شهدت منطقة سنحان بمحافظة صنعاء جريمة مروّعة ارتكبها أحد عناصر مليشيا الحوثي بحق أقربائه، وذلك عقب عودته من دورة طائفية نظمتها الجماعة، يُعتقد أنها ساهمت في تحويله إلى أداة عنف لا تميّز بين القريب والعدو. وبحسب مصادر محلية وقبلية، بدأ الجاني جريمته بقتل عمه داخل المنزل، ثم حاول مغادرة المكان وكأن شيئًا لم يحدث. وعندما حاول بعض الحاضرين منعه، أطلق النار عليهم، ما أدى إلى سقوط ستة قتلى إضافيين، قبل أن يلوذ بالفرار إلى جهة مجهولة.
مصادر قبلية رجّحت أن الجاني اتجه إلى قيادات حوثية نافذة يُعتقد أنها ستتستر على الجريمة، كما جرت العادة في حالات مشابهة، حيث يتم إرسال مرتكبي الجرائم إلى جبهات القتال للتخلص منهم بعيدًا عن المجتمع، دون محاسبة قانونية أو مساءلة قضائية. وتأتي هذه الحادثة في سياق نمط متكرر من السلوك العنيف الذي بات يرافق المجندين العائدين من ما تُعرف بالدورات الثقافية الحوثية، وهي برامج فكرية تُنظمها الجماعة منذ انقلابها على الدولة عام 2014، وتُستخدم لغسل أدمغة المجندين الجدد، وزرع أفكار طائفية متطرفة وعدائية في نفوسهم، حتى تجاه ذويهم.
شهادات متطابقة من مناطق مختلفة في اليمن تؤكد أن هذه الدورات لا تقتصر على التعبئة الفكرية، بل تُسهم في تفكيك الروابط الأسرية والاجتماعية، وتدفع المشاركين فيها إلى ممارسة العنف دون وازع ديني أو أخلاقي. كما تتورط الجماعة في تجنيد أصحاب السوابق والمسجونين بقضايا جنائية، وتخضعهم لنفس البرامج الفكرية، ثم تطلق سراحهم بوساطات قبلية تحت ذريعة “وجه الله”، مقابل التحاقهم بجبهات القتال، ما يجعلهم خارج إطار المساءلة القانونية.
منظمات حقوقية حذّرت من تنامي ظاهرة تحول المجندين الحوثيين إلى أدوات قتل عشوائي، لا تتورع عن سفك دماء أقرب الناس إليهم، بفعل الفكر الطائفي المتطرف الذي يُغرس فيهم خلال تلك الدورات. واعتبرت هذه الظاهرة خطرًا صامتًا يهدد المجتمع اليمني من الداخل، ويقوّض ما تبقى من تماسكه الاجتماعي والأخلاقي في ظل غياب مؤسسات الدولة والعدالة.