تصاعد التوتر: اشتباكات عنيفة تتجدد على الحدود الأفغانية الباكستانية رغم محاولات التهدئة
تجددت الاشتباكات العنيفة بين القوات الأفغانية والباكستانية على طول الحدود المشتركة الليلة الماضية (الاثنين/الثلاثاء)، في تصعيد جديد للتوترات الإقليمية رغم إعلان أفغانستان وقف عملياتها قبل أيام.
وأكد مسؤول حكومي أفغاني أن “اشتباكات عنيفة خاضتها قواتنا ليلة أمس مع قوات باكستانية على الحدود جنوبي البلاد”. يأتي هذا التجدد بعد أن شهدت الحدود قبل يومين اشتباكات مسلحة أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، حيث أعلن الجيش الباكستاني مقتل 23 من جنوده، بينما تحدثت كابل عن مقتل 9 من جنودها.
إغلاق المعبر الحيوي وتداعياته الاقتصادية:
تواصل السلطات الباكستانية إغلاق جميع معابرها الحدودية مع أفغانستان لليوم الثالث على التوالي، وفي مقدمتها معبر طورخم الاستراتيجي. ويُعد معبر طورخم الشريان التجاري الأبرز بين البلدين، إذ تعبر من خلاله معظم البضائع القادمة من ميناء كراتشي إلى الداخل الأفغاني، بالإضافة إلى حركة آلاف المسافرين يومياً. ويخشى التجار المحليون من أن يؤدي استمرار الإغلاق إلى تلف بضاعتهم، مما يفاقم الأزمة الاقتصادية.
تعثر المساعي الدبلوماسية:
على الصعيد الدبلوماسي، أفادت مصادر حكومية باكستانية لقناة “الجزيرة” بأن الوضع لا يزال متوتراً، مشيرة إلى أن السلطات الأفغانية رفضت طلباً رسمياً تقدم به الجانب الباكستاني عبر القنوات الدبلوماسية لإرسال وفد إلى أفغانستان لمناقشة التوترات، وذلك بامتناع الخارجية الأفغانية عن منح التأشيرات دون توضيح الأسباب.
خلفية التوتر:
تتهم إسلام آباد حركة طالبان باكستان بتنفيذ عمليات انطلاقاً من داخل الأراضي الأفغانية، وهو ما تنفيه كابل بشدة. وتصاعد التوتر بشكل حاد الخميس الماضي، حين سمع دوي انفجار في العاصمة الأفغانية كابل، تحدثت تقارير حينها عن كونه غارة جوية نفذتها طائرات حربية باكستانية استهدفت منطقة مارغا بولاية باكتيا الحدودية، وهو ما حملت السلطات الأفغانية باكستان مسؤوليته لاحقاً.
وكانت أفغانستان قد أعلنت يوم الأحد الماضي عن إيقاف عملياتها “الانتقامية” ضد باكستان، مشيرة إلى استجابتها لطلب وساطة قُدم من دول خليجية، وتحديداً قطر والسعودية. وتتشارك الدولتان حدوداً يبلغ طولها 2640 كيلومتراً، وتشكل معابرها عنصراً محورياً في التجارة الإقليمية والعلاقات بين الشعبين.







