مع حلول موعد عيد الحب الذي يصادف غداً الجمعة، تشير تقديرات رابطة مصدري نباتات ومنتجات الزينة إلى أن تركيا صدرت إلى أوروبا نحو 75 مليون وردة بقيمة تصل إلى 10 ملايين دولار، علماً أن هذه الورود صُدّرت إلى 30 بلداً في مقدمتها هولندا وبريطانيا وألمانيا ورومانيا.
وفي الصدد، يقول رئيس الرابطة إسماعيل يلماز لـ”العربي الجديد” إن القطاع حقق بداية جيدة مدفوعاً بفعاليات عيد الحب هذا العام، مبيناً أن الصادرات في يناير/كانون الثاني الماضي، زادت 30% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
بدوره، يعتبر الاقتصادي التركي أوزجان أويصال أن تنوّع الاقتصاد هو أهم أسرار منعة تركيا، حيث إن أرقام الصادرات التي تزيد عن 260 مليار دولار، لا تأتي من قطاع محدد أو تعتمد تركيا على سلع معينة، فحتى نباتات الزينة لها حسابها وعائداتها التي تعود على البلاد بالقطع الأجنبي وتشغل أيد عاملة، باعتبار أن تركيا تصدر أكثر منتجاتها تطوراً إلى جانب ورود عيد الحب و”اللآلئ” لتؤكد أن الأناضول موطنها الأصلي.
ويعّقب الاقتصادي أويصال خلال حديثه لـ”العربي الجديد” بأن صادرات نباتات الزينة وورود عيد الحب، تراجعت خلال السنوات الماضية “منذ كورونا” وهذا العام بدأت نباتات تركيا تعود للأسواق العالمية، مبيناً أن صادرات نباتات الزينة والورد زادت عن 100 مليون دولار عام 2019، قبل أن تبدأ التحسن خلال العامين الأخيرين.
وحول موطن زراعة ورود ونباتات الزينة، يضيف أويصال أن ولاية إسبرطة تعتبر عاصمة إنتاج نباتات الزينة فهي تزرع 25 ألف دونم بنباتات الزينة والورود، و تعد عاصمة الورود بالعالم، فقد تأثر إنتاجها خلال الأعوام الماضية، حتى بعد جائحة طورونا، بسبب الظروف الجوية “إسبرطة تنتج 80% من الخزامى بتركيا وتصدر 95% من إنتاجها من زيوت الورد للخارج”، كاشفاً أنه وبعد انتشار الزراعات المحمية والبيوت البلاستيكية، لم تعد زراعة نباتات الزينة حكراً على ولاية، لكن تكاليف الإنتاج ارتفعت بسبب ارتفاع أسعار المحروقات والكهرباء وحتى أسعار الأسمدة وأجور العمالة، ما أوصل سعر الوردة بالسوق اليوم “جوري تسمى غل بتركيا” لأكثر من 150 ليرة تركية.
وكان إنتاج وتصدير قطاع نباتات الزنية قد شهد فورة بتركيا خلال العقد الأخير، بعد أن تجاوز إنتاج تركيا 100 نوع مختلف من الزهور، تصدر نحو 95% من إنتاجها إلى 36 دولة، معظمها أوروبية وبمقدمتها هولندا المعروفة بإنتاج وتصدير الورود.
وتتركز زراعة وإنتاج الزهور في ولاية أنطاليا جنوبي تركيا المطلة على سواحل البحر المتوسط، تليها مدينة إسبرطة بإنتاج نحو 65% مما يحتاجه العالم من زيت الورد، الذي يعدّ مكونا رئيسيا في صناعة العطور ومستحضرات التجميل.
عيد الحب.. مناسبة لتحسين المبيعات
وتعوّل تركيا اليوم على مناسبة عيد الحب، لتحسين المبيع بالأسواق الداخلية وزيادة الصادرات وتحسين ظروف المنتجين الذين تكبدوا خسائر جراء زيادة تكاليف الإنتاج وعدم الإقبال على شراء الورود بالأسواق، بسبب ارتفاع الأسعار.
ويواصل مزارعو الزهور الأتراك استكمال طلبياتهم من زهور القرنفل ذات اللون الزهري الفاتح، لتصديره في يوم المرأة في 8 مارس/آذار والتحضير لعيد الأم في بريطانيا الواقع فيه 31 مارس، بعد تأمين احتياجات السوق المحلي والعالمي بـ عيد الحب في 14 شباط.
وبحسب متخصصين بالقطاع، يقوم قطاع زراعة زهور الزينة بتركيا، على برنامج محدد وفق الأعياد والمناسبات السنوية، والأنواع التي تتعلق بالمناسبات، كالورد الجوري لعيد الحب والقرنفل الزهري لعيد الأم وكل دولة تصدر لها تركيا، مجموعة من الألوان تطلبها، فاللون الوردي الفاتح يحظى بشعبية كبيرة في بريطانيا، واللون الأبيض تطلبه السوق اليونانية بكثرة، والأحمر والأبيض في رومانيا، وألوان الباستيل في عموم أوروبا، وأما الدول العربية فتميل إلى الألوان الحيوية والورد الجوري.
وتنامت صادرات تركيا من الزهور باطراد، فمن نحو 50 مليون دولار عام 2016 إلى أكثر من 80 مليوناً عام 2017 لتصل نحو 100 مليون دولار عام 2019، قبل أن يتأثر الإنتاج والتصدير، بجائحة كورونا وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج ليعاود هذا العام بنحو 75 مليون وردة هذا العام.
كما تحولت الزهور بتركيا من زراعة إلى استثمار وصناعة، بعد أن دخل العديد من رجال الأعمال على قطاع نباتات الزينة، وزاد الطلب على زهور تركيا، فانتشرت عشرات المصانع بولايات أفيون وبوردو ودنيزلي، لتحتل إسبرطة، أهم وأكبر مصانع زيوت الورود، ليصل مجمل الإنتاج إلى نحو 5.1 أطنان من زيت الورد وسبعة أطنان من الورد سنوياً.