تمثل ثورتا 26سبتمبر و14 أكتوبر عودة الروح لجسم الشعب اليمني ولحظة انبعاثه الجديد من حالة الموات والجمود والسكون إلى عنفوان الحياة والحركة والنمو.. لقد كانتا وبامتياز عنوان النهوض ودخول القرن العشرين والعصر الجديد.
انشغل اليمنيون بالصراعات بين القوى الجمهورية فتراجعت لبعض الوقت قيمة ثورتي سبتمبر وأكتوبر في وجدان الشعب عموماً وأجياله الجديدة التي لم تعش عهد الإمامة ولم تعاصر بؤسها وتخلفها.
ومن المؤكد أن المسئولية الكبرى في ذلك تقع على عاتق النخب السياسية الجمهورية التي أودت بأنانيتها وقصر نظرها بمكاسب الشعب.
وفي السنوات الأخيرة عاد اليمنيون كشعب يعبرون عن ولائهم القطعي للنظام الجمهوري وثورتي #سبتمبر وأكتوبر بعفويتهم وبراءتهم وبساطتهم ونظافة قلوبهم من خلال احتفاءاتهم متعددة الأشكال والأنواع بعد أن أدركوا متأخرين قيمتها ودورها في انتقالهم العصري واندماجهم الحضاري.. لكنهم في النهاية يفتقرون لدور تاريخي ينتظرونه من هذه النخب الجمهورية تتجاوز به مصالحها الآنية وقصورها السياسي وذاتيتها محدودة الأفق والتي لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون بديلاً عن #النظام_الجمهوري الذي أخرج شعبنا من ضيق الاستبداد إلى سعة الديمقراطية ومن التبعية للفرد إلى حكم الدستور.. لذلك إن لم يكن لدى هذه النخب والقوى الإرادة اللازمة لاستعادة لُحمتِها والاستفادة من دروس الماضي والعمل على صناعة القواسم المشتركة وتنميتها وتقويتها وفتح آفاقها لجميع اليمنيين بلا استثناء من أجل مستقبل يسوده السلام والتعايش والوئام فلا يلومن الشعب إلا نفسه ولا تلوم هذه القوى والنخب إلا ذاتها، وستتجاوزها الأجيال القادمة وتصنع مستقبلها وتستعيد ذاتها بالطريقة التي ستبدعها وتصنعها بإرادتها بحثاً عن غد أفضل يزخر بالحرية والعدالة والديمقراطية والأمن والاستقرار والرخاء وسيادة القانون.
*من حائط الكاتب على منصة إكس