قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، إنه “لن يُطرد أي فلسطيني من قطاع غزة”، وذلك في تراجع ملحوظ عن تصريحاته السابقة التي دعا فيها إلى ترحيل الغزيين إلى الدول العربية المجاورة من أجل بناء “ريفييرا الشرق الأوسط” في القطاع الذي دمرته حرب الإبادة الإسرائيلية.
وجاءت تصريحات ترامب خلال مؤتمر صحفي بواشنطن مع رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن الذي وصل الولايات المتحدة في زيارة غير محددة المدة.
وفي سؤال صحفي عن خطته لطرد الفلسطينيين من قطاع غزة، أجاب ترامب أنه “لن يُطرد أي فلسطيني من غزة”، مؤكدا في الوقت ذاته أن واشنطن تعمل “بجد” بالتنسيق مع إسرائيل للتوصل إلى حل للوضع في غزة.
وعبرت مصر الخميس عن تقديرها لتصريحات ترامب بشأن عدم مطالبة سكان قطاع غزة بمغادرته.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن هذا “الموقف يعكس تفهما لأهمية تجنب تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، وضرورة العمل على إيجاد حلول عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية”.
وأشار البيان إلى أن مصر ترى أن “مبادرة الرئيس ترمب لإنهاء الصراعات الدولية وإحلال السلام بما فى ذلك فى الشرق الأوسط يمكن أن تمثل إطاراً عملياً للبناء عليه والعمل المشترك لتحقيقه، وبما يراعي تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.
بدورها، قالت حركة حماس في بيان الخميس: “في حال كانت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب تراجع عن كل فكرة تهجير أهالي قطاع غزة، فهي تصريحات مرحب بها”، ودعت إلى “استكمال هذا الموقف بإلزام إسرائيل بتطبيق كل اتفاق وقف إطلاق النار”
فيما اعتبر الناطق باسم الحركة حازم قاسم في حديث لـ”الشرق”، أن “تصريحات ترمب تُعد تراجعاً واضحاً ومرحباً به عن خطته لتهجير سكان قطاع غزة”.
بدوره، دعا رئيس وزراء آيرلندا مايكل مارتن عقب لقاء ترامب في البيت الأبيض إلى تحقيق السلام في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
وأكد ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار، في ظل جهود الوساطة الدولية لخوض مباحثات المرحلة الثانية من اتفاق غزة.
وبحسب ما أوردته شبكة يورونيوز الإخبارية الأوروبية، الأربعاء، أضاف ترامب أن 7 أكتوبر/تشرين الأول كان “يوما سيئا للغاية”، وأن إسرائيل كانت “تحت الحصار” خلاله، على حد زعمه.
وتعليقا على هذه التصريحات، قالت مراسلة الجزيرة في واشنطن وجد وقفي إن من الصعب التكهن فيما يتعلق بالرئيس ترامب وسياساته، ربما جاءت هذه التصريحات لأنه لم يكن راضيا عن هذا السؤال من الصحفية الذي وجه أصلا لرئيس الوزراء الأيرلندي عما إذا كان يوافق أو يتفق مع الرئيس ترامب فيما يتعلق بطرد الفلسطينيين من غزة.
وأضافت مراسلة الجزيرة أنه من الواضح أن السؤال أزعج ترامب ورد بالقول إن ما من أحد يريد طرد الفلسطينيين.
وكان الرئيس الأميركي يروج منذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضته الدولتان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وعرض في مطلع فبراير/شباط الماضي خطته بهذا الشأن والتي اقترح فيها تهجير الفلسطينيين بشكل دائم وأن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على القطاع مع إطلاق خطة لإعادة إعماره وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
وفي خطوة أخرى أثارت جدلا واسعا، نشر ترامب أواخر الشهر الماضي مقطع فيديو تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي على منصته “تروث سوشيال”، يُظهر قطاع غزة وقد تحول إلى مدينة سياحية فاخرة، في مشهد بدا منفصلا تماما عن الواقع المأساوي الذي يعيشه سكان القطاع.