تحرّكات ثوّار سوريا وتصريح نتنياهو!
بقلم :صدام الحريبي
(المجرم نتنياهو عرف بتجهيزات ثوار سوريا للانقضاض على قتلة الأطفال والنساء من أتباع إيران وأسد من خلال مخابراته، فجنّ جنونه)
البداية.. منذ أيام يكرّر أتباع إيران أن تحرّك ثوار سوريا ضد مليشيات إيران في حلب جاء بعد تصريح المجرم نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيو…ني بأن بشار الأسد رئيس النظام السوري يلعب بالنار، ويستدلّون بهذا التصريح بأنه كان إشارة للثوّار ببدء تحرّكهم.. إيران توعز لكل أتباعها من العوام بأن كل من يقف ضدّها أو حتى ليس مؤيدا لها هو صهيو..ني فيصدّق العوام، أما قيادة هؤلاء فيعرفون كل شيء.
لذلك يجب أن نوضّح حتى يذهب اللبس، والأصوب هو الآتي:
المجرم نتنياهو عرف بتجهيزات الثوّار في سوريا للانقضاض على قتلة الأطفال والنساء من أتباع إيران وأسد من خلال مخابراته، فجنّ جنونه لأن النظام التابع لإيران في سوريا وبشار الأسد هو بالأساس يوفّر الحماية الكاملة للصها..ينة في الجولان المحتل، وقد قدّم الصها…ينة كل الدعم من أجل بقاء بشار حتى الآن في سوريا، ولذلك تصريح المجرم نتنياهو جاء قبل ثلاثة أيام من أجل خلط الأوراق ومحاولة فاشلة منه لإنقاذ بشار الأسد، والهدف من تصريحه أن يتم اتّهام الثوّار بأنهم تحرّكوا بعد التصريح من أجل أن تظهر المعركة وكأنها بالتنسيق مع الصها..ينة فيتم خذلانها وتفشل، وهذا ما يردّده اليوم أتباع إيران بتوجيه طبعا، لكن كل تلك الكذبات والتخوين لم ينطلي على الشعوب العربية والإسلامية التي عرفت كل شيء بفضل الله ثم معركة طوفا.ن الأقصى التي كشفت الجميع.
الحقيقة الوحيدة التي يجب أن يعلمها أتباع إيران من العوام أولا في كل الدول، ثم القيادات التابعة لإيران في المنطقة، ثم إيران نفسها وهي رسالة مهمة لهم، أن انظروا كيف أن النّاس فرحوا وتشفّوا في مقتل حسن نصر الله وباقي قيادات الحزب رغم أن من قتلهم هو العدو الصهيو…ني، وانظروا كيف أن كل العالم العربي والإسلامي حتى الذين دعموكم خلال الأيام الماضية تنفّسوا الصعداء ووقفوا مع ثوار سوريا ضدّكم، فعلى ماذا يدل هذا؟
هذا يدل على أنكم أثخنتم في الظلم والقتل وأن العالم العربي والإسلامي أصبح ينبذكم ويتمنّى سقوطكم حتى وإن كان على يد أشرس أعدائه الأزليين وهم الصها..ينة.. أنظروا واعقلوا كيف أن العرب والمسلمين الذين يعتبرون الصها..ينة عدوّهم الأول والأخير أصبحوا يقبلون بسقوطكم على أيديهم، فأنتم من أجبرتموهم على ذلك، وهذا يدل على الإجرام الباذخ والعميق الذي مارسته إيران وأتباعها في المنطقة.. وبعد كل هذا هل وستفهمون الآن وتتوقّفوا عن المسيرة الإجرامية التي ليس للإسلام ولا للإنسانية ولا للعروبة علاقة بها؟
أما إن استمريتم فمن وجهة نظري أنكم تخربون بيوتكم وتذهبون بأنفسكم وما جنيتموه إلى الهاوية بأيديكم وأيدي أعداء الأمّة الذين اتخذتموهم شمّاعة لقتل المسلمين منذ أكثر من أربعين عام.
وهنا دعوني أسرد لكم حقيقتكم وبشكل مختصر.. بعد سقوط سطوة أجدادكم الذين مارسوا ما ممارستموه أتوا بكم، وأجدادكم هنا من أتوا بعد عبدالله ابن سبأ، أما الرسول عليه الصلاة والسلام فهو بريء منكم ولا تصدّقوا أن لدى الخميني وغيره صلة نسب به فأنتم طائفة وُجدت فجأة بعد تجهيزها في الغرف المغلقة، وهناك من دعمكم بالمال والسلاح من أجل ضرب الإسلام والمسلمين والتفرقة بينهم وسفك الدماء والتشويه بالدّين، وهذا ما يقوم به أتباع إيران في كل مكان، والهدف من المجيء بكم هو إسقاط الإسلام، ولا ننكر أن قاداتكم يخطّطون أن يبقوا قوة مستقلّة في المستقبل ويعيدون أمجاد إمبراطورية فارس لكن هذا الهدف ما زال سرّا في أنفسهم، لأن من جاء بكم يراقب كل تحركاتكم، وفي الوقت الذي يرى منكم الخطر فيه يقضي عليكم ويأتِ بغيركم بنفس العقيدة والعقلية والمذهب والنفسية التوّاقة لمص الدماء وسفكها، والدليل على ذلك تابعوا أنكم لم تتفوّهوا بكلمة واحدة بما يحدث في السودان رغم الإجرام المفرط، ولا ليبيا ولا الهند فهناك المسلمون تُمارَس ضدهم المجازر ولم يحزنكم ذلك كباقي العرب والمسلمين، لكن عندما يتلقّى أتباع إيران أي مشكلة تحضرون بنَفَس القتل والتخوين، وهذا دليل طائفيتكم وأنكم لم تأتوا من أجل الإسلام ولا فلسطين بل أتيتم من أجل محاولة هدمه، وكأن لكم دين آخر وليس مذهبا فحسب..
هذه قراءة مبنيّة على الدّليل القاطع والبحث الدقيق، ورغم حساسية هذا الموضوع إلا أن توضيحه لكم واجب لعل فيكم من يفهم.
ودليل آخر، هو أنكم خلال الأيام الماضية خوّنتم مجاهدين من حما..س موجودين في غزّ..ة واتهمتموهم بالصّهينة رغم أنهم يقاتلون الصها..ينة في الداخل ويضحّوا بأغلى ما لديهم، والسبب أنهم تساءلوا أين حزب الله فقط؟
كذلك قناة الجزيرة أكثر من دعمت غزّ.ة بشهادة العالم، تتهمونها منذ يومين بالخَنزَرة والصّهينة بسبب تغطيتها أحداث سوريا بمهنية وهي التي لولاها لما عرفكم أحد.
أنتم تريدون أن يسخّر كل بني آدم أنفسهم وما يمتلكون لكم ومن أجل إجرام إيران وأتباعها وإلا فهم صها..ينة وأعداء الله، وسيصل بكم الجنون إلى درجة أنه إن تعرّض أحدكم لقرصة نملة ستتهمون النملة بالصّهينة وهذا والله ما تمارسوه الآن بفارق الوصف فقط. فهل هذا منطق؟ راجعوا أنفسكم.
الخلاصة هي أن إيران كُشفت بكل المقاييس، وعليها أن تتوقّف عن الإجرام بحق العرب والمسلمين، لأن أقدار الله جارية ولن يوقفها أحد، وقد رأيتم بأم أعينكم رفض الأمّة لكم وتشفّيها بكم وكيف أنها وقفت ضدكم رغم ادعائكم منذ أكثر من أربعين سنة نصرة فلسطين ورغم أن هناك من صدّقكم، إلا أن ذلك لم يشفع لكم مقابل إجرامكم في أول فرصة بالرغم من الصواريخ التي أطلقها الكيان الصهيوني عليكم هنا وهناك، فصورة قتل وسفك الدماء التي مارستها إيران وأتباعها في المنطقة ضد المسلمين ما زالت حاضرة ولم يستطع تبرّع الصها..ينة بإطلاق ثلة صورايخ على إيران وأتباعها هنا وهناك أن يمحو هذه الصورة المتجذّرة، وهذا ما يجب أن تستوعبه إيران وقادتها في المنطقة وعوامها..