حث أحدهم على الإسراع وأثنى على إنجليزية آخر.. فظاظة ترامب مع قادة أفريقيا تثير الجدل
قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمقاطعة الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني لإسكاته، وطالب رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو بذكر اسمه وبلده، في حين أبدى اندهاشه من طلاقة حديث الرئيس الليبيري جوزيف بواكاي باللغة الإنجليزية.
فخلال استضافته رؤساء 5 دول أفريقية في غداء عمل في البيت الأبيض، لم تخل من تعليقات اعتبرها البعض مهينة لضيوفه، قاطع ترامب الرئيس الموريتاني ولد الغزواني خلال حديثه عن موقع بلاده الإستراتيجي وفرص الاستثمار فيه، وبدأ صبر ترامب، المعروف عنه كثرة الحديث، ينفد مع استمرار تصريحات الغزواني لحوالي 7 دقائق.
وتحدث الغزواني الذي كان يجلس أمام ترامب في كلمته عن موقع بلاده الاستراتيجي، قائلاً إن “لدينا الكثير من الموارد في مياهنا البحرية، لذلك هناك الكثير من فرص الصيد وغيرها، لكنني لا أريد أن أقضي وقتاً طويلاً في هذا الأمر”.
لكن ترامب قال بعد أشار بيده للغزواني بالإسراع في الحديث: “لا يمكننا التوقف كثيراً، علينا المغادرة، لكنني أقدّر ذلك كثيراً، أقدره فعلاً. ربما علينا أن نمضي بسرعة أكبر لأن لدينا جدولاً مزدحماً”.
ثم حوّل ترمب نظره إلى رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو، قائلاً: “ربما علينا أن نُسرع قليلاً لأن لدينا جدولاً مزدحماً”.
وأضاف: “لو استطعتُ فقط أن أسألك اسمك وبلدك، لكان ذلك رائعاً”. وأثار سلوك الرئيس الأميركي جواً من الإحراج، مما دفع إمبالو إلى إنهاء كلمته بسرعة كبيرة.
واجتمع ترامب مع قادة دول غرب إفريقيا وهي السنغال وليبيريا وغينيا بيساو وموريتانيا والجابون، في البيت الأبيض ضمن قمة مصغرة مدتها 3 أيام.
يذكر أن ترامب اعتاد التعامل بطريقة فظة وغير دبلوماسية مع العديد من الرؤساء الذين زاروا البيت الأبيض.
وأثار حديث الرئيس الليبيري بواكاي بطلاقة باللغة الإنجليزية اندهاش ترامب الذي سارع إلى سؤال بواكاي عن سر إتقانه اللغة الانجليزية، وبدا واضحا أن بواكاي حاول كتم ضحكاته.
وسأل ترامب بواكاي: “إنجليزيتك جيدة جداً، إنها جميلة. أين تعلمت التحدث بهذا الشكل الجميل؟”.
وسأل ترامب “تعلمتها في ليبيريا؟”، فردّ بواكاي على سؤاله بابتسامة، بدا فيها محرجا، قبل أن يجيب ببساطة “نعم سيدي”، أي أنه تلقى تعليمه في ليبيريا.
لكن الرئيس الأميركي الذي كان مُحاطا برؤساء دول أخرى في غرب أفريقيا ناطقة بالفرنسية آثر مواصلة الإشادة بمدى إتقان ضيفه للإنجليزية، وقال “هذا مثير حقا”، “لديّ أشخاص حول هذه الطاولة لا يتحدثونها بنفس إتقانك لها”.
وتعد ليبيريا أقدم جمهورية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وقد تأسّس هذا البلد عام 1822 كمستوطنة للعبيد المحرّرين في الولايات المتّحدة الذين عادوا للعيش في غرب أفريقيا، وتعد الإنجليزية اللغة الرسمية للدولة، كما أنها اللغة الأكثر انتشارا في سائر أنحاء هذا البلد، وهي معلومات يبدو أن الرئيس الأميركي لم يكن يعلمها.
وعبّر العديد من الليبيريين عن استيائهم من تعليق ترمب على لغة بواكاي، في ظل تصريحاته السابقة عن الدول الإفريقية، وفي ضوء الإرث الاستعماري الذي خلفته المؤسسة الأميركية في ليبيريا.
وقال أرشي تامل هاريس، أحد المدافعين الشباب عن حقوق الليبيريين، لشبكة CNN: “شعرت بالإهانة، لأن بلدنا ناطق بالإنجليزية… لا أرى سؤاله كمجاملة، بل أرى أن الرئيس الأميركي وأناساً في الغرب ما زالوا ينظرون للأفارقة كأشخاص يعيشون في قرى وغير متعلمين”.
كما قال دبلوماسي ليبيري، فضّل عدم ذكر اسمه، لـCNN إن التعليق “لم يكن لائقاً”، مضيفاً: “كان به نوع من التعالي على رئيس إفريقي من بلد يتحدث الإنجليزية”.
كما تساءلت السياسية الجنوب إفريقية فيرونيكا مينتي على منصة “إكس” : “ما الذي يمنع بواكاي من الوقوف والمغادرة؟”.
وكان البيت الأبيض قد استضاف أمس الأربعاء، قمة أميركية-أفريقية مصغرة، جمعت قادة موريتانيا وليبيريا والسنغال والغابون وغينيا بيساو، وتركز اللقاء على بحث الفرص التجارية، إضافة إلى مناقشة قضايا السلم والأمن في القارة الأفريقية.