يتصدر الوضع الأمني والإنساني المتدهور في السودان، وتحديداً في منطقتي الفاشر بشمال دارفور وإقليم كردفان، قائمة الاهتمامات الدولية والإقليمية، مع تزايد التحذيرات الأممية من تصعيد وشيك للقتال وارتكاب فظائع واسعة بحق المدنيين.
تشهد مدينة الفاشر، التي سقطت مؤخراً في أيدي قوات الدعم السريع، وضعاً مأساوياً بعد عمليات عسكرية مكثفة، بما في ذلك القصف المدفعي المتبادل بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني والقوات المشتركة التي تساند الأخير، ما أدى إلى نزوح جماعي لعشرات الآلاف من السكان وسط حصار خانق وانهيار شبه كامل للخدمات الأساسية.
وقد رصدت صور الأقمار الاصطناعية مؤخراً مقابر جماعية في محيط المدينة، مما زاد من المخاوف حول مصير المفقودين وحجم الانتهاكات المرتكبة.
وفي سياق متصل، أدانت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق، وكذلك مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان (OHCHR)، بشدة ما وصفته بـ”الفظائع” و”الانتهاكات الجسيمة” التي ارتكبتها قوات الدعم السريع خلال تقدمها في الفاشر وفي مناطق شمال كردفان، مشيرة إلى تقارير موثوقة عن إعدامات ميدانية واعتداءات واسعة على المدنيين ومنازلهم وممتلكاتهم.
وقد طالب المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، بوقف فوري للقتال وضمان حماية المدنيين، داعياً المحكمة الجنائية الدولية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لجمع الأدلة المتعلقة بالجرائم المزعومة تمهيداً للملاحقات القضائية المستقبلية.
وعلى الرغم من هذه الإدانات والنداءات، تستمر الحكومة التابعة للجيش في بورتسودان باتهام قوات الدعم السريع بقتل الآلاف من المدنيين في المدينة، فيما تعتبر الفاشر الآن نقطة تحول استراتيجية تزيد من تعقيد الصراع الذي أدى إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 12 مليون شخص، مما جعله أسوأ أزمة نزوح وجوع في العالم.
من جهة أخرى، يتركز الاهتمام الأممي حالياً على إقليم كردفان، وتحديداً مدينة الأُبيّض التي توصف بأنها “عاصمة الصمغ العربي”، حيث حذّر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم، الجمعة، من وجود “تحضيرات جارية” لاندلاع معارك جديدة وشاملة في المنطقة، مما يشير إلى أن كردفان على وشك دخول مرحلة جديدة وخطيرة من القتال.
ويتدهور الوضع الأمني بشكل مستمر في شمال كردفان، مع ازدياد ملحوظ في حشود المركبات العسكرية التابعة للجيش وقوات الدعم السريع، خاصة في شرق وجنوب مدينة الأُبيّض خلال الأسابيع الأخيرة، وهو ما يهدد بنقل الحرب إلى ولايات كانت تخضع لسيطرة الجيش في شمال ووسط البلاد، ويزيد من موجة النزوح المستمرة التي تشهدها المنطقة بعد فرار آلاف الأسر من الفاشر وكردفان باتجاه مناطق أكثر أمناً مثل الدبة، التي أعلنت استضافتها لأكثر من 4 آلاف نازح من المنطقتين.

مجلس الأمن يقرر شطب اسمي الشرع وخطاب من قائمة العقوبات الدولية
“الدعم السريع” تعلن موافقتها على مقترح هدنة إنسانية في السودان
“الليكود” يعلن إعادة انتخاب نتنياهو رئيسًا للحزب وترشيحه لسباق رئاسة الوزراء المقبل
الإعلام الحكومي في غزة: 10 آلاف شخص ما زالوا مفقودين تحت الأنقاض