تداولت تقارير إخبارية واسعة النطاق حول العالم ادعاءات مقلقة للغاية بشأن ثغرة أمنية كبيرة يُزعم أنها أثرت على تطبيق المراسلة الشهير واتساب، المملوك لشركة ميتا (Meta).
تشير هذه التقارير إلى أن الثغرة المزعومة قد تكون تسببت في تسريب بيانات شخصية، وبالتحديد أرقام هواتف، لما يصل إلى 3.5 مليار حساب من مستخدمي واتساب، وهو رقم ضخم يمثل نسبة كبيرة جدًا من قاعدة مستخدمي التطبيق العالمية.
بدأت هذه المزاعم بالظهور بشكل مكثف على الإنترنت ومنصات الأخبار التقنية، مشيرة إلى وجود مجموعة بيانات هائلة للبيع على منتديات ومواقع مخصصة للمخترقين.
قيل إن مجموعة البيانات هذه تحتوي على معلومات اتصال (أرقام الهواتف) لمستخدمين من أكثر من 100 دولة مختلفة، بما في ذلك أسماء دول كبيرة مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والهند. وقد ادعى مروجو هذه البيانات أنها مستخرجة حديثًا وتعود لمستخدمي واتساب.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن التقارير التي تتحدث عن هذا التسريب تتسم بقدر كبير من الغموض وعدم اليقين فيما يخص الآلية الدقيقة التي استخدمت لاستخراج هذه البيانات، بالإضافة إلى مدى صحة ودقة العدد المزعوم للحسابات المتأثرة (3.5 مليار).
بعض المصادر أشارت إلى أن المتسللين قد استغلوا نقاط ضعف في واجهة برامج التطبيقات (API) الخاصة بواتساب أو ربما اعتمدوا على تقنيات تجريف البيانات (Scraping)، وهي عملية جمع البيانات بكميات كبيرة من الخدمات العامة المتاحة على الإنترنت.
لم تقدم التقارير تفاصيل تقنية مؤكدة من مصادر مستقلة تثبت وجود ثغرة محددة في التشفير أو في البنية التحتية الأساسية لواتساب.
من ناحية أخرى، كانت هناك استجابة حذرة ومتحفظة من شركة ميتا (Meta)، الشركة الأم لواتساب. في العديد من الحالات التي تم فيها الإبلاغ عن تسريبات مماثلة في الماضي، سارعت ميتا إلى نفي وجود أي خرق أمني مباشر لأنظمتها الداخلية، وغالبًا ما عزت البيانات المسربة إلى طرق جمع عامة أو مجموعات بيانات قديمة تم تجميعها من مصادر متعددة وغير مرتبطة بالاختراق المباشر لقاعدة بيانات واتساب.
وفي هذا السياق، لم تؤكد ميتا رسميًا وجود ثغرة أمنية جديدة أو تسريب بهذا الحجم، ودعت المستخدمين إلى توخي الحذر.
لذلك، يجب التعامل مع هذا الخبر بحذر، حيث أن المزاعم المتعلقة بتسريب 3.5 مليار حساب لم يتم تأكيدها بشكل مستقل من قبل خبراء أمن سيبراني محايدين أو من قبل شركة واتساب نفسها. غالبًا ما يتم تضخيم أعداد الحسابات المسربة في منتديات الهاكرز لزيادة قيمة البيانات المعروضة للبيع.
ومع ذلك، فإن مجرد تداول مثل هذه المجموعة الضخمة من أرقام الهواتف يُعد تذكيرًا بضرورة الوعي الأمني، خاصة وأن أرقام الهواتف قد تُستخدم في هجمات التصيد الاحتيالي (Phishing) أو لعمليات الاحتيال الأخرى.

«غروك» في قفص الإتهام: كيف ضلّل الذكاء الاصطناعي العالم بعد هجوم سيدني؟
أول “سوبر-تريليونير” في التاريخ.. “سبيس إكس” ترفع ثروة ماسك إلى 600 مليار دولار
كيف تنقذ وظيفتك في عصر الذكاء الاصطناعي؟
شركتا أبل وجوجل تحذران من تهديدات إلكترونية عالمية محتملة