الأخبار
أخر الأخبار

تفاؤل أميركي حيال اتفاق غزة والإبادة الإسرائيلية على القطاع مستمرة

قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة متفائلة حيال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وإن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف متفائل أيضاً بأنه سيتم عقد محادثات غير مباشرة قريباً.

وأردف روبيو يقول للصحافيين في قمة رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) في ماليزيا، “أعتقد أننا أقرب، وربما أقرب مما كنا عليه منذ فترة طويلة”. وأضاف أنه تحدث مع ويتكوف مساء أمس الأربعاء.

في الأثناء، قالت السلطات الصحية في غزة، إن غارة إسرائيلية استهدفت فلسطينيين قرب مركز طبي بالقطاع اليوم، مما أسفر عن مقتل 16 شخصاً بينهم أطفال بخلاف الإصابات، وذلك في وقت تستمر فيه محادثات وقف إطلاق النار من دون نتيجة متوقعة قريباً.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير أمس الأربعاء إن إسرائيل وحركة “حماس” قد تتمكنان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح رهائن خلال أسبوع أو أسبوعين، لكن من غير المتوقع التوصل إلى مثل هذا الاتفاق خلال يوم واحد.

وأضاف المسؤول، خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن، أنه إذا وافق الجانبان على مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، فإن إسرائيل ستستغل هذه الفترة لعرض وقف دائم لإطلاق النار يتطلب من الحركة الفلسطينية المسلحة نزع سلاحها.

وذكر المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنه إذا رفضت “حماس” ذلك “فإننا سنمضي” في العمليات العسكرية.

وكانت حركة “حماس” أعلنت أنها وافقت على إطلاق سراح 10 رهائن محتجزين في غزة، بعدما أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن تفاؤله في شأن التوصل إلى اتفاق هدنة في القطاع.

وفي القطاع المحاصر والمدمر الذي يعاني سكانه من الجوع بعد 21 شهراً من الحرب، أعلن الدفاع المدني مقتل 22 فلسطينياً، بينهم ستة أطفال، في القصف الإسرائيلي اليومي.

وقالت “حماس” في بيان إنه “على رغم صعوبة المفاوضات حول هذه القضايا حتى الآن بسبب تعنت الاحتلال، فإننا نواصل العمل بجدية وبروح إيجابية مع الوسطاء (قطر والولايات المتحدة ومصر) لتجاوز العقبات”، وذلك في إشارة إلى المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل في الدوحة.

وذكر البيان أنه “في إطار حرصها على إنجاح المساعي الجارية، أبدت الحركة المرونة اللازمة، ووافقت على إطلاق سراح 10 أسرى”. ووفق الحركة “تبقى النقاط الجوهرية قيد التفاوض، وفي مقدمها تدفق المساعدات، وانسحاب الاحتلال من أراضي القطاع، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار”.

ومن بين 251 رهينة خطفوا أثناء هجوم “حماس” عام 2023، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.

“توافر الظروف”

وبعد لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، قال نتنياهو في مقابلة تلفزيونية، “نعم، أعتقد أننا نقترب من التوصل إلى اتفاق، أعتقد أن هناك فرصة جيدة للتوصل إليه”.

ويضغط ترمب على رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي لا يزال موجوداً في الولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.

قبل ذلك، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر خلال مؤتمر صحافي في براتيسلافا مع نظيره السلوفاكي إن “إسرائيل جادة في رغبتها بالتوصل إلى صفقة تبادل رهائن ووقف لإطلاق النار. أعتقد أنه من الممكن تحقيق ذلك، إذا جرى التوصل إلى هدنة موقتة، فسنتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار”.

من جانبه، أعلن رئيس أركان الجيش الاسرائيلي إيال زامير أمس “توافر الظروف” للمضي في اتفاق يضمن الإفراج عن رهائن في قطاع غزة، وقال في خطاب متلفز “لقد أنجزنا نتائج عدة مهمة، ألحقنا خسائر كبيرة بحكم ’حماس‘ وقدراتها العسكرية”، مضيفاً “بفضل القوة العملانية التي أثبتناها، باتت الظروف متوافرة للمضي في اتفاق بهدف الإفراج عن الرهائن”.

وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي اجتماعين مع الرئيس الأميركي في واشنطن، وأكد عزم بلاده على الاحتفاظ “إلى الأبد” بالسيطرة الأمنية على قطاع غزة الذي تحكمه “حماس” منذ 2007.

وتصر الحركة الفلسطينية على الانسحاب الإسرائيلي من غزة، وضمانات بوقف دائم لإطلاق النار، واستئناف توزيع المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعترف بها.

وأول أمس الثلاثاء، أعرب المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن أمله في التوصل إلى اتفاق بين الطرفين “بحلول نهاية الأسبوع” يشمل هدنة لـ60 يوماً والإفراج على رهائن، بينما أكدت قطر أن النقاشات “تحتاج إلى وقت”.

وانطلقت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين مساء الأحد الماضي في الدوحة، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنها لم تسفر عن اختراق حتى الآن.

وتنص مسودة الاتفاق، بحسب ويتكوف، على تسليم 10 رهائن أحياء، وجثث تسعة آخرين.

اتفاق أوروبي – إسرائيلي في شأن المساعدات

في الأثناء، توصل الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس إلى اتفاق مع إسرائيل من شأنه أن يؤدي إلى دخول مزيد من شاحنات الأغذية إلى غزة وفتح نقاط عبور إضافية، وفق ما أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية للتكتل كايا كالاس.

وقالت كالاس عبر “إكس”، “توصلنا اليوم إلى اتفاق مع إسرائيل لتوسيع نطاق الوصول الإنساني إلى غزة”. وأضافت “هذا الاتفاق يعني فتح مزيد من المعابر، ودخول مزيد من شاحنات المساعدات والمواد الغذائية إلى غزة وإصلاح بنى تحتية حيوية، وحماية عمال الإغاثة. ونعول على أن تنفذ إسرائيل كل الإجراءات التي اتفق عليها”.

ويواجه سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليوني نسمة ظروفاً إنسانية صعبة بسبب تقييد إسرائيل المساعدات بصورة كبيرة.

وقالت كالاس في بيان إن التدابير التي وافقت عليها إسرائيل “يتم أو سيتم تنفيذها خلال الأيام المقبلة، مع تفاهم مشترك بأن المساعدات على نطاق واسع يجب أن تصل مباشرة إلى السكان”.

ولفتت إلى أن الخطوات تشمل “زيادة كبيرة في عدد الشاحنات اليومية المحملة بالأغذية والمواد غير الغذائية” التي تدخل غزة، وفتح نقاط عبور أخرى في كل من المناطق الشمالية والجنوبية من القطاع، وإعادة فتح ممرات نقل المساعدات من الأردن ومصر.

وجاء في البيان أن “الاتحاد الأوروبي على استعداد للتنسيق مع جميع أصحاب المصلحة الإنسانيين ذوي الصلة ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية على الأرض، لضمان التنفيذ السريع لهذه الخطوات العاجلة”.

وكان الاتحاد الأوروبي يدرس اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل بعدما خلص إلى أنها تنتهك اتفاق التعاون الثنائي بسبب سلوكها في غزة. لكن الاتحاد الذي يضم 27 دولة يواجه صعوبة في التوصل إلى توافق في الآراء في شأن الخطوات التي يتعين اتخاذها بسبب انقسامه بين مؤيدين لإسرائيل ودول تدعم الفلسطينيين.

استمرار القصف

ميدانياً، أعلن الدفاع المدني في غزة ارتفاع حصيلة قتلى الضربات الإسرائيلية منذ فجر اليوم إلى 52 قتيلاً بينهم أطفال.

وقال مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني في غزة محمد المغير في بيان، إن 52 شخصاً قتلوا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ فجر اليوم، “من بينهم ثلاثة من منتظري المساعدات”.

وكان المغير أفاد خلال وقت سابق اليوم بأن من بين القتلى “ثمانية أطفال وسيدتان” من أصل 17 قتيلاً سقطوا “أمام نقطة طبية في مدينة دير البلح” وسط قطاع غزة في استهداف إسرائيلي.

زر الذهاب إلى الأعلى