فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، في استدعاء مئات الشبان من اليهود المتشددين “الحريديم” إلى مكتب التجنيد، حيث وصل 30 فقط من أصل ألف.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن “30 شخصا فقط من الحريديم حضروا اليوم إلى مكتب التجنيد في تل هشومير (شرق تل أبيب)”. ومن المفترض حضور ألف حريدي أمس الاثنين واليوم الثلاثاء، إلى مكتب التجنيد، وفقا لوكالة الأناضول للأنباء.
ونقلت هيئة البث عن مصدر في جيش الاحتلال (لم تسمه) قوله إن “نسبة المشاركة المنخفضة للغاية نتجت عن المظاهرة التي قام بها عشرات الحريديم صباح الاثنين، أمام مكتب التجنيد، والتي دفعت أولئك الذين كانوا يعتزمون الحضور إلى التراجع”.
واعتقلت الشرطة، صباح أمس، 3 متظاهرين حريديم كانوا ضمن عشرات تظاهروا أمام مكتب التجنيد في تل هشومير، احتجاجا على تجنيد هذه الفئة.
وفي 29 يوليو الماضي، أصدر جيش الاحتلال أوامر استدعاء لألف من أفراد “الحريديم”، في خطوة تهدف إلى تعزيز صفوف الجيش، بعد أن قررت المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية في إسرائيل) إلزام الحريديم بالتجنيد، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.
ويشكل الحريديم نحو 13 % من سكان إسرائيل البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة، ولا يخدمون بالجيش، ويقولون إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة، ويعتبرون أن الاندماج بالعالم العلماني يهدد هويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم. وتتزامن الضغوط لتجنيد هذه الفئة مع حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، خلفت أكثر من 131 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وبتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
المصدر: بواية الشروق