تتحرك أوساط في حزب الليكود الحاكم للدفع نحو تبنّي “خطة الجنرالات”، التي كُتبت أخيراً بمبادرة من اللواء في الاحتياط غيورا آيلاند، الرئيس السابق لقسم العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتهدف لتهجير سكان شمال غزة ومحاصرة المقاومة فيه وصولاً للسيطرة عليه وإعلانه منطقة عسكرية مغلقة وحصاره، فيما يتجه قادة كبار في الجيش لتبني الفكرة أيضاً.
وأفادت قناة كان 11 العبرية التابعة لهيئة البث الإسرائيلي الليلة الماضية (الخميس – الجمعة)، بأن مسؤولين كباراً في الجيش الإسرائيلي يدرسون قبول خطة تحويل شمال قطاع غزة إلى منطقة عسكرية، أو على الأقل اعتماد أجزاء منها.
وفي الأيام الأخيرة، ظهر في جيش الاحتلال عدد من المؤيدين للخطة المعروفة أيضاً باسم “خطة آيلاند”، نسبة لواضعها، ويُعتقد أنها ستؤدي إلى هزيمة حركة حماس، بعد أحد عشر شهراً فشلت فيها إسرائيل بتحقيق هدفها هذا، رغم الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة والدمار الهائل الذي تسبب فيه القصف الإسرائيلي المتواصل.
وبحسب الخطة التي يقترحها آيلاند، يقوم جيش الاحتلال بتهجير نحو 300 ألف من سكان غزة من شمال القطاع، وتحويل المنطقة الشمالية بأكملها إلى منطقة خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة. ويدّعي آيلاند، أن الاستيلاء على المنطقة سيؤلّب سكان غزة ضد “حماس”، وأن هذا سيكون “أكبر كابوس يواجه السنوار”، (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار) ما سيسرّع إبرام صفقة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، وهزيمة “حماس”.
وترى القناة أنه إذا تمت الموافقة على الخطة من قبل الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي، فمن المتوقع أن تشكّل خطوة دراماتيكية في الحرب، ويتم “أخذ” مساحة تبلغ حوالي ثلث القطاع من سكان غزة، ظناً أن عناصر المقاومة الذين بقوا في المنطقة سوف يضطرون إلى الاستسلام وإلا سيموتون.
وبحسب آيلاند: “بما أننا ننتظر منذ شهر نوفمبر/ تشرين الثاني صفقة مختطفين، ونحن نرى أنها لا تحدث وأخشى أنها لن تتم في المستقبل لأن السنوار لا يشعر بالضغط، فإن الصواب فعله هو إبلاغ ما يقرب من 300 ألف من السكان الذين بقوا في شمال قطاع غزة، بالأمر التالي، أننا نأمركم بمغادرة شمال القطاع، ونحدد لكم ممرين آمنين إلى حد كبير للخروج.. يتم تأمينهما من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، وأولئك الذين يغادرون سيحصلون أيضاً على طعام وماء”. وتابع: “ولكن بعد أسبوع، ستصبح كل أراضي شمال قطاع غزة منطقة عسكرية، وهذه المنطقة العسكرية، من جهتنا، لن تتلقى أي إمدادات. في الواقع، يمكن للإرهابيين الخمسة آلاف الموجودين في هذه المنطقة في هذه الحالة، إما أن يستسلموا أو يموتوا جوعاً”.
في غضون ذلك، أفادت صحيفة معاريف، بأن أوساطاً في حزب الليكود بدأت تمهّد لتفجير التوصّل إلى صفقة (أمر يفعله رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو منذ نحو عام)، وبموازاة ذلك، التخطيط لاحتلال شمال قطاع غزة.
ولفتت الصحيفة إلى أن النائب في الكنيست الإسرائيلي آفيحاي بوآرون من حزب الليكود بدأ أمس الخميس بجمع تواقيع نواب من الحزب وأحزاب أخرى، على رسالة سيتم توجيهها إلى نتنياهو، تطلب تطبيق “خطة الجنرالات” التي وضعها آيلاند.
وأوضحت الصحيفة أن بوآرون يعتزم إرسال الوثيقة إلى نتنياهو، بهدف الدفع نحو اتخاذ قرار في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) في هذه القضية.
وفي سياق متصل، كانت صحيفة هآرتس العبرية قد أفادت مطلع الأسبوع، من خلال تحليل لرئيس تحريرها ألوف بن، شمل معلومات، بأن نتنياهو وحكومته اليمينية يستعدان للمرحلة المقبلة من الحرب على غزة، والتي تشمل “التحضير للاستيطان وضمّ شمال القطاع”، بالإضافة إلى “إعداد المنطقة تدريجياً للاستيطان اليهودي والضم لإسرائيل”.
واعتبر ألوف بن أن الدخول إلى المرحلة الجديدة من الحرب “بدأ بإعلان بيروقراطي صدر في 28 أغسطس/ آب الماضي حول تعيين العميد إلعاد غورين رئيساً للجهود الإنسانية المدنية في قطاع غزة ضمن وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية”. وقال إن “هذا اللقب الطويل الذي سيحمله غورين سيبقى حتى يوضع اختصار له من قبل الجيش الإسرائيلي، يعادل رئيس الإدارة المدنية في الضفة الغربية”، مضيفاً: “عملياً، يجب أن يطلق عليه حاكم غزة”.