شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا تصعيداً جديداً في التوتر على خلفية تصريحات أطلقها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بشأن احتمال “إغلاق” المجال الجوي لفنزويلا والمناطق المحيطة بها.
جاء هذا التصريح ضمن حملته الانتخابية، حيث أشار ترامب إلى إمكانية اتخاذ إجراءات عقابية غير مسبوقة ضد نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وذلك بهدف الضغط لتغيير النظام في كاراكاس.
واعتبرت إدارة ترامب السابقة وجمهوريون حاليون أن نظام مادورو يشكل خطراً على الاستقرار الإقليمي وعلى مصالح الولايات المتحدة، مؤكدين على ضرورة اتخاذ خطوات أكثر حزماً مما اتبعته إدارة بايدن الحالية، والتي ركزت مؤخراً على تخفيف جزئي للعقوبات مقابل إحراز تقدم في المفاوضات السياسية بين الحكومة والمعارضة.
أثارت تصريحات ترامب ردود فعل فورية وحادة من قِبل فنزويلا. فقد سارع وزير الدفاع الفنزويلي، فلاديمير بادرينو لوبيز، بالرد على هذه التهديدات، واصفاً إياها بأنها “تهديد استعماري” غير مقبول، ومؤكداً أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي محاولة لانتهاك سيادتها.
وأوضح لوبيز أن القوات المسلحة الفنزويلية على أهبة الاستعداد للدفاع عن المجال الجوي والسيادة الوطنية ضد أي تدخل خارجي، مشدداً على أن فنزويلا دولة حرة ومستقلة ولن تخضع لضغوط القوى الأجنبية. ويعكس هذا الرد التصلب المستمر في موقف كاراكاس الرافض لأي تدخل أمريكي في شؤونها الداخلية، والذي تعتبره انتهاكاً للقانون الدولي.
وفي المقابل، تحاول إدارة الرئيس الحالي جو بايدن الموازنة بين الحفاظ على الضغط الديمقراطي على مادورو وبين الحاجة إلى تأمين تدفق النفط من فنزويلا في ظل الاضطرابات العالمية للطاقة.
كانت واشنطن قد خففت بعض العقوبات النفطية على كاراكاس مؤقتاً في عام 2024، مشترطة في المقابل أن يلتزم نظام مادورو بإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وأن يرفع القيود عن مرشحي المعارضة الرئيسيين.
إلا أن التوتر عاد ليشتعل مجدداً بعد أن اتخذت فنزويلا إجراءات اعتبرتها الولايات المتحدة تراجعات عن الالتزامات الديمقراطية، بما في ذلك استمرار حظر ترشح زعيمة المعارضة ماريا كوريا. وقد هددت واشنطن بإعادة فرض كامل العقوبات النفطية إذا لم يتراجع نظام مادورو عن هذه الخطوات، في محاولة للحفاظ على أداة الضغط الاقتصادية.
وبصورة إجمالية، تتشابك العلاقة بين البلدين بين ثلاثة محاور رئيسية: أولاً، المحور السياسي والديمقراطي حيث تطالب واشنطن بعودة الديمقراطية الكاملة، ثانياً، المحور الاقتصادي المتعلق بالعقوبات وإنتاج النفط، وثالثاً، المحور الجيوسياسي الذي يتجلى في التهديدات العسكرية المتبادلة أو التصريحات القوية حول السيادة.
وتضع تصريحات ترمب الأخيرة ضغطاً إضافياً على إدارة بايدن لتوضيح موقفها من استخدام القوة أو فرض حصار جوي، وهو خيار تعتبره معظم الدوائر الدبلوماسية الأمريكية متطرفاً ويزيد من زعزعة استقرار المنطقة، خاصة وأن فنزويلا لديها دعم من حلفاء مثل روسيا والصين.

قصف في تريم وانتشار لقوات اللواء 137 في سيئون وقائد العسكرية الأولى يؤكد على رفع الجاهزية
“الدعم السريع” تعلن سيطرتها الكاملة على مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان
ترامب يشكك في نزاهة انتخابات هندوراس ويطالب بـ”التغيير”
الأنصاري: الخروق الإسرائيلية مثيرة للقلق والجهود مستمرة للوصول للمرحلة الثانية