كشفت مصادر أمنية مطلعة أن جهاز الأمن والمخابرات التابع لميليشيا الحوثي أصدر تعليمات سرّية لقيادات الجماعة والمقربين منها بضرورة مغادرة عدد من المباني الحكومية في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى خاضعة لسيطرتها، تحسبًا لهجمات جوية إسرائيلية محتملة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.
وبحسب المصادر، فإن التحذيرات اقتصرت على عناصر الجماعة دون إشعار الموظفين المدنيين أو العسكريين غير المنتمين للحوثيين، خصوصًا أولئك الذين تم تعيينهم قبل عام 2014، ما أثار موجة من الغضب والاستياء داخل المؤسسات الحكومية التي باتت تعاني من تمييز صارخ في التعامل الأمني.
وشملت التعليمات الحوثية مغادرة مباني وزارات الدفاع والداخلية، إضافة إلى مقار الأمن والمخابرات، التي تُعد أهدافًا محتملة في حال تنفيذ ضربات جوية إسرائيلية، خاصة بعد استهداف مواقع حوثية حساسة في صنعاء خلال الأشهر الماضية.
وتشير المصادر إلى أن بعض الموظفين فوجئوا بانسحاب القيادات الحوثية من تلك المباني، دون تقديم أي توضيحات أو إجراءات حماية، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية جسيمة، أبرزها المجزرة التي أودت بحياة 32 صحفيًا يعملون في صحيفتي “26 سبتمبر” و”يمن”، وإصابة العشرات، إثر غارات إسرائيلية استهدفت مقارهم، في حين تم إخلاء إعلاميي قناة “المسيرة” التابعة للجماعة قبل وقوع الضربات.
ويرى مراقبون أن هذا التمييز في التحذيرات يعكس حجم الانقسام داخل مؤسسات الدولة التي باتت تحت قبضة الحوثيين، ويطرح تساؤلات حول تعمّد ترك العاملين غير الموالين للجماعة في واجهة الاستهداف، في ظل غياب أي مسؤولية أو مساءلة.