دعت الأحزاب السياسية بمحافظة تعز المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية لمعالجة الوضع الاقتصادي، وخلق نماذج الدولة في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، في ظل انهيار قياسي للريال اليمني أمام العملات الأجنبية.
وطالبت أحزاب تعز في بيان لها بذكرى ثورة أكتوبر، الحكومة للقيام بالعمل الجاد والتحرك السريع لرفع المعاناة عن الشعب اليمني، وتخفيف أعباء ثقل الحياة المعيشية التي يتكبدها المواطن جراء الغلاء الفاحش، وارتفاع الأسعار بوحشية، وتدهور قيمة العملة الوطنية دون توقف.
وقال البيان، إن “أوجب الواجبات اليوم على الدولة والحكومة؛ بموازاة تصديها للانقلاب الحوثي وإرهابه هو العمل بكل قوة لإصلاح الوضع المعيشي للمواطن، وتحسين ظروفه الاقتصادية والمعيشية ودفع المرتبات بمواعيدها باعتبارها الحد الأدنى في ظل تغول الأسعار وتدهور قيمة العملة الوطنية”.
وأضاف، بأن الواجب الوطني على الرئاسي والحكومة هو أن يمضيا معا بـ “روح مسؤولة واحدة، وواعية لمواجهة هذه الظروف المعيشية، والعمل جنبا إلى جنب في الجبهة الإقتصادية، ومحاربة الفساد وتحسين وضبط الموارد إلى جانب حشد كل الطاقات لانجاز معركة التحرير واستعادة الدولة وإعادة الاعتبار للجمهورية وثورتي سبتمبر وأكتوبر مع الاهتمام بدعم الجبهات والمرابطين ورعاية الجرحى وأسر الشهداء كأولوية وطنية للمرحلة”.
وتساءل بيان الأحزاب السياسية بمحافظة تعز عن “المفارقة الغريبة والمريبة لدى موقف المجتمع الدولي الذي سارع بالتعاطي السريع ضد إجراءات البنك المركزي اليمني، وبكل قوة، في حين غاب دوره نهائيا عن العمليات الإرهابية التي نفذتها مليشيا الحوثي لتعطيل تصدير النفط الذي انعكس بأثره السلبي السيء على قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأخرى مما أدى إلى الإضرار بالوضع المعيشي للمواطنين بشكل لا يطاق”.
وأكد البيان وقوف الاحزاب مع السلطة الشرعية ضد انقلاب جماعة الحوثي، داعيا الحكومة للسعي الحثيث لمعالجة الوضع الاقتصادي وخلق نماذج الدولة في مناطق سيطرتها، مؤملا تقديم دعم إقتصادي للحكومة من قبل السعودية، حتى تخرج اليمن من ظروفها الاستثنائيّة التي فرضت عليها.
وأشار البيان، إلى أن اندلاع ثورة الـ14 من اكتوبر 1963م في وجه الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن لم يكن حدثا عاديا أو عابراً، بل كان وسيظل حدثا تاريخيا وثوريا جسد تطلعات الشعب اليمني ونضالات الجبهة القومية وجبهة التحرير والحركة الوطنية اليمنية بشكل عام عبر عقود من الزمن في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال الوطني في جنوب اليمن؛ لا سيما بعد أن تمكن تنظيم الضباط الأحرار في شمال اليمن عام 1962 من تفجير ثورة الـ 26 من سبتمبر التي حولت محافظة تعز إلى منصة إنطلاق لممارسة الفعل الثوري في الـ 14 من اكتوبر 1963″.
ولفت إلى أن المسار الثوري المؤمن بفكرة التغيير في اليمن قدمت سلطة الثورة الاكتوبرية في جنوب اليمن كل ما لديها في معركة الدفاع عن الثورة والجمهورية في الشمال ضد عودة الإمامة في شمال اليمن.
وأردف البيان: “إننا كأحزاب سياسية بقدر ما ندرك اليوم أهمية الوقوف على درب أكتوبر وأهدافها، واستلهام عبرها، وتعزيزها حتى تجاوز السلبيات والمكائد التي علقت بها برؤية وطنية شاملة، فإننا في المقابل ندرك أهمية الاصطفاف الوطني الشامل، في وجه الحركة الحوثية ومشروعها الإمامي في سبيل الدفاع عن الجمهورية وتحويل اليمن إلى دولة ووطن لكل اليمنيين”.