تقرير خاص
بعد أسبوع من جريمة قتل الشيخ صالح حنتوس، أجرت “الوطن نيوز” استطلاعًا شمل عددًا من مختلف الفئات لقياس الرأي العام حول الجريمة التي هزت ضمير اليمنيين، وكانت النتائج أن 94% يعتبرونها “جريمة شنعاء” بينما رأى 91% من المشاركين أن استهداف معلم قرآن “انتهاك للقيم الدينية والاجتماعية”، وقال 87% أن المليشيا زورت الأدلة حول وجود أسلحة في دار القرآن، وما نسبته 76% أكدوا أن الجريمة ستؤثر سلبًا على سمعة الحوثيين داخليًا وخارجيًا.
جريمة لا أخلاقية
المواطن بكر الحاضري من صنعاء، يقول لموقع الوعل اليمني: “هذه جريمة لا أخلاقية ولا إنسانية، وإن دلت فإنها تدل على أن القتل صار شيئًا عاديًا عند الحوثيين، سمعنا أن أسوأ العصابات قد تقتل شيخًا قبليًا أو قائدًا عسكريًا أو زعيمًا سياسيًا، لكن أن تستهدف شيخًا طاعنًا في السن يعلم الأطفال سورة الفاتحة فهذه قمة الوحشية، وبالتأكيد الإسلام بريء من هذا العمل الجبان”.
وتقول فردوس أمين علي -ناشطة مجتمعية من تعز- لموقع الوعل اليمني: “كان الشيخ صالح رحمه الله أيقونة لعمل الخير ونشر المحبة وتعليم المنهج الديني الوسط، ولاشك أن هذه الجريمة ستؤثر سلبًا على نسبة الإقبال على مراكز تحفيظ القرآن الخارجة عن سيطرة الجماعة، لذلك فالحوثيون عندما قتلوا الشيخ صالح قتلوا معه أمة كاملة”.
وقال الناشط عبدالعزيز الحداء: “بحسب القانون الدولي يعتبر استهداف مدرسٍ مدني جريمة حرب، إضافة إلى أن هناك 22 انتهاكًا وثقناها خلال الدفن فقط: منع الأهل من التقاط الصور، تهديد النساء، سرقة المتعلقات الشخصية للشيخ وغيرها، وهذه أفعال تُجرم حتى في حالات الحروب”.
أما المحامي خالد حمران فيقول لموقع الوعل اليمني: “بحسب المادة الثالثة المشتركة من اتفاقيات جنيف، فإن استهداف المدنيين الذين لا يشاركون مباشرة في الأعمال العدائية يعتبر جريمة حرب، وحالة الشيخ صالح حنتوس تمثل انتهاكًا صارخًا متعدد الأوجه فالشيخ كان شخصية مدنية معروفة بكونه معلم قرآن ولم يكن طرفًا في أي نزاع مسلح، واستخدام الأسلحة الثقيلة ضد منزل مدني ينتهك مبدأ التناسب في استخدام القوة، كما أن إعاقة وصول الأهل إلى الجثة يخالف المادة 17 من البروتوكول الإضافي الثاني”.
وقال المواطن محمد سالم، أحد التربويين من أبناء ريمة: “كان الشيخ صالح رحمه الله الأب الروحي لكل المنطقة، أتذكر يوم جاء إلى المدرسة وأنا ما زلت طفلًا وأصلح خلافًا بيني وبين زميلي، ثم علمنا أن القرآن يحث على التسامح والعفو، كيف لرجل عظيم مثل هذا أن يقتل بهذه الوحشية؟!”
من جهتها تقول المواطنة أمينة: “جريمة بشعة وإرهاب يرتكب بسلاح الدولة المنهوب، الأصعب من جريمة قتل الشيخ أنهم لم يكتفوا بقتله بل أرادوا أيضا قتل سمعته أيضًا باتهامه بالإرهاب، يجب أن ندرك جميعًا أن صمتنا على هذه الأفعال لن يجلب إلا المزيد من المآسي والضحايا، الشيخ صالح رحمه الله علمنا أن الساكت عن الحق شيطان أخرس لذلك على اليمنيين اتخاذ مواقف واضحة إزاء هذا الإرهاب الوحشي”.
خاتمة واستنتاج
بناءً على نتائج هذا الاستطلاع الذي شمل آراء مواطنين وحقوقيين وإعلاميين، تبرز حقائق لا يمكن تجاهلها منها أن النسبة الساحقة التي تجاوزت 90% من المشاركين تعتبر حادثة مقتل الشيخ حنتوس جريمة مروعة تنتهك الثوابت الدينية والاجتماعية، فيما تؤكد الأغلبية أن رواية المليشيا حول وجود أسلحة في دار القرآن تفتقر إلى المصداقية.
ويكشف التحليل الموضوعي للبيانات تناقضًا لافتًا بين الرواية الرسمية للمليشيا وبين تصورات الجمهور، كما تشير النتائج إلى أن الجريمة خلقت رد فعل شعوبيًا غير مسبوق، تجلى في التغطية الإعلامية الواسعة والتفاعل الكبير على منصات التواصل.
هذه النتائج حتى إذا كانت مجرد انعكاس للرأي في لحظة زمنية محددة، لكنها تؤكد حقيقة واحدة واضحة وهي أن حادثة الشيخ حنتوس استفزت قطاعات واسعة وخلقت حالة من الرفض والاستنكار الذي قد يكون له تطورات لاحقة.