تعيين بلا حضور.. رئيس أركان الحوثيين يتوارى وسط إعادة تشكيل سرية

أكدت مصادر عسكرية في تصريحات لـ”ديفانس لاين” أن رئيس أركان قوات الحوثيين يوسف المداني لم يُباشر مهامه منذ تعيينه قبل نحو شهر، في خطوة أثارت تساؤلات واسعة بشأن ترتيبات القيادة داخل الجماعة. وكانت قيادة الحوثيين قد أعلنت في 16 أكتوبر الفائت تعيين المداني، المكنّى “أبو حسين”، خلفًا لرئيس الأركان السابق محمد عبدالكريم الغماري “هاشم”، الذي كشفت الجماعة في اليوم ذاته مقتله ونجله وثلاثة من مرافقيه إثر هجمات إسرائيلية في 28 أغسطس، بعد فترة تعتيم امتدت لشهر ونصف.

مصادر دفاعية وأمنية أوضحت لـ”ديفانس لاين” أن تعذر استلام المداني لمهامه ما يزال قائمًا، في حين استبعد مصدر آخر قدرته على مباشرة عمله في “المدى القريب”. ومنذ تعيينه، لم يُسجّل أي ظهور علني أو نشاط ميداني للمداني، باستثناء بيانات مكتوبة نُسبت إليه، شملت رسالة تعزية لعبدالملك الحوثي بوفاة الغماري، وأخرى موجهة لقيادة كتائب القسام حول موقف الجماعة من تطورات غزة.

ويعود آخر ظهور علني موثق للمداني إلى اجتماع ترأسه مهدي المشاط لقيادة وزارة الدفاع الحوثية في 4 مايو الماضي.

مصادر مطلعة على الترتيبات الداخلية للجماعة كشفت لـ”ديفانس لاين” أن وزارة الدفاع الحوثية تُدار فعليًا عبر “رجال ظل”، فيما يتولى عدد من المساعدين تنفيذ المهام المفترض أن تكون ضمن صلاحيات رئيس الأركان.

ووفقًا لأحد المصادر، وجّهت قيادة الجماعة بتوزيع عدد من المهام والمسؤوليات التابعة لوزير الدفاع ورئيس الأركان على قيادات أخرى تربطها صلات وثيقة بالجماعة وتنتمي لما يُعرف بالتشكيلات الجهادية.

وأشار مصدر آخر إلى أن المكتب الجهادي —وهو مركز القيادة والسيطرة الأعلى داخل الجماعة— أصدر أوامر بتسليم معسكرات ومنشآت ومخازن في محافظة صعدة، خصوصًا في منطقة مذاب، إلى القيادي جميل يحيى زرعة “أبو بدر زرعة”، قائد المنطقة العسكرية السادسة، إضافة إلى توليه جزءًا من مهام يفترض أنها تحت إشراف المداني.

ورغم تكليف المداني برئاسة الأركان، لم تُعيّن الجماعة بديلًا له في قيادة المنطقة العسكرية الخامسة التي يشغلها منذ أبريل 2017، والمسؤولة عن المناطق الغربية المطلة على البحر الأحمر بما فيها الحديدة وحجة وريمة والمحويت، وتخضع لقيادتها القوات البحرية والساحلية الحوثية.

ويُعرف يوسف المداني، الذي يُعد أحد أبرز قادة الحوثيين وأكثرهم غموضًا، بنزوعه للعمل خلف الكواليس بعيدًا عن الأدوار الرسمية، حتى مع توافر ترتيبات أمنية تتيح له الظهور العلني، مفضّلًا الأسلوب الذي اعتاده منذ نشأته داخل الجماعة.