يقع جامع معاذ بن جبل في القسم الشمالي الشرقي من مدينة الجند الواقعة على بعد 22كم شمال شرق مدينة تعز ، حيث تعتبر مدينة الجند من المدن التاريخية اليمنية المشهورة منذ عصور ما قبل الإسلام، وكانت واحدة من أسواق العرب القديمة.. ويعد جامع معاذ من أشهر مساجد اليمن وأهمها و ثاني أقدم المساجد الجامعة في اليمن ،، كما يعتبر ثالثها في العالم الإسلامي بعد المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، وجامع صنعاء الكبير.
في السنة 9 هـ أمر رسول الله صل الله عليه وسلم معاذ بن جبل بالتوجه إلى الجند ودعوة أهل اليمن إلى الإسلام وتفقيههم بأمور دينهم ، وبناء المساجد وإقامة الصلاة فيها ، وحثه قائلاً : ” يا معاذ انطلق حتى تأتي الجند فحيثما بركت هذه الناقة فأذن وصل وابتن مسجدا فتوجه معاذ بن جبل إلى مكة حاجاً ومنها خرج إلى اليمن وكان كلما مر على منطقة في اليمن دعا أهلها إلى الإسلام وأسس لهم فيها مسجداً للصلاة .. وقد انتهى معاذ بن جبل من بناء جامع الجند قبل السنة 10 هـ .
وقد تعرض الجامع للهدم وأعيد بناؤه سنة 402هـ /1012 م على يد آخر حكام بني زياد الأمير الحسين بن سلامة، وجدده الأمير المفضل بن أبي البركات سنة 408 هـ /1016م . وفي عام 543هـ تعرض لحريق عندما هاجم المهدي بن علي صاحب زبيد الجند وحاصرها ،، وفيما بعد قام السلطان سيف الإسلام طغت كين بن أيوب في سنة 603 هـ 1206م بإعادة تعميرالجامع .. ونتيجة لتتابع أعمال الترميم والتجديد ، فإن هيئة جامع الجند تبدو مختلفة كلياً عن الأصل القديم ، حيث يشغل الجامع اليوم مساحة مستطيلة حوالي 4365 مترا مربعا .
وكان جامع الجند يعد مركز علمٍ مشهور يقصده الدارسون والفقهاء والعلماء من داخل اليمن و خارجها منذ بداية العصر الإسلامي وحتى منتصف القرن 6 هـ / 12 م ، حينها هُجرت المدينة وفقدت اهتمام ملوك الدولة الرسولية بها من أيام الملك المظفر الرسولي بعد مقتل والده الملك المنصور عمر في مدينة الجند سنة 647هـ /1249 م.
