قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه إذا لم تُعد أفغانستان قاعدة باغرام الجوية إلى سيطرة الولايات المتحدة فإن أمورا سيئة ستحدث. ورد مسؤول في حكومة “طالبان” الأفغانية، اليوم الأحد، إن التوصل إلى اتفاق في شأن قاعدة باغرام الجوية “مستحيل”
وأضاف ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال “إذا لم تُعد أفغانستان قاعدة باغرام الجوية إلى من أنشأها، الولايات المتحدة، فإن أشياء سيئة ستحدث”.
والخميس الماضي، قال ترامب “نريد استعادة تلك القاعدة”، مشيرًا إلى موقعها الاستراتيجي القريب من الصين، وأضاف: “هي على بعد ساعة من المكان الذي تصنع فيه الصين أسلحتها النووية”، في إشارة إلى إمكانية استخدامها ضمن استراتيجية أوسع لمواجهة التمدد العسكري الصيني، وهو ادعاء كان قد كرره في آذار/ مارس الماضي، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة “أعطت طالبان القاعدة إياها دون مقابل.
وفي ذات السياق قال مسؤول أمريكي، لوكالة رويترز، إنه لا يوجد “تخطيط نشط” حالياً لاستعادة القاعدة، وإن أي تحرك كهذا سيستوجب عمليات لوجيستية معقدة وكلفة مرتفعة لإعادة إصلاح البنية التحتية للقاعدة، إضافة إلى تأمين محيطها ضد التهديدات، وأضاف: “لا أرى كيف يمكن أن يحدث ذلك بشكل واقعي”، مشيراً إلى أن القاعدة ستكون جيبًا أميركيًا معزولًا في بلد غير ساحلي.
كما قال ثلاثة أشخاص لشبكة “سي أن أن”، إن الرئيس الأمريكي ترامب، يضغط سرًا على مسؤولي الأمن القومي التابعين له منذ أشهر لإيجاد طريقة لاستعادة قاعدة باغرام من طالبان، حيث يعتقد ترامب أن القاعدة ضرورية لعدة أسباب، منها مراقبة الصين، والوصول إلى العناصر الأرضية النادرة والتعدين في أفغانستان، وإنشاء مركز لمكافحة الإرهاب، رغم أنه سبق ونددت منظمة العفو الدولية من استخدام أمريكا قاعدة باغرام كمركز تعذيب للمعتقلين في مستودعاتها.
في المقابل أكّدت كابول أنها لا ترحب بأي اتفاق من هذا القبيل، وقال المسؤول في وزارة الخارجية الأفغانية ذاكر جلالي في منشور على منصة “إكس”: “أفغانستان والولايات المتحدة بحاجة إلى التعاون معاً، من دون أن تحتفظ الولايات المتحدة بأي وجود عسكري على أي جزء من أفغانستان”، ورُفض هذا الاحتمال تماماً خلال محادثات الدوحة والاتفاق، وأضاف أن البلدين يمكنهما إقامة علاقات اقتصادية وسياسية على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وقال مسؤول في حكومة “طالبان” الأفغانية اليوم الأحد إن التوصل إلى اتفاق في شأن قاعدة باغرام الجوية “مستحيل” بعدما توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب البلاد بعقوبات لم يحددها في حال لم تجرِ إعادتها إلى الولايات المتحدة.
وذكر قائد الجيش الأفغاني فصيح الدين فطرت “أخيراً، قال البعض إنهم دخلوا في مفاوضات مع أفغانستان لاستعادة قاعدة باغرام الجوية”، بحسب تصريحات أوردتها وسائل إعلام محلية. وأضاف، “إن الاتفاق حتى على شبر من أراضي أفغانستان مستحيل. لسنا في حاجة إليه”.
وتسعى الولايات المتحدة لاستعادة قاعدة “باجرام” الجوية قرب العاصمة الأفغانية كابول، إذ لفت ترامب إلى أن أحد الأسباب التي تدفع واشنطن للسعي وراء هذه القاعدة الجوية “هو أنها تبعد ساعة واحدة عن المكان الذي تصنع فيه الصين أسلحتها النووية”.
وقال الرئيس الأميركي: “نحاول استعادتها.. هم (طالبان) يريدون أشياءً منا، ونحن نريد استعادة القاعدة”، مشيراً إلى أن “الكثير من الأمور تحدث، لكنني أشعر بخيبة أمل كبيرة لأن هذه المسألة لم تُحسم بعد”.
وكان ذاكر جلالي، المسؤول بوزارة الخارجية الأفغانية في منشور على موقع “إكس”، الخميس، إن “أفغانستان والولايات المتحدة بحاجة إلى التعاون، ولكن دون أن تحتفظ واشنطن بأي وجود عسكري في أي جزء من أفغانستان”.
وشيّدت الولايات المتحدة القاعدة لحليفتها أفغانستان خلال الحرب الباردة في خمسينيات القرن الماضي، كحصن منيع في وجه الاتحاد السوفياتي في الشمال، وللمفارقة أصبحت مركز انطلاق الغزو السوفياتي للبلاد عام 1979، وقام الجيش الأحمر بتوسيعها بشكل كبير خلال احتلاله الذي استمر قرابة عقد من الزمن.
ولطالما انتقد ترمب سلفه جو بايدن بسبب الانسحاب الأميركي المضطرب من أفغانستان، قائلاً إن هذه الخطوة “تركت الأسلحة الأميركية وغيرها من الأصول العسكرية في أيدي طالبان، بما في ذلك قاعدة باجرام”.
هذا وغادرت القوات الأميركية قاعدة “باجرام” الجوية بعد نحو 20 عاماً على تواجدها في “القاعدة الجوية”، وتم تسليمها إلى السلطات الأفغانية بالكامل.
وكانت “باجرام” مركزاً رئيسياً في حرب الولايات المتحدة للإطاحة بحركة “طالبان” ومطاردة تنظيم “القاعدة”، وأكد البنتاجون وقتها أن “تصعيد طالبان للعنف كان مصدر قلق وعائق أمام التوصل لتفاهم شامل”.
ومثَّل الانسحاب النهائي من هذه القاعدة نهاية الوجود الأميركي في مركز القوة العسكرية الرئيسي في أفغانستان، إذ كانت “باجرام” نقطة دخول لعشرات الآلاف من الجنود الأميركيين، وساعدت في السيطرة على أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.