحدة تريد اليوم إقامة علاقات معهم (الحكام الجدد في سوريا)، إذا كانوا منظمات إرهابية فلماذا تذهبون (الغرب) إلى هناك؟ هذا يعني أنهم تغيروا”.

Exit mobile version