في ظل استمرار حالة الغضب الشعبي بمحافظة تعز، جدد موظفو صندوق النظافة والتحسين في مختلف المديريات تمسكهم بالإضراب الشامل، مؤكدين أن استئناف العمل لن يتم إلا بعد القبض على كل المتورطين في جريمة اغتيال مديرة الصندوق، افتهان المشهري، وكشف ملابسات الحادثة للرأي العام.
الموظفون شددوا في بيانات متفرقة على أن مطالبهم ليست مادية أو إدارية، بل إنسانية وعدلية بحتة، تتمثل في تحقيق العدالة للزميلة المغدورة، في جريمة وصفها زملاؤها بـ”الاغتيال السياسي” نظرًا لدورها في مكافحة الفساد داخل المؤسسة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن السلطة المحلية، ممثلة بمحافظ تعز نبيل شمسان، تمارس ضغوطًا مباشرة وغير مباشرة على مديري الفروع لإنهاء الإضراب، وهو ما اعتبره الموظفون محاولة لطمس الحقيقة وتهدئة الشارع دون محاسبة الجناة.
الاحتجاجات تصاعدت خلال الأيام الماضية، حيث نُصبت خيام اعتصام أمام مبنى المحافظة، وتكدست النفايات في شوارع المدينة، ما ينذر بكارثة بيئية وصحية في ظل غياب أي تحرك رسمي جاد.
منظمات حقوقية محلية ودولية دخلت على خط الأزمة، مطالبة بفتح تحقيق مستقل وشفاف، ومحاسبة الجهات الأمنية على تقاعسها في حماية الكوادر النسائية، خاصة أن هذه الجريمة تُعد الأولى من نوعها بحق امرأة في منصب حكومي بمدينة تعز.
الشارع التعزي، الذي يقف إلى جانب موظفي الصندوق، يرى أن العدالة لافتهان المشهري هي عدالة لكل المظلومين، وأن تجاهل المطالب سيؤدي إلى اتساع دائرة الاحتجاجات، وربما إدخال المدينة في أزمة غير مسبوقة.