الأخبار
أخر الأخبار

تعتبرها تايوان تهديدًا.. الصين تجري مناورات بالذخيرة الحية قرب تايوان

بدأ الجيش الصيني، صباح اليوم الثلاثاء، مناورات بالذخيرة الحية قرب تايوان، وذلك بعد يومين فقط من إبحار سفن حربية أميركية وكندية عبر الممر المائي في المنطقة، مواصلاً بذلك ضغوطه على الجزيرة التي أعلنت سلطاتها أنها تراقب من كثب هذا “التهديد” للاستقرار الإقليمي.

وقالت وسائل إعلام حكومية إن التدريبات ستنطلق قبالة ساحل مقاطعة فوجيان في جنوب شرق البلاد بالقرب من جزيرة نيوشان (ابتداء من الساعة التاسعة صباحاً حتى الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي)، وتبعد الجزيرة مسافة 165 كم فقط عن تايبيه عاصمة تايوان. وتأتي التدريبات أيضاً في أعقاب مناورات عسكرية مماثلة أجرتها بكين قبل أسبوع في المنطقة.

وكان الأسطول السابع للبحرية الأميركية قد أعلن، يوم الأحد الماضي، عن عبور السفن الحربية الأميركية والكندية لمضيق تايوان، وقال إن هذه الخطوة هي عبور روتيني عبر المياه حيث تنطبق حرية الملاحة والتحليق في أعالي البحار.

ورداً على ذلك، قالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية الصينية إن رحلة السفن الحربية الأميركية والكندية عبر مضيق تايوان أرسلت إشارة خاطئة إلى الانفصاليين في الجزيرة، وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تحشد دولاً مثل كندا وأستراليا ونيوزيلندا لإجراء عمليات عبور في مضيق تايوان وتضخيم مثل هذه الأحداث في محاولة لإظهار أن ما يسمى باستراتيجيتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ قد اكتسبت دعم العديد من البلدان.

وأضافت الصحيفة أن الغاية من عبور السفن الحربية الأميركية والكندية لمضيق تايوان هي بوضوح تقديم الدعم للانفصاليين المطالبين باستقلال تايوان وإثارة المتاعب، وتصعيد التوترات في المنطقة من أجل تحقيق هدف الولايات المتحدة المتمثل في احتواء الصين، ولفتت إلى أن قيادة جيش التحرير الشعبي الصيني نشرت قواتها البحرية والجوية لإجراء عمليات التتبع والمراقبة، وقالت إن هذا يعني أن جيش التحرير الشعبي نشر على الأرجح طائرات عسكرية وسفن بحرية لمراقبة ومرافقة السفن الحربية الأجنبية.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان في إفادة صحافية، الاثنين، إن “تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وإن قضية تايوان لا تتعلق بحرية الملاحة بل تتعلق بسيادة الصين وسلامة أراضيها”. وأضاف: “إننا نعارض بشدة أي عمل استفزازي تحت ذريعة حرية الملاحة يهدد سيادة الصين وأمنها”.

وفي منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الجاري أجرت بكين مناورات واسعة النطاق حول الجزيرة شاركت فيها أعداد قياسية من الطائرات والسفن العسكرية، في حين دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ قواته للاستعداد للحرب.

وكانت إدارة الأمن البحري في منطقة بينغتان الواقعة في مقاطعة فوجيان، شرق الصين، أعلنت، الإثنين، أنه “سيتم إطلاق ذخيرة حية” في منطقة بحرية يبلغ مساحتها نحو 150 كيلومتراً مربعاً.

وبينغتان هي أقرب نقطة في بر الصين الرئيس إلى تايوان وتبعد عنها نحو 126 كيلومتراً. وتقع المنطقة التي سيتم فيها إطلاق النار على بُعد نحو 100 كيلومتر من الجزيرة.

ولم توضح الإدارة ما القوات التي ستطلق النيران ولا طبيعة الذخائر التي سيتم إطلاقها خلال هذه التدريبات ولا هدفها.

ولطالما حذّرت الصين مراراً من التدخل الأميركي في جزيرة تايوان التي لا تعترف معظم دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، بها دولةً مستقلة. ومع ذلك، عارضت واشنطن سابقاً أي تغيير أحادي الجانب في الوضع الراهن وأبدت التزامها بالدفاع عن الجزيرة، إذ تعتبر الولايات المتحدة المورد الرئيسي للأسلحة لتايوان.

وكان الجيش الصيني قد أطلق في أغسطس/آب 2022 مناورة كبيرة غير مسبوقة بالذخيرة الحية في محيط الجزيرة بعدما قامت رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي بزيارة تايبيه.

وبعد ذلك، أُجري تدريب مماثل في إبريل/نيسان 2023 عندما التقت رئيسة تايوان آنذاك تساي إنغ وين مع رئيس مجلس النواب الأميركي آنذاك كيفن مكارثي أثناء توقفها في الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين، كثفت بكين الضغط العسكري على الجزيرة مع تدهور العلاقات عبر المضيق في عهد الرئيسة السابقة تساي إنغ وين.

زر الذهاب إلى الأعلى