تصاعد التوتر بين المقدشي وأبناء آنس إثر اتهامات لبني سلامة بالنهب والقتل

تفاقمت حدة الخلاف بين الزعيم القبلي البارز محمد حسين المقدشي، مستشار المجلس السياسي التابع للحوثيين، وأبناء قبيلة آنس، عقب تصريحات مثيرة للجدل اتهم فيها أفراداً من منطقة بني سلامة التابعة لمديرية المنار بارتكاب جرائم قتل ونهب تحت غطاء جماعة الحوثي.
وفي منشور نشره على صفحته بموقع فيسبوك، وصف المقدشي بعض أبناء بني سلامة بأنهم “ارتقوا من قطاع طرق إلى سرّاق وقتلة وبسّاطين ونهّابين”، مشيراً إلى تورطهم في قتل المواطن المقصعي، ونهب ممتلكات عدد من المواطنين، والسيطرة على مدير أمن محافظة ذمار، بالإضافة إلى الاستيلاء على أراضٍ خاصة.
وتُعد منطقة بني سلامة إحدى بؤر التقطُّع للمسافرين في محافظة ذمار خلال السنوات الماضية، وسط اتهامات بتغذية تلك الظواهر من أطراف في نظام الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح. ومنذ سيطرة الحوثيين على المحافظة في خريف 2014، سعت الجماعة إلى احتواء هذه الظاهرة، فيما انخرط عدد من المتورطين في صفوفها كمقاتلين.
المقدشي طالب برد الحقوق إلى أصحابها، مهدداً بالقول: “إن لم تردوا حقوق المظلومين لنسحبكم في الشوارع يا أصحاب السوابق”، قبل أن يوضح لاحقاً أن حديثه لا يشمل جميع أبناء بني سلامة، بل يخص أفراداً بعينهم، مؤكداً احترامه لقبيلة آنس.
ورغم تعرضه لضغوطات واسعة لحذف أو تعديل المنشور، بحسب مصدر مقرب منه، رفض المقدشي تلك المطالب، ما أدى إلى اندلاع حملة إلكترونية واسعة من أبناء قبيلة آنس، عبّر خلالها مدونون وكتّاب عن رفضهم لما وصفوه بـ”التعميم المسيء”.
المدون رشيد البروي اعتبر أن تهديد المقدشي موجه ضمنياً إلى مدير أمن المحافظة والمحافظ، وكلاهما من أبناء آنس، متوقعاً تصعيداً في الأيام المقبلة. فيما اتهمه بمحاولة إشعال فتنة بين قبيلتي آنس وعنس، بعد فشل محاولات سابقة لإثارة خلاف بين عنس والحداء.
الجدل امتد إلى ساحة الشعر الشعبي، حيث نشر الشاعر أبو مفتاح البخيتي قصيدة انتقد فيها التعميم، داعياً إلى معالجة القضية بالحوار، ليرد عليه الشاعر أحمد الراعي بقصيدة أخرى تؤكد على وحدة الصف القبلي ورفض الفتنة.
من جانبه، علّق المدون رضوان سبيع، المقرب من جماعة الحوثي، على منشور المقدشي، منتقداً ما وصفه بـ”النفوذ غير المشروع” لبعض المشائخ في ذمار، ومشيراً إلى أن زمن الوصاية القبلية على مؤسسات الدولة قد ولّى.






