الأخبار
أخر الأخبار

تنديد أممي بالمجازر الإسرائيلية حول مواقع لتوزيع المساعدات في غزة

أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، اليوم الثلاثاء، أن “الهمجات القاتلة” على مدنيين حول مواقع لتوزيع المساعدات في قطاع غزة تشكل “جريمة حرب”.

وقال تورك، “الهجمات القاتلة على مدنيين يائسين يحاولون الحصول على كميات زهيدة من المساعدات الغذائية في غزة غير مقبولة. الهجمات الموجهة ضد مدنيين تشكل خرقاً جسيماً للقانون الدولي وجريمة حرب”.

بدوره، قال المتحدث باسم المفوض السامي لحقوق الإنسان جيريمي لورانس في جنيف، “لثالث يوم على التوالي قتل أشخاص في محيط نقطة توزيع مساعدات تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية. هذا الصباح تلقينا معلومات بمقتل وإصابة العشرات آخرين”، مؤكداً أن عرقلة وصول المدنيين إلى الغذاء وغيره من إمدادات الإغاثة قد تشكل جريمة حرب.

وأعلن الدفاع المدني في غزة في حصيلة جديدة، مقتل 27 فلسطينياً صباح اليوم بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مركز لتوزيع المساعدات في رفح جنوب القطاع.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية، إن 27 قتيلاً وأكثر من 90 جريحاً نقلوا إلى مستشفى ناصر بخان يونس، مضيفاً أن هذه “حصيلة المجزرة بحق المواطنين الذين ينتظرون المساعدات الأميركية قرب دوار العلم قرب منطقة المواصي غرب رفح”.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي اليوم إنه أطلق النار على أفراد على بعد نحو نصف كيلومتر من موقع لتوزيع المساعدات تابع لـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، مضيفاً أن هؤلاء الأفراد كانوا يتحركون باتجاه القوات “بشكل عرضها للخطر”.

مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين

بشكل رسمي، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم مقتل ثلاثة جنود في الحدث الأمني في جباليا شمال قطاع غزة، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجنود الثلاثة قتلوا في انفجار في جباليا، ورافقت عملية الإنقاذ مواجهات أصيب فيها أيضاً عدد من جنود الجيش، وأضافت أن القوة المستهدفة في جباليا قوامها 20 ضابطاً وجندياً من اللواء التاسع معظمهم قتلوا وأصيبوا في خلال هذه الحادثة.

وأصدر الجيش الإسرائيلي أمس أمر إخلاء لسكان مناطق في غرب محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة تمهيداً لاستهدافها، مشيراً إلى أن “(حماس) تنشط فيها”.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي على حسابه بمنصة “إكس” إنه على سكان هذه المناطق “الإخلاء فوراً غرباً إلى المواصي”، حيث ستعمل القوات “بقوة شديدة”.

غوتيريش يدعو إلى التحقيق

من جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإثنين إلى تحقيق مستقل في مقتل العشرات قرب مركز توزيع مساعدات غذائية في غزة، فيما أعلن الدفاع المدني مقتل 19 شخصاً في قصف إسرائيلي على شمال القطاع.

وكان الدفاع المدني في القطاع أعلن الأحد عن مقتل 31 شخصاً وإصابة أكثر من 176 آخرين بنيران إسرائيلية خلال توزيع مساعدات غذائية، فيما نفى الجيش الإسرائيلي أن يكون أطلق النار على المدنيين، مشيراً إلى تقارير “كاذبة”.

وقال غوتيريش في بيان “روعت إزاء التقارير التي تفيد عن مقتل وإصابة فلسطينيين أثناء سعيهم للحصول على مساعدات في غزة… من غير المقبول أن يخاطر الفلسطينيون بحياتهم من أجل الغذاء”. وأضاف “أدعو إلى تحقيق فوري ومستقل في هذه الأحداث ومحاسبة الجناة”.

وبدأت “مؤسسة غزة الإنسانية” توزيع المساعدات في قطاع غزة في الـ26 من مايو (أيار). وقالت المؤسسة الأحد إنها وزعت 6 ملايين وجبة غذائية حتى الآن. ورفضت الأمم المتحدة التعاون مع المؤسسة ذات مصادر التمويل الغامضة، قائلة إنها لا تحترم المبادئ الإنسانية الأساسية.

يا للعار”

في رد فعلها على تصريح غوتيريش قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في منشور على منصة إكس “يا للعار”، معتبرة أن الأمين العام للأمم المتحدة لم ينتقد “حماس”. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه “لم يطلق النار على المدنيين”، واصفاً التقارير بأنها “كاذبة”.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين في بيان مصور إن “(حماس) تبذل قصارى جهدها لوقفنا” عن توزيع المساعدات، وتعهد “التحقيق في كل من تلك الادعاءات” ضد القوات الإسرائيلية. وأضاف “أحضكم على عدم تصديق كل شائعة تروجها (حماس)”.

أما “مؤسسة غزة الإنسانية” التي تديرها شركة أمن خاصة أميركية ومتعاقدة مع الولايات المتحدة فقالت الأحد إنه “تم توزيع كل المساعدات اليوم من دون أي حوادث”. وأضافت “سمعنا أن حركة (حماس) تروج لهذه التقارير المزيفة عمداً. إنها غير صحيحة ومفبركة”.

غير أن مصدراً عسكرياً أقر الإثنين بأن “طلقات تحذيرية أطلقت باتجاه عدد من المشتبه فيهم” خلال الليل على بعد كيلومتر واحد تقريباً. وأكد شاهد عيان لوكالة الصحافة الفرنسية “طبعاً الجيش الاسرائيلي الذي أطلق النار والكل هرب”.

وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن مستشفاها الميداني في رفح استقبل 179 مصاباً الأحد، أعلنت وفاة 21 منهم عند وصولهم.

ضغوط دولية

تواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة الذي تحول إلى ركام، فيما تقول الأمم المتحدة إن كل سكان القطاع المحاصر معرضون للمجاعة، معتبرة أن المساعدات التي سُمح بدخولها منذ أيام بعد حصار مطبق استمر أكثر من شهرين، ليست سوى “قطرة في محيط”.

وحذرت الأمم المتحدة في وقت سابق من أعمال نهب للمساعدات من قبل أفراد مسلحين.

وأكد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل الإثنين مقتل “14 شخصاً بينهم 6 أطفال و3 سيدات، إضافة إلى أكثر من 20 مفقوداً ما زالوا تحت الأنقاض” في غارة جوية إسرائيلية استهدفت أحد المنازل في بلدة جباليا. وبحسب بصل نقل القتلى إلى مستشفيي الشفاء والمعمداني في مدينة غزة.

وأكد بصل لاحقاً نقل 5 قتلى وعدد من الجرحى نتيجة قصف إسرائيلي على منزل في منطقة مصعب بن عمير شرق حي الزيتون بمدينة غزة. وأشار “لا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض”.

ورداً على سؤال قال الجيش إنه نفذ “ضربات ضد أهداف إرهابية في شمال قطاع غزة”، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وفي دير البلح وسط قطاع غزة أشار بصل إلى نقل 3 قتلى في الأقل إثر قصف إسرائيلي بعد ظهر الإثنين في داخل مدرسة “العائشية” التي تؤوي نازحين.

في الأثناء لم تحقق المفاوضات لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 20 شهراً أي تقدم يُذكر، منذ استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في الـ18 من مارس (آذار) الماضي بعد هدنة لستة أسابيع.

وبعد فشل المحادثات الأسبوع الماضي، قالت “حماس” الأحد إنها مستعدة “للشروع الفوري في جولة مفاوضات غير مباشرة للوصول إلى اتفاق حول نقاط الخلاف”.

زر الذهاب إلى الأعلى