تحذيرات عالمية من وصول عاصفة جيومغناطيسية إلى الأرض الليلة

يمثل وصول العاصفة الجيومغناطيسية إلى الأرض حدثاً فلكياً مثيراً للاهتمام والتأهب العلمي، حيث أصدر مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (NOAA) تحذيرات عالمية من وصول عاصفة مصنفة ضمن الفئة G3 (قوية) إلى الأرض مساء اليوم الخميس، السادس من نوفمبر 2025، ومن المتوقع أن تبلغ ذروتها خلال الساعات الأولى من يوم غد الجمعة.

وتأتي هذه العاصفة نتيجة لانبعاث كتلي إكليلي ضخم (CME) قُذف من الشمس في الخامس من نوفمبر بعد توهج شمسي قوي من الفئة M7.4، حيث أشارت التقديرات الأولية لسرعة الجسيمات المنطلقة إلى أنها تجاوزت 1300 كيلومتر في الثانية.

تُصنف العاصفة المغناطيسية على مقياس من G1 (طفيفة) إلى G5 (شديدة جداً)، ووصولها إلى مستوى G3 يجعلها قوية نسبياً وتستدعي تأهب الجهات المعنية بالبنية التحتية التكنولوجية.

عند وصول هذا الانبعاث الكتلي، وهو عبارة عن سحابة هائلة من البلازما والمجالات المغناطيسية، فإنه يصطدم بالغلاف المغناطيسي للأرض، مما يؤدي إلى توليد تيارات كهربائية قوية واضطرابات في الغلاف المغناطيسي والطبقات العليا من الغلاف الجوي، علماً بأن شدة هذه الاضطرابات تعتمد بشكل أساسي على اتجاه المجال المغناطيسي للسحابة مقارنة بمجال الأرض.

التأثيرات المتوقعة لهذه العاصفة تتركز بشكل كبير على البنية التحتية التكنولوجية الحساسة، وخاصة تلك الموجودة في خطوط العرض العالية والقريبة من القطبين.

من أبرز هذه التأثيرات المحتملة: اضطرابات مؤقتة في أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية (GPS)، وتعطيل جزئي ومتقطع في الاتصالات اللاسلكية ذات التردد العالي، وتأثير على مدارات الأقمار الصناعية نتيجة لزيادة سحب الغلاف الجوي.

كما يمكن أن تحدث تقلبات في شبكات الكهرباء عالية الجهد، واحتمالية حدوث انقطاعات في مناطق محدودة، بالرغم من أن الانقطاعات الواسعة ترتبط عادة بالعواصف الأشد (G4 و G5).

على الرغم من هذه التحذيرات التقنية، يؤكد العلماء أن العواصف الجيومغناطيسية لا تشكل خطراً مباشراً على صحة الإنسان أو تغير الطقس اليومي على سطح الأرض. بدلاً من ذلك، فإن وصول العاصفة يمثل فرصة استثنائية لمشاهدة ظاهرة الشفق القطبي (Aurora).

ومن المتوقع أن يمتد ظهور الشفق القطبي إلى مناطق أبعد نحو خطوط العرض المتوسطة، أي قد يُرى في مناطق لا تراه عادة، على الرغم من أن خبراء في الجمعية الفلكية بجدة قد استبعدوا رؤيته في سماء الوطن العربي نظراً لتمركز النشاط المغناطيسي في المناطق القطبية.

يُذكر أن هذا النشاط الشمسي المتزايد يأتي بالتزامن مع اقتراب الدورة الشمسية الخامسة والعشرين من ذروتها المتوقعة خلال عامي 2025 و 2026، مما يجعل متابعة هذه الظواهر أمراً بالغ الأهمية لحماية الأنظمة التقنية.

Exit mobile version