تخزين الحوثيين للأسلحة في المنشآت التعليمية.. تدمير متعمد للتعليم
تقرير خاص
منذ بداية الانقلاب سعت الميليشيا الحوثية لاستخدام المنشآت المدنية لأغراض عسكرية بشكل متعمد وذلك بغرض تدمير البنية التحتية للمجتمع، وأحد أبرز الأمثلة على ذلك هو استخدام الحوثيين للمؤسسات التعليمية كأماكن لتخزين الأسلحة والذخائر واستخدمت تلك المنشات كمواقع عسكرية يتم فيها التمترس وتخزين الأسلحة وتدريب المقاتلين، وهو ما يعد تدميرًا متعمدًا للقطاع التعليمي في اليمن ويؤثر بشكل سلبي على مستقبل الأجيال القادمة.
الأسلحة في المدارس والجامعات:
تعد المؤسسات التعليمية من أكثر الأماكن التي تعرضت للضرر بسبب استخدام الحوثيين لها كأماكن لتخزين الأسلحة، ومن المدارس الابتدائية إلى الجامعات، تم العثور على أسلحة ثقيلة وذخائر مخزنة في الفصول الدراسية و المخازن و المرافق الأخرى في المنشآت التعليمية، وتشير التقارير الميدانية إلى أن الحوثيين قاموا بتخزين الأسلحة في ما لا يقل عن 100 مدرسة وجامعة في مختلف أنحاء مناطق سيطرتهم وقد تم تحديد مواقع لتخزين الأسلحة في أبنية مدرسية قد تكون قريبة من الأحياء السكنية أو مناطق تعليمية حيوية، مما يزيد من خطر استهدافها في القصف الجوي أو الهجمات العسكرية، في تحدٍ صارخ للقوانين الإنسانية الدولية.
تدمير القطاع التعليمي:
إلى جانب استخدام المدارس كمخازن للأسلحة، سعى الحوثيون إلى تدمير قطاع التعليم بشكل منهجي، فقد تعرضت العديد من المدارس للقصف والتدمير المباشر، ما أسفر عن تدمير مرافق التعليم بشكل كامل في بعض المناطق، وهو مالن يؤثر فقط على البنية التحتية للمدارس، بل أيضًا على الطلاب الذين فقدوا فرصهم في تلقي التعليم بسبب إغلاق المدارس أو تدميرها.
آثار تدميريية
وبحسب خبراء فان تدمير المؤسسات التعليمية في اليمن له آثار مباشرة وطويلة المدى على المجتمع أولاً، وتفاقم الأمية في اليمن، وبالنسبة للمعلمين، فقد فقد الكثير منهم وظائفهم بسبب تدمير المدارس أو تحولها إلى مواقع عسكرية، مما يعني غياب التعليم على مستوى واسع في المناطق المتضررة، ومن خلال تقارير حقوق الإنسان، تبين أن الحوثيين عمدوا إلى التصعيد العسكري في بعض المناطق التي تحتوي على منشآت تعليمية، تم استخدام العديد من الجامعات والمدارس لإطلاق الهجمات أو التحصن فيها، وهو مايعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استخدام المنشآت المدنية للأغراض العسكرية.
أحد الشهادات من أحد المعلمين في مدرسة تعرضت للقصف في مدينة تعز عام 2018 يقول لموقع الوعل اليمني”لقد تم استخدام مدرستنا كمخزن للأسلحة، وعندما تم قصف المدرسة من قبل الطيران، كانت هناك ذخائر وأسلحة داخل الفصول الدراسية، حتى نحن لم نكن نعرف بأن المدرسة أصبحت مركزًا عسكريًا، ولكن بعد القصف، اكتشفنا أن الحوثيين كانوا يخبئون الأسلحة في المكان الذي كنا نعلم فيه أطفالنا.”
التدخلات الدولية:
في ظل تصاعد هذه الظاهرة، دعت منظمات حقوق الإنسان ومنظمات الأمم المتحدة إلى ضرورة إيقاف استخدام المنشآت التعليمية لأغراض عسكرية، وطالبت بفتح تحقيقات في الانتهاكات التي تعرضت لها المدارس والجامعات في المناطق التي سيطر عليها الحوثيون، كما تم دعوة الأطراف المتحاربة إلى الامتناع عن تحويل المدارس إلى مواقع عسكرية، من منطلق ان التعليم حق أساسي لكل طفل ويجب حمايته.
وقال مصدر اممي في تقرير للجنة العقوبات بان (تخزين الأسلحة في المنشآت التعليمية واستخدامها لأغراض عسكرية يعد تدميرًا متعمدًا لمستقبل الأجيال اليمنية وإن الطلاب والمعلمون في اليمن يدفعون ثمنًا باهظًا لهذه السياسات التي تدمر التعليم وتحرم الأطفال من حقهم الأساسي في التعليم والحماية) .