ثقافة وفكر
أخر الأخبار

تداعيات العصر الرقمي على المنظومة الأخلاقية في المتحف الأردني

اختار المتحف الوطني الأردني موضوعا شائكا يؤرق الكثير من الفنانين منذ فترة، ألا وهو تداعيات العصر الرقمي على المنظومة الأخلاقية وكل ما يتعلق بالتراث والهوية، حيث بات التطور التقني سلاحا ذا حدين، فهو من ناحية يمنحنا أعمالا فنية مبتكرة ومن ناحية أخرى يخترق كل الضوابط ويمنح الفنان أو الإنسان عامة فرصا لم تكن متاحة من قبل للسرقة والمغالطة وغيره من التجاوزات.

ويقدم معرض “تحولات رقمية 2: استعادة المستقبل” الذي يقام في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة مجموعة من الأعمال الفنية التي طورها فنانون بصريون وموسيقيون وأدائيون شاركوا في برنامج إقامات فنية مخصص لهذه الغاية، وعملوا عبر أعمالهم على فتح آفاق ونوافذ ووجهات نظر جديدة للتعامل مع العالم من خلال أعمالهم الفنية.

وتأتي الأعمال حول موضوع “نزع الاستعمار من وجهة نظر مستقبلية”، وتركز بشكل أساسي على التعامل مع التقنيات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي، مبرزةً تداعيات العصر الرقمي على المنظومة الأخلاقية للمجتمعات وعلى الوعي الذاتي الفردي، وقد تم التركيز على موضوعات تتعلق بمفاهيم الهوية والتراث والتحرّر.

وبالرغم من أن المعرض يحاكي التراث إلا أنه يقدم أفكارًا فنية جديدة، فمثلًا يمكن رؤية أداة تراثية قديمة تم استخدامها مثل عنصر فني أساسي، ولكن الطريقة التي عُرضت بها رقمية، تبتعد عن تصنيف المدارس التقليدية وتخرج من ثوبها بشكل تام، إذ هي في الأساس تعتمد على ما تقدمه التكنولوجيا من إمكانات بصرية غير محدودة، وضمن تكلفة فنية أقل من تلك التي تستهلكها الأعمال التقليدية.

ويلاحَظ في الأعمال التي يتضمنها المعرض الأسلوب المشترك باستخدام الرموز والدلالات ذات البعد التجريبي، والميل نحو التجريد الشكلي، وإظهار الأبعاد الثنائية والثلاثية له، ففي إحدى اللوحات يبرز الرأس مثل منحوتة حجرية نُقشت فوقها كلمات وعبارات متداخلة.

وتتداخل الأرقام والأشكال والألوان في صور أخرى لتنقل المشاهد إلى فضاء التخيل الافتراضي، مما يربك توقعاتنا للشكل والمعنى المقصود من ورائه، وكأنما المشاهد أمام متاهات رقمية متتالية، تم الاشتغال عليها من منظور جمالي بصري، ومن جهة الموضوع تظهر كما لو أنها انعكاسات للذات الإنسانية في عصر التكنولوجيا الرقمية.

جدير بالذكر أنه يشارك في المعرض الذي يقام بالتعاون مع منصة مصنع، ومؤسسة “فيوتشر إيفري ثينغ” البريطانية، ومجموعة “ميتافور” الفنية، فنانون من بينهم: تماري العجلوني، وعكّــا حمــدان، وميــار كبـاجـه، وأنــس أبـونحـلة، ويـافا درويـش، بالإضافة إلى أعمال فنية من إنتاج مدربي وموجهي البرنامج منهم هاشم جقة، وناي تومبسون، والكساندر وايتلي، ومجموعة “ميتافور” الفنية التي تقدم أعمالاً تشمل الرسم والتصميم والبحث والفن الرقمي، في مزيج متناغم من التنوع والإبداع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى