Blogتقارير
أخر الأخبار

تعرّف على ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية

كان الفتى محمود الدحدوح يحلم بأن يصبح صحفيا، تماما مثل والده، وخلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة راح محمود الملقب بـ”وائل الصغير” يسجل هو وشقيقته خلود فيديوهات ليطلعا من خلالها العالم على المعاناة التي يعيشها وطنهما الصغير.

“في غزة لا مكان آمن، إنها أشرس حرب نشهدها على الإطلاق، أنجدونا كي نبقى على قيد الحياة” هكذا خاطب الأخوان دحدوح متابعيهما عبر العالم في ختام الشريط.

محمود وخلود ابنا مراسل الجزيرة وائل الدحدوح اللذان استشهدا خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة (الجزيرة)


ليل 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي استشهد محمود ووالدته وشقيقته شام ذات السبعة أعوام، إلى جانب آدم ابن شقيقته الذي لم يكمل عامه الأول و21 شخصا آخر في غارة شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على مخيم النصيرات حيث لجؤوا بعدما دعا الجيش الإسرائيلي سكان شمال القطاع للانتقال إلى جنوبه إذا كانوا يؤثرون السلامة.

370 شهيدا يسقطون يوميا
وأفادت الإحصاءات الرسمية التي نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية بأنه خلال الأيام الـ19 الأولى من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحدها استشهد 7028 شخصا -بينهم 2913 طفلا- جراء الهجمات الإسرائيلية على غزة.

وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول نشرت الوزارة تقريرا مفصلا تضمن أسماء الشهداء وأعمارهم وجنسهم وأرقامهم الوطنية.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة “على العالم أن يدرك أن وراء كل رقم قصة حياة إنسان يعرفه الناس ويعرفون اسمه وهويته”، علما بأن القائمة لم تتضمن أسماء 281 شهيدا لم يتم التعرف على أسمائهم.

وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري قال المتحدث باسم الوزارة إنها تسلمت 2100 بلاغ عن مفقودين، منهم 1200 طفل ما زالوا تحت الأنقاض.

في الأيام الأخيرة وسع الجيش الإسرائيلي نطاق غاراته لتشمل إلى جانب المباني السكنية المستشفيات والمراكز الصحية، فشن عددا لا يحصى منها في أعقاب عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها كتائب القسام في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأوقعت حسب آخر إحصائية إسرائيلية 1542 قتيلا إسرائيليا وأصابت 5431.

وقد ارتفع عدد الشهداء بعد نشر إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية ليصل في نهاية الشهر الأول للحرب الإسرائيلية على غزة إلى 9770 شهيدا، إلى جانب نحو 2200 ما زالوا في عداد المفقودين.

وتحظى الأرقام المنشورة من قبل وزارة الصحة بثقة المنظمات الإنسانية والهيئات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، إلى جانب بعض المؤسسات التابعة لحكومة الولايات المتحدة.

يحدث في غزة كل 60 دقيقة:

يستشهد 15 شخصا -بينهم 6 أطفال- ويصاب 35 آخرون بجراح، تسقط 42 قذيفة، ويتم تدمير 12 مبنى.

الإحصاءات مبنية على بيانات الجيش الإسرائيلي.

يلجأ عشرات الآلاف من سكان غزة إلى مستشفياتها وإلى المدارس التابعة لوكالة الأونروا بحثا عن الأمان، على أمل أن تلتزم إسرائيل بالقانون الدولي وتمتنع عن مهاجمة هذه الأماكن، وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع حيث استهدفت بعض المستشفيات بالقصف.

آلة الحرب الإسرائيلية تلتهم الرضع وجيل النكبة معا
النساء والأطفال وكبار السن يشكلون 73% من الذين استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي على غزة، ومن بين الضحايا:

133 رضيعا و482 طفلا (من 1 إلى 3 أعوام)، 344 صبيا (من 4 إلى 5 أعوام)، 1042 تلميذا (من 6 إلى 12 عاما)، 664 مراهقا (من 13 إلى 17 عاما)، 966 طالبا (من 18 إلى 25 عاما)، 2506 بالغين (من 26 إلى 55 عاما)، 521 ناجيا من النكسة (من 56 إلى 74 عاما)، 89 ناجيا من النكبة (في عمر 75 عاما).

الضحية الأكبر سنا كانت في الـ93 من عمرها، وتدعى مهدية عبد الله عبد الوهاب حلاوة.

ويمثل اللاجئون 70% من سكان قطاع غزة، أي ما يقدر بـ1.7 مليون شخص، يقيم أغلبيتهم في 8 مخيمات أقيمت منذ نكبة عام 1948، يضاف إليهم 300 ألف هجّروا من منازلهم خلال حرب يونيو/حزيران 1967 التي احتلت فيها إسرائيل ما تبقى من أراضي فلسطين التاريخية.

كل 10 دقائق يستشهد طفل في غزة
تجاوز عدد الأطفال الذين استشهدوا خلال أسابيع الهجوم الإسرائيلي الثلاثة الأولى على غزة العدد السنوي للأطفال الذين قتلوا في كافة مناطق النزاع في العالم منذ عام 2019.

وأفادت الأمم المتحدة بأن قطاع غزة تحول إلى مقبرة تضم رفات آلاف الأطفال، فحتى 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي كان نحو 3500 طفل قد استشهدوا بمعدل 140 طفلا يوميا، وأصيب كذلك 6350 طفلا بإصابات تغير مع بعضها مجرى حياتهم بالكامل.

كما عاش كثير من هؤلاء صدمات الحروب المتلاحقة، إضافة إلى العيش منذ ولادتهم تحت الحصار الإسرائيلي الذي ترك بصمته على كل جوانب حياتهم.

الأرواح التي أزهقتها إسرائيل

وعن ظروف لجوئه وأبنائه الثلاثة إلى أقدم كنائس غزة لاعتقادهم أنها في مأمن من الغارات الإسرائيلية، قال أب فلسطيني مفجوع للجزيرة “بحثنا عن ملجأ هنا في كنيسة القديس بورفيريوس ظنا منا أنها آمنة، هي كنيستنا ونعيمنا الأبدي وبيت الله”.

وعن أطفاله الشهداء سهيل (14 عاما) وجولي (12 عاما) ومجد (10 أعوام)، قال رامز السوري “قصفوا بنيرانهم ملائكتي بلا سابق إنذار، قتلوا أطفالنا وأطفال أبناء عمومتنا وأقاربنا”.

مجد وجولي وسهيل أبناء رامز السوري الذين استشهدوا جراء قصف الكنيسة الأقدم في غزة (الجزيرة)


وإلى جانب القصف المتواصل العنيف تفرض إسرائيل منذ بدء الحرب حصارا على القطاع المحاصر أصلا مانعة وصول الإمدادات الغذائية والماء والوقود.

ولم يصل عبر معبر رفح -الذي يربط غزة بمصر- سوى قدر بسيط من المساعدات الإنسانية التي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنها “ليست سوى قطرة في بحر من الحاجة”.

وحذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي سيندي ماكين من أن الناس سيتضورون جوعا ما لم يحصلوا على المساعدة الإنسانية في الحال.

وقالت “نحن بحاجة إلى المزيد والمزيد من الشاحنات وتدفق مستمر للمساعدات”.

ووفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، تم الإبلاغ في الفترة من 7 إلى 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عما لا يقل عن 6120 وفاة من 926 عائلة وفق الجدول التالي:

192 من عائلة خسرت 10 أشخاص أو أكثر من أبنائها، 136 عائلة خسرت بين 6 و9 من أبنائها، 444 عائلة خسرت بين 2 و5 من أبنائها.

تاليا جدول بأسماء شخص 6700 استشهدوا بين 7 و25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بالغارات الإسرائيلية حسب الأرقام المعلنة رسميا من وزارة الصحة الفلسطينية.

فريق العمل: إعداد وتحرير: محمد الحداد، محمد حسين، كونستانتينوس أنتونوبيليس

تعريب النص: محمد العلي

تعريب التصاميم والفيديو: قسم الوسائط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى