ميليشيا الحوثي تتأهب لتغير ألوان العلم ومواطنين يحذرونها من ٢٦ سبتمبر جديدة

عشية ذكرى الانقلاب ٢١ سبتمبر الماضي، هدد عبدالملك الحوثي بتنفيذ ما اسماها (تغييرات جذرية ) لتطهير مفاصل ومؤسسات الدولة حسب زعمه، لكن التفسيرات وقتها رجحت ان ما يقصده الحوثي بالتغييرات والتطهير هو اقصاء ما تبقى من عناصر المؤتمر الشعبي العام وأنصاره من الحكومة ليعلن بعدها عودة النظام الملكي لليمن، لكن بعدها بأيام حدث مالم يكن في حسبانه وذلك عندما خرج مئات الشباب للاحتفال بثورة ٢٦ سبتمبر (تاريخ سقوط الملكية واعلان الجمهورية اليمنية)، ما اضطر الحوثي لتأجيل الإعلان عن تلك الإجراءات خوفا من تصاعد الغضب الشعبي واندلاع شرارة الثورة في نظامه الهش.
وبحسب المواطن ” عادل ” من امانة العاصمة ويعمل شرطي مرور، فالجميع كان يتوقع بان الحوثي سيعلن نهاية الجمهوري وعودة الملكية، ولذلك-كما قال عادل لموقع الوعل اليمني -سرت بين المواطنين مشاعر” الحماس الثوري” وتأهب الكثيرون للدفاع عن النظام والسيادة والجمهورية، هذا الحماس الذي وصلت تردداته الى كهف الحوثي فاضطر لإلغاء إعلانه المشؤوم منعاً لانفجار الوضع”.
وقام جنود تابعين لجماعة الحوثي بملاحقة الشباب الذين يحملون العلم الجمهوري في شوارع صنعاء واعتقالهم، كردة فعل على افشال المخطط الذي كان قد اكتملت اركانه، وصورت مقاطع فيديو لعناصر تابعة للحوثي وهم ينتزعون الاعلام بالقوة من السيارات والمارة ويلقونها في الارض وقام بعضهم بالدوس عليها، ما أثار حفيظة الشارع اليمني فخرجت الحشود في اليوم التالي بأعداد غفيرة تنادي بجمهورية ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ لاسيما في مدينة إب ومديريتي “السدة” و”النادرة” مسقط رأس الشهيد علي عبد المغني قائد ثورة سبتمبر، وكذلك في شارع الخمسين وحدة بصنعاء، وحذر المشاركين في الاحتجاجات من ٢٦ ثورة سبتمبر جديدة بعد ان اجتمع الجوع والفقر وكتم الانفاس في وقت واحد، الامر الذي دفع بواحد من قيادات ميليشيات الحوثي ويدعى” امين الجرموزي” لمناشدة جماعته بترك متنفس للناس لمنع الانفجار الذي بات قوسين أو أدنى، لكن جماعة الحوثي ردت بأرسال حملة عسكرية لاعتقال الجرموزي ولايزال في مكان مجهول حتى هذه اللحظة.
وبدل تقبل النصح، قام الحوثيون بالإيعاز لخطبائهم ومشرفيهم لانتقاد المحتفلين السلميين ووصفهم بالشواذ والمنافقين والكفرة، وتداولت مواقع اخبارية انباء عن عزم جماعة الحوثي تشويه العلم الجمهوري من خلال ازالة اللون الاسود الذي يرمز الى عهد الإمامة البائد واستبداله باللون الاخضر اسوة بالعلم الايراني، لكن ناشطين حوثيين حذروا جماعتهم من التجرؤ على هذه الخطوة لأنها سوف تكون المسمار الأخير في نعش الجماعة الحوثية التي اصبحت معزولة ومرفوضة من قبل الشعب اكثر من اي وقت مضى، حيث كتب ناشط حوثي يسمي نفسه ” احمد المرتضى” على صفحته في موقع (تويتر) قائلا :” اتمنى ان لا يقدم انصار الله على المساس بالعلم الجمهوري حاليا فهذا لن يخدم سوى دول العدوان ومرتزقتهم” .
وكتب اخر ” كرار الهاشمي” قائلا:” في رأيي ان هناك مشاكل اهم من تغيير ألوان العلم الجمهوري يا سيدي عبد الملك. وتغيير الفساد لا علاقة له بتغيير ألوان العلم”
وكتب اخر:” استفزاز اليمنيين في هذه الظروف حماقة كبيرة وستكون نتائجها كارثية على الجميع” .
ولم يبالغ هؤلاء الحوثيين في تحذير قياداتهم، فاليمنيون استقبلوا بالفعل تلك الانباء بالغضب والاستهجان متوعدين بحماية الوان العلم الجمهوري بأرواحهم نساء ورجالا، واعتبر مراقبون هذه الخطة دليلا على ولاء الحوثيين لإيران ورغبتهم في اعادة عصر الائمة من جديد، وبحسب الناشط ” نبيل صلاح” فان العداء الذي تكنه جماعة الحوثي للعلم الجمهوري ليس وليد اللحظة فقد انزل الحوثيون العلم الجمهوري من المنشآت الحكومية في صعدة وحرف سفيان ابن الحروب الست في ٢٠٠٣ وحتى ٢٠١٠واستبدلوه بعلم ميليشا حزب الله اللبناني، وسبب هذه العداوة بحسب صلاح، هو ان العلم يرمز للجمهورية اليمنية التي أعلنها الشعب في ٢٦ سبتمبر بعد الاطاحة بحكم آل حميد الدين اجداد الحوثيين، وقال :” رفع الحوثيين للعلم في الاعوام الماضية كان لغرض كسب التعاطف واثارة الحمية الوطنية في النفوس لكي يذهب الناس للقتال مع الحوثيين في الجبهات، اما في وقت السلام فهم يعرفون ان هذه الراية هي التي دمرت احلامهم واسقطت خرافاتهم ولذلك سوف يسعون بكل قوتهم لتشويه العلم وسيعاودون الكرة من جديد، الأمر الذي سيتسبب لا محالة بزوال عهدهم الأسود الى الابد “.